ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن القادة الأوروبيين اتخذوا هذا الأسبوع، أكبر خطواتهم نحو إعادة تسليح القارة منذ الحرب الباردة، لكن جهودهم لاستخدام ذلك للتأثير على نهج واشنطن في إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ تبدو غير مجدية حتى الآن، مما يزيد من حالة انعدام الثقة عبر الأطلسي.
وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الجمعة - إنه خلال 12 ساعة فقط في برلين وبروكسل يوم /الثلاثاء/، كشف القادة الأوروبيون عن خطط لزيادة الإنفاق العسكري بمئات المليارات من اليوروهات في السنوات القادمة، يتم تمويلها من خلال زيادة الاقتراض.. وهذه الخطط لا تزال بحاجة إلى موافقة، لكنها تمثل أوضح إشارة حتى الآن على أن القادة الأوروبيين يدركون أن عصر “عائد السلام” قد انتهى، وأن التهديد الذي تمثله روسيا على الأمن الأوروبي يتزايد.
وأعلنت الاتحاد الأوروبي عن خطط قد ترفع الإنفاق العسكري بمقدار 800 مليار يورو بحلول نهاية العقد. كما أعلن فريدريك ميرتس، المرشح الأبرز لمنصب المستشار الألماني المقبل، أن القواعد المالية الصارمة لألمانيا لن تُطبق بعد الآن على الإنفاق العسكري، مما يفسح المجال لتسريع عمليات إعادة التسلح. وسبق أن أعلنت كل من بريطانيا والدنمارك عن زيادات في إنفاقهما العسكري خلال الأسابيع الماضية.
وذكرت "وول ستريت" أنه ومع أن أوروبا بدأت أخيرًا في إظهار استعدادها لتحمل المسئولية الرئيسية عن دفاعها، وفقًا لدعوات واشنطن المتكررة، فإن "الهوة" بين الحلفاء الغربيين بشأن أوكرانيا باتت أوسع من أي وقت مضى، رغم الجهود الدبلوماسية الأخيرة لإقناع ترامب بدعم كييف لتعزيز موقفها التفاوضي في أي محادثات محتملة مع روسيا.
وأشارت إلى أن "الصدمة" الناتجة عن الأسابيع القليلة الماضية لا تزال تتردد أصداؤها في أوروبا. فقد أبدى القادة الأوروبيون دهشتهم من المواجهة الحادة بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. كما أن تعليق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا وإيقاف بعض تبادل المعلومات الاستخباراتية معها عمّق من حالة الصدمة.
ولفتت إلى أن أوروبا "انحرفت" عن موقف الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بعدما دفعت واشنطن بمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لم يلقِ باللوم على موسكو في الحرب؛ وهو ما نال دعم روسيا والصين.
وبعد أسبوع من لقاء ودي ظاهريًا في واشنطن لتنسيق المواقف بشأن الحرب، حذر ماكرون مواطنيه قائلًا: "لا يمكن أن يُقرر مستقبل أوروبا في موسكو أو واشنطن". وبعد مواجهة ترامب وزيلينسكي، اتهم ميرتس البيت الأبيض بتصعيد “مصطنع” للأزمة مع أوكرانيا.
وفي قمة طارئة لقادة الاتحاد الأوروبي أمس، بدت الخلافات بين الحلفاء الغربيين بشأن أوكرانيا غير قابلة للجسر. ففي الوقت الذي كان ترامب يقول فيه للصحفيين في البيت الأبيض إنه يشك في أن الشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة سيدافعون عنها في حال حدوث أزمة، رفض القادة الأوروبيون مساعي رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للاعتراف رسميًا بمبادرة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي في بيانهم المشترك بشأن أوكرانيا.
وأكد القادة الأوروبيون - خلال القمة - ضرورة الإسراع في زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك تعزيز أنظمة الدفاع الجوي والذخائر والصواريخ. كما أعلنت النرويج، وهي ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، عن مضاعفة دعمها العسكري لكييف هذا العام، مضيفة 8 مليارات دولار إلى إنفاقها الدفاعي.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إنه على الرغم من هذه الخلافات، برز تقارب بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن بشأن العقوبات الاقتصادية على روسيا. فقد دعا القادة الأوