الأربعاء 12 مارس 2025

إلهام شاهين: دورى فى«سيد الناس» معقد وجرئ

إلهام شاهين

7-3-2025 | 12:49

رشا صموئيل
تعد النجمة إلهام شاهين من ألمع نجمات الشاشة المصرية التى أثبتت نجاحها الباهر فى مسيرتها الفنية الثرية بالأعمال السينمائية والتليفزيونية، فهى رمز للإبداع والجرأة، إذ بدأت مسيرتها الفنية فى سن السابعة عشرة، ومنذ ذلك الحين تألقت بأدوار تركت بصمة لا تمحى فى ذاكرة المشاهدين، خاصةً من خلال أعمال رمضان المميزة مثل «نصف ربيع الآخر»، و«الحاوى»، و«مسألة مبدأ»، و«البراري والحامول»، إلى جانب عشرات الأعمال المهمة الأخرى. أثبتت إلهام شاهين مع مرور الوقت أنها فنانة من طراز خاص، حيث يعتبر العمل الجاد والإبداع هما أساس النجاح، استطاعت أن تدمج بين الأداء المتقن والاختيارات الجريئة التى تتنوع بين الأدوار الإنسانية والاجتماعية، وفى أحدث أعمالها، تتألق بدور جديد ومختلف فى مسلسل «سيد الناس» الذى يعرض حالياً ضمن الماراثون الرمضانى، حيث تجسد شخصية «اعتماد الهوارى»، زوجة الأب الشريرة، فى أكثر صورها تحدياً، هذا الدور أضاف إلى سجلها الفنى المرموق، بقيادة المخرج المتميز محمد سامى، الذى يعرف بكونه مايسترو العمل الفنى. فى لقاء خاص مع «الكواكب»، تحدثت النجمة إلهام شاهين عن تفاصيل الشخصية الجديدة، وكشفت عن سر الكيمياء الخاصة التى جمعتها بالمخرج محمد سامى، وعن كواليس العمل التى ساهمت فى إبراز هذا الدور بشكل فريد، وغيرها من التفاصيل حول العمل وفريقه، ورؤيتها الفنية حول العديد من القضايا الفنية، وإلى نص الحوار. فى البداية كيف تقيمين «سيد الناس» بين السباق الدرامى الرمضانى.. وما سبب قبولك للمشاركة به؟ مسلسل «سيد الناس» يجمع بين جميع العناصر التى يحبها المشاهدون؛ فهو مسلسل يتناول العلاقات الأسرية بعمق ويتنوع بين الكوميديا، والأكشن، والتراجيديا، والميلودراما، وحتى قصص الحب، هذا التنوع يجعل منه عملاً شاملاً استطاع الوصول إلى الجمهور وإسعاده، خاصةً بفضل الأداء التمثيلى القوى لفريق العمل والإخراج المتقن الذى يضفى على المسلسل بعداً خاصاً يجعل منه أحد الأعمال التى تستحق المتابعة. أما عن شخصية «اعتماد الهوارى»، التى أقدمها بالمسلسل فالدور جديد تماماً بالنسبة لى، لم أقدم مثله من قبل، وما جذبنى لقبول هذا الدور هو ثقتى الكبيرة فى المخرج محمد سامى، الذى لا يعرف فقط بقوة إخراجه، بل يتمتع أيضاً بحس رائع فى الكتابة؛ إذ يشارك فى كتابة العمل بأسلوب مميز فى الحوار، وجميع الشخصيات فى المسلسل تقدم بصورة جديدة ومختلفة، صحيح أننى قد قدمت أدوار الشر سابقاً، مثل دور «أم جهاد» فى «طلوع الروح» و«امرأة من نار» وأعمالاً أخرى، لكن شخصية «اعتماد الهوارى» فى «سيد الناس» تحمل طابعاً شريراً خاصاً، وقد أراها من بين أسوأ أدوار زوجات الأب التى قُدمت سواء فى السينما أو التليفزيون. بهذا التميز فى تجسيدها لدور معقد وجريء، تؤكد الفنانة أن «سيد الناس» ليس مجرد عمل درامى آخر، بل هو تحدى فنى يجعلها تطمح لتقديم أداء يثبت أن العمل الجاد والاختيارات الذكية هما سر النجاح الحقيقى فى عالم الدراما الرمضانية. هل كانت هناك صعوبة لتجسيد شخصية «اعتماد الهوارى» تلك السيدة الشريرة؟ وكيف تغلبت عليها؟ استعددت لتجسيد الشخصية بفضل الرؤية الثاقبة للمخرج محمد سامى، الذى يعد ليس فقط مخرجاً متميزاً، بل أيضاً كاتب العمل، لقد مكنتنى وجهة نظره الثاقبة من فهم كل تفاصيل الشخصية على نحو أعمق، مما أثّر إيجابياً على أدائي. على سبيل المثال، يلاحظ الجمهور تحوّل نبرة صوتى فى هذا الدور؛ وهى نبرة لم أستخدمها من قبل فى أى عمل آخر، ويعود الفضل فى ذلك إلى المخرج محمد سامى، الذى كان أول من أبرز أهمية هذا التغيير لتقديم الشخصية بشكل أكثر إقناعاً وواقعية، وأنا شخصياً استفدتُ كثيراً من ملاحظاته. على مدار تاريخكِ الحافل تعاملت مع كبار المخرجين فى السينما والتليفزيون.. ما الذى يميز محمد سامى عن غيره من المخرجين؟ ما يميز محمد سامى تقديم نصوص غير تقليدية، إذ يسعى دوماً لاستخراج جانب مختلف من كل ممثل، فعلى الرغم من أننى مررتُ بمشاهد حزينة وبكيت فى أعمال سابقة، إلا أن سامى بحث معى عن أسلوب أداء جديد يختلف عما قدمته سابقا، مما جعل العمل معه تجربة مميزة، فهو يبذل جهداً كبيراً لضمان عدم التكرار، وما يعجبنى فى العمل معه هو أنه مخرج جماهيرى يعرف كيف يجذب الجمهور بأسلوبه التسويقى المميز، ويمتلك فريق عمل على أعلى مستوى، وأنا أكن لهم كل الحب والإعجاب، وأنا أحب العمل معه، فهو ليس مجرد مخرج رائع، بل هو أيضاً صديق عزيز؛ ومنذ أن عملنا معاً فى فيلم «ريجاتا» أصبحنا صديقين مقربين. على ذكر فريق العمل.. حثينا عن هذا الفريق.. وكيف كانت الكواليس بينكم؟ فريق العمل أكثر من رائع، كل فرد فى مكانه الصحيح، يقدم عمرو سعد دوراً رائعاً، وخالد الصاوى أكثر من متميز، وأحمد رزق يضفى لمسة كوميدية خفيفة، فى حين يعتبر أحمد زاهر ممثلاً قوياً جداً، كما أبدع أحمد فهيم فى دوره، ولا أنسى توجيه تحية كبيرة لضيوف الشرف مثل الفنان القدير محمود قابيل، وماجد المصرى، وصلاح عبدالله، ومحمد لطفى، وسليمان عيد. أما الفنانات، فقد أضافت كل واحدة منهن لمستها الخاصة؛ ريم مصطفى، نشوى مصطفى، بشرى، رنا رئيس، وسلوى عثمان، جميعهن أبدعن، والعلاقة بيننا جميعا كانت دافئة ومليئة بالحب فى الكواليس، وهو ما انعكس بوضوح على الشاشة وجعل العمل يظهر للجمهور بصورة مميزة وفريدة. ولا يفوتنى أن أنسى دور الإنتاج فى توفير كل ما من شأنه إنجاح العمل، ولا أنكر أن أحد الأسباب التى شجعتنى على خوض هذه التجربة هو حجم الإنتاج الضخم؛ فأنا أعمل مع إحدى أكبر شركات الإنتاج، التى قدمت معها بعضاً من أجمل أعمالى، مثل «قصة الأمس» مع المخرجة الكبيرة إنعام محمد على، و«بطلوع الروح» مع المخرجة المتميزة كاملة أبو ذكرى، والآن «سيد الناس» مع محمد سامى، فهذه الشركة بالفعل وفرت لنا كل الإمكانيات اللازمة لإخراج عمل ضخم، إذ تم بناء ديكور واحد بتكلفة بلغت 90 مليون جنيه، رقم لم ينفق من قبل على ديكور واحد، وهو ما يعكس ضخامة العمل وقوته الفنية. ما الرسالة الأهم من المسلسل؟ يركز المسلسل بشكل أساسى على تصوير العلاقات الأسرية، مما يجعله يحمل رسائل متعددة تختلف حسب تجربة كل مشاهد، إذ يرى كل مشاهد الأحداث من منظوره الخاص ويتفاعل معها بطريقة فريدة. ومع ذلك، فإن الثقة قائمة بأن العمل سيحدث التأثير المطلوب، خاصةً أنه يعكس واقع التفكك الأسرى الذى بات واضحاً لدى البعض، وبفضل ذلك سيستخلص كل مشاهد رسالة تتعلق بأسرته وإخوته وعائلته، ومن هنا فالمسلسل يلمس مختلف جوانب الحياة الواقعية. هل ترين أن التواجد فى رمضان يحمل مغزى مختلفاً عن باقى المواسم الدرامية؟ معظم أعمالى تعرض خلال شهر رمضان، ونادراً ما أُتيحت لى فرص للمشاركة فى مشاريع خارج هذا الموسم ومع ذلك، كانت هناك تجارب فريدة خارج إطار رمضان؛ ففى العام الماضى، تم عرض مسلسل «ألفريدو» خارج السباق الرمضانى، وكانت ردود الفعل إيجابية للغاية، كما شاركتُ سابقاً فى عمل خمسيات «زى القمر»، الذى حظى بتفاعل رائع من المشاهدين، وفى رأيى، العمل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت من العام، وليس مقتصراً على رمضان فقط، وأحياناً قد تحرم بعض الأعمال المميزة من الحصول على حقها بسبب الازدحام الرمضانى، وهو أمر أشعر أنه يظلمها. من خلال تجربتكِ مع المسلسلات ذات الـ30 حلقة.. وأيضاً الأعمال القصيرة.. أين الاتجاهين تفضلين؟ طوال مسيرتى الفنية قدمتُ أعمالاً تم توزيع حلقاتها على مدار 30 حلقة، لكننى لا أميل إلى عدد محدد من الحلقات؛ إذ يعتمد طول المسلسل على طبيعة الموضوع، ففى المسلسلات ذات الحلقات الأقل، يكون الجهد المطلوب أقل، مع تكثيف المشاهد والتركيز على الأحداث، على سبيل المثال عندما قدمت مسلسل «بطلوع الروح» من 15 حلقة، وشعرت بسعادة غامرة؛ وكذلك كان الحال مع مسلسل «ألفريدو» فى 10 حلقات، ومع «زى القمر» الذى احتوى على 5 حلقات، هذه التجارب أكدت لى أن عدد الحلقات لا يهم بقدر ما يهم جودة المحتوى. هل تعتقدين أن الدراما المصرية اليوم تعكس قضايا المجتمع بواقعية.، أم أنها تميل إلى المبالغة؟ أحياناً أشعر بالحيرة تجاه ذلك، بعض الأعمال تجعلنى أتساءل: هل هذا يحدث فعلاً فى الواقع؟ ثم أفاجأ بأن الحياة تحمل قصصاً أشد قسوة مما يعرض على الشاشة، لذا لا يمكننى التعميم، الواقع دائماً له جانب يفوق الخيال، وهذا ما يجعل الجمهور يندهش أحياناً عند مشاهدة بعض الأعمال، لكننى أؤمن بأن القضايا التى تطرح فى الدراما لها جذور فى حياتنا اليومية، وربما يكون الواقع أكثر تعقيداً مما نتخيل. ما دور الفنان فى مناقشة القضايا الاجتماعية عبر الدراما؟ وهل يحمل الفنان مسئولية فى اختياراته؟ الفن رسالة متعددة الأوجه؛ فهو وسيلة للتسلية والترفيه، كما أنه أداة لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، فإسعاد الجمهور فى حد ذاته رسالة نبيلة، لكن بالطبع هناك أعمال تركت أثراً كبيراً فى المجتمع وساهمت فى توعية الناس بمشاكلهم، ومع ذلك لا ينبغى أن تقتصر وظيفة الدراما على القضايا فقط، بل يجب أن تمنح الجمهور المتعة البصرية والعاطفية أيضاً، الفنان يتحمل مسئولية انتقاء أدواره بحيث تجمع بين القيمة الفنية والتأثير الإيجابى. ما هى الأعمال الدرامية التى تعتزين بها وترين أنها أثرت فى مسيرتكِ؟ هناك العديد من المحطات المهمة فى مشوارى، مثل: «نصف ربيع الآخر»، «الحاوى»، «البرارى والحامول»، «سامحونى ماكنش قصدى»، «مسألة مبدأ»، «نجمة الجماهير»، «قضية معالى الوزيرة»، «امرأة فى ورطة»، «امرأة من نار»، «بنت أفندينا»، لكن يبقى دورى فى «ألفريدو»، حيث جسدتُ شخصية مريضة بالزهايمر، من الأدوار التى أثرت فى كثيراً؛ فقد جعلنى أعى خطورة فقدان الذاكرة وما يسببه من معاناة، أما فى السينما، أعتز بأفلام: «الهلفوت»، «سيد قشطة»، «موعد مع الرئيس»، «يا دنيا يا غرامى»، «دانتيلا»، «يوم للستات»، «خلطة فوزية»، وكذلك دورى فى «خالى من الكوليسترول»، حيث قدمت شخصية الأم المعاقة ذهنياً، وشخصية المجنونة فى «أيام الغضب»، كان لهما وقع خاص على نفسي. هل هناك مشاريع سينمائية جديدة فى الأفق.. أم أن العودة إلى الشاشة الكبيرة ما زالت مؤجلة؟ كنا قد بدأنا التحضير لفيلم «الحب كله»، لكن للأسف واجهتنا مشكلة احتراق أحد الديكورات، مما تسبب فى تأجيل العمل، وانشغل معظم الفريق بأعمال رمضان، ولكن بعد رمضان سنعود للتخطيط لاستكمال المشروع. كيف ترين وضع السينما المصرية حالياً؟ السينما المصرية أصبحت تعتمد بشكل كبير على أفلام الأكشن لتحقيق الإيرادات، لكن بصراحة، لستُ من جمهور هذا النوع من الأفلام، حتى وإن تم تنفيذها بأحدث التقنيات وعلى مستوى عالٍ من الاحترافية، فأنا شخصياً أفضل الأفلام الإنسانية والرومانسية، وهى أصبحت قليلة.. عرفت بجرأتك فى اختياراتك الفنية.. هل تعتبرين نفسك فنانة جريئة؟ بالتأكيد. أحب تقديم شخصيات غير تقليدية، مثل دورى فى «ألفريدو» كمريضة بالزهايمر، ودورى فى مسلسل «بطلوع الروح» كإحدى زعيمات تنظيم «داعش»، وأيضاً تناولى قضية زنا المحارم فى فيلم «حظر تجول»، فأنا أبحث دائماً عن المواضيع الجديدة التى تثير تفكير الجمهور. جرأتكِ ليست مقتصرة على الأدوار فقط بل تشمل تصريحاتك أيضاً.. هل واجهت مشاكل بسبب ذلك؟ أنا صريحة وأفضل الصدق دائماً، البعض يعتبر هذا ذكاءً اجتماعياً، لكننى أراه نفاقاً، لا أستطيع أن أقول ما لا أؤمن به لمجرد إرضاء الآخرين، بالتأكيد الصراحة لها ثمن، لكنها جزء من شخصيتي. كيف تحافظين على التوازن بين حياتكِ الشخصية والفنية؟ بدأت التمثيل فى سن مبكرة، ولا أتذكر أن لى حياة قبل الفن، حياتى الشخصية والفنية متداخلة، فالفن هو هويتى، يتجول خيالى إلى أدوار لم أقدمها، أقضى وقتى بين قراءة سيناريوهات وأعيش مع شخصيات أكثر مما أعيش مع ذاتى الحقيقية، الفن يتخلل كل جزء من كيانى، ولا أرى ضرورة لفصله عن حياتى اليومية، وأنا سعيدة جداً بهذا الأمر، وأعتبر الشهرة نعمة رغم تأثيرها أحياناً. هل هناك دور معين تتمنين تقديمه ولم يتحقق بعد؟ هناك شخصيات نسائية عظيمة وقوية فى تاريخنا تعد نموذجاً يحتذى به، ونحن نفتقد الأعمال التاريخية على الشاشة رغم تقديم بعضها فى الأعوام الماضية، كما أن مشاركتى فى مثل هذه الأعمال تظل تحدياً كبيراً، وأتمنى تقديم عمل تاريخى عن شخصيات نسائية عظيمة، وبالفعل قمت بالتحضير لمشروعين تاريخيين لم ينفذا، أحدهما فيلم عن الملكة حتشبسوت لكن المشروع لم يكتمل بسبب ارتفاع تكاليفه الإنتاجية.. كما أن الكاتب يسرى الجندى عرض على مسلسلاً عن الملكة شجرة الدر، ولم ينفذ أيضاً لأسباب إنتاجية مكلفة. ما نصيحتك للجيل الجديد من الفنانات؟ أن يكنَّ صادقات فى اختياراتهن، وأن يسعين لإبراز مواهبهن الحقيقية، لأن الظهور وحده ليس كافياً، على الفنانة أن تبحث عن التوازن بين ما يرضى ضميرها ويظهر قدراتها. هل اضطررت يوماً لقبول أدوار لمجرد الظهور؟ لا أفضل أن أكون انتقائية، وهذا سبب قلة أعمالى حالياً، فى الماضى كانت الفرص أفضل بوجود كتاب كبار مثل وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة، لكننا اليوم نعانى من ضعف النصوص. إلى أى صوت تستمعين لتجدين فيه إلهامكِ وإبداعكِ؟ أنا أعشق صوت نجاه؛ فهو بالنسبة لى بمثابة مهدئ ينعش أعصابى، خصوصاً أغانيها التى كتبها نزار قباني. من أكثر الفنانين الذين يجذبون انتباهك فى عالم الفن؟ أحب منى ذكى ومنه شلبى وهند صبرى وكريم عبد العزيز وأحمد عز وآسر ياسين وأحمد السقا، وحالياً أنا مستمتعة جداً بالعمل مع عمرو سعد لأنه موهوب وشاطر جداً.