7-3-2025 | 13:00
نانيس جنيدي
على مدار سنوات طويلة، أصبحت الأعمال الدرامية الرمضانية أكثر من مجرد حلقات تعرض على الشاشات؛ بل صارت تشكّل جزءاً من ذاكرة الجمهور والمشاهدين، ففى كل رمضان، يجتمع الجمهور حول قصص تجسد مشاهد الحياة الواقعية وتلامس قلوب الناس، فتظل هذه المسلسلات حاضرة فى الوجدان حتى بعد انقضاء مواسمها.
فمن خلال أعمالٍ تحمل مزيجاً من الدراما الاجتماعية والرومانسية والإنسانية، تحولت الدراما الرمضانية إلى جزء لا يتجزأ من تقاليد الأسرة، تحمل معها ذكريات عذبة وصوراً لا تنسى.
لتستطيع تلك الأعمال أن تؤكد أنها أكثر من مجرد مسلسل تليفزيوني؛ بل شهادة على قدرة الفن على تجاوز الزمن، وإحياء ذكريات فى قلوب المشاهدين، مما يجعلها أعمالاً خالدة فى تاريخ الدراما المصرية.
فى هذا الباب الرمضانى الأسبوعى، نتناول على صفحات «الكواكب» بعض تلك الأعمال، التى ارتبط بها الجمهور فى شهر رمضان، والتى ما زالت تحتفظ بمكانتها فى قلوب المشاهدين.
نانيس جنيدى
حلقة اليوم مع مسلسل «عائلة الحاج متولى»، وهو من أيقونات الدراما الاجتماعية فى مصر، إذ تم عرضه فى رمضان عام 2001، ولا يزال يحتفظ بشعبيته وجاذبيته حتى يومنا هذا.
يعد مسلسل «عائلة الحاج متولى» من أبرز الأعمال التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الدراما المصرية. والعمل من بطولة نور الشريف، ماجدة زكى، غادة عبدالرازق، سمية الخشاب، مصطفى شعبان، نورهان، ميمى جمال، فادية عبدالغنى، مونيا، ونخبة كبيرة من الفنانين، وهو من تأليف مصطفى محرم، وإخراج، محمد النقلى.
على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها المسلسل وقت عرضه، إلا أن الكثيرين لا يعلمون التفاصيل والقصص التي لا تزال محط حديث بين طاقم العمل.
ماجدة زكى.. «أمينة» بعد اعتذار عبلة كامل
ربما يكون من المثير معرفة أن الفنانة ماجدة زكي لم تكن أول مرشحة لدور «أمينة» في المسلسل، فقد كانت الفنانة عبلة كامل هي أول من تم ترشيحها لهذا الدور، إلا أنها اعتذرت عن عدم تقديمه، وبالرغم من ذلك، كانت ماجدة زكي بمثابة «وش السعد» على المسلسل، فقد أثبتت قدرتها على تقديم الشخصية وأصبحت جزءًا أساسيا من نجاح المسلسل الذي حقق شهرة واسعة.
غادة عبد الرازق.. من التردد إلى النجاح
في حوار تليفزيوني سابق، كشفت الفنانة غادة عبدالرازق عن كواليس مشاركتها في المسلسل، حيث قالت إن الفنان نور الشريف هو من رشحها لهذا الدور.
وأضافت أنها كانت مترددة في البداية بسبب اعتقادها بأن الدور قد يكون بعيدًا عن شخصيتها، إلا أن نور الشريف أصر على مشاركتها في العمل، وبالرغم من الشكوك التي كانت تراودها، تبين لاحقًا أن نجاح الشخصية كان فارقًا في مسيرتها، وتغيرت حياتها بشكل ملحوظ بعد هذا الدور.
سمية الخشاب: من البطلة الجديدة إلى الشهرة
كانت الفنانة سمية الخشاب قد دخلت عالم المسلسل في بداية مشوارها الفني، بعد أن تم ترشيحها لدور «مديحة» بعد اعتذار إحدى الفنانات، ورغم أنها كانت في بداية مشوارها الفني، فإن إصرارها على تقديم الشخصية بالشكل الأفضل جعلها تحظى بنجاح كبير، كما أنها عبرت عن تقديرها الكبير للراحل نور الشريف، الذي وصفته بأنه كان دائما يبذل قصارى جهده لتقديم النصائح والمساعدة لجميع العاملين.
