قدّم الأزهر الشريف رأيه في الحكم الشرعي لاستخدام بخاخة الربو أثناء الصيام، وهو أمر يلجأ إليه المرضى خلال نهار رمضان، حيث يعتبر البخاخ من النوازل المستحدثة، ولذلك اختلف الفقهاء في الرأي حول حكمه.
فتاوى رمضان
وفي إجابة على ما حكم استعمال بخاخة الربو أثناء الصيام؟، أوضح الأزهر الشريف، أنها آلة يستخدمها مريض الربو، بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز يُدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم، ليصل إلى الرئتين فيحدث توسيعًا للشعب الهوائية، حيث يعتبر هذا البخاخ من النوازل المستحدثة، لذلك اختلف الفقهاء في الفطر به على قولين:
القول الأول: من استعمل بخاخ الربو أثناء الصيام يعتبر مفطرًا، ويجب القضاء على المريض؛ لأن البخاخة التي يستعملها تحتوي على دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز، وهذا السائل يصل على هيئة رذاذ له جرم مؤثر إلى الجوف عن طريق منفذ مفتوح وهو الفم، فإن لم يستطع المريض القضاء، وكان المرض مزمنًا، فعليه الفدية عن كل يوم إطعام مسكين، وجبتان مشبعتان من الأكل الأوسط عن كل يوم، أو إعطاؤه قيمة ذلك نقدًا.
واستدل هذا الرأي بأن ذلك وصل إلى الجوف باختيار الإنسان، ولما ثبت من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:" .... وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكونَ صائماً"، وذلك مخافة أن يصل الماء إلى حلقه أو معدته بالمبالغة في الاستنشاق فيفسد الصوم.
القول الثاني: استعمال بخاخ الربو لا يفطر، مادام الذي يخرج منها عبارة عن غاز أو هواء يدخل إلى الشعب الهوائية وينشط الجهاز التنفسي للإنسان المريض، سواء دخل هذا الغاز عن طريق الأنف أو الفم، ويكون ذلك مثله مثل الهواء الذي يستنشقه الإنسان.
ويوضح الأزهر في فتواه، أن الراجح عدم الفطر باستعمال هذا الدواء استنشاقا؛ لأنه ليس في حكم الأكل والشرب، وليس مغذيا، ولا يقاس على الماء؛ فالماء مغذِّ، فإذا وصل إلى الحلق أو المعدة أفسد الصوم، سواء أكان دخوله عن طريق الفم أم الأنف، ولذا إذا وجد المريض طعم البخاخ في حلقه لا يتم بلع اللعاب (الريق) بعد استخدام البخاخة، ويتم التخلص منه.
ويشير إلى أن الندوة الفقهية الطبية التاسعة أفتت بأن بخاخ الأنف والربو لا يفطر الصائم، وذهب إلى هذا عدد من الفقهاءالمعاصرين.