وكشفت الفنانة سمية الخشاب في تصريحات تليفزيونية عن أجرها في مسلسل «عائلة الحاج متولى»، وكواليس العمل مع النجم الراحل نور الشريف، وأول لقاء بينهما، حيث قالت: في أحد الأيام قرأت خبرًا عن بدء تصوير مسلسل «عائلة الحاج متولى»، وقبل ذلك كنت قد التقيت بالفنان نور الشريف، الذي وعدني بأنني سأشارك في العمل معه، وفي نفس اليوم، تواصل معي منتج المسلسل وأخبرني أن هناك نجمة أخرى كانت مرشحة لدور «مديحة»، لكنها اعتذرت عن عدم المشاركة، وبما أنني كنت في بداية مشواري الفني، أخبروني أنه إذا كنت موافقة على الدور يجب عليّ الحضور فورًا لتوقيع العقد، وعلى الفور ذهبت ووقعت العقد بمبلغ 10 آلاف جنيه، وبعد ذلك سارت الأمور على ما يرام، ولله الحمد، حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، حيث كنا نعيش جوًا من المرح والفكاهة، وهو ما ساعد في نجاحه بشكل مذهل، وكان الجميع في حالة من الدهشة من هذا النجاح الكبير.
مونيا: اللحظات الطريفة في التصوير
وكشفت الفنانة مونيا عن بعض الكواليس الطريفة التي رافقت تصوير مسلسل «عائلة الحاج متولى»، خاصة فيما يتعلق بدورها كزوجة رابعة، وتقول مونيا إنها لن تنسى مشهد حفل الزفاف الذي تميز بواقعيته الشديدة، حيث تعرضت خلاله لهجوم من قبل الزوجات الثلاث الأخريات أثناء احتفالها بفرحها مع النجم نور الشريف، وأوضحت أن هذا المشهد، رغم صعوبته وتمثيله بحرفية، فإنه كان يحمل في طياته روح الدراما التي تعكس تعقيدات العلاقات وتفاعلات الشخصيات في العمل.
في لقاء تلفزيوني سابق، عبرت مونيا عن انطباعها قائلاً: لن أنسى ذلك المشهد أبدًا؛ فقد بدأ الاحتفال، وفجأة دخلت الثلاث زوجات عليّ بقصد تمثيل هجوم درامي، وكان ذلك جزءًا من الإخراج الفني الذي يهدف إلى إيصال مشاعر الشخصية، ورغم أن التمثيل لم يكن ضربا حقيقيا، إلا أن تلك اللحظة تركت في نفسي أثرًا بالغًا، خاصة وأن الزوجات الثلاث كان لهن حضورٌ جميل وأسلوبٌ فريد.
وأضافت مونيا أن مثل هذه اللحظات تتطلب تنسيقًا عاليا بين الفريق الفني، وأنها تعتبرها من التجارب التي ساهمت في صقل مهاراتها التمثيلية وجعلت من المسلسل عملًا دراميا مميزًا يحظى بإعجاب الجمهور على مر السنين.
المخرج محمد النقلى.. وحقيقة الجز الثانى
وقال المخرج محمد النقلي في لقاء مع «الكواكب» عن كواليس هذا العمل: يعتبر هذا المسلسل من تلك الأعمال التي تحيا عمرًا يفوق عمرها، إذ شهد العديد من التبديلات في الأدوار، وكان الأبرز منها هو اعتذار الفنان محمود عبدالعزيز واستبداله بالنجم نور الشريف.
وتابع النقلي: عندما عرض الدور على محمود عبدالعزيز، اعتقد حينها أن العمل لن يرتقي إلى المستوى المطلوب وأن الدور لن يضيف له شيئًا جديدًا، فقدم اعتذاره، ولكن بعد عرض المسلسل وتحقيقه نجاحًا باهرًا، تواصل معنا محمود عبدالعزيز، وأبدى ندمه الشديد قائلاً: خسارة، يا ريتني قدمته، معبرًا عن أسفه لي ولمصطفى محرم، ومعربا عن إعجابه الكبير بأداء نور الشريف، وبالعمل بأكمله.
فى النهاية يمكن القول إنه على الرغم من التحديات التي مر بها العمل وأحداثه المتنوعة، إلا أن مسلسل «عائلة الحاج متولى» يظل واحدًا من أنجح الأعمال في تاريخ الدراما المصرية، ومن البداية إلى النهاية، كان لكل لحظة ولكل فنان بصمة خاصة جعلت المسلسل يتربع على عرش الذاكرة الجماهيرية لأجيال متعددة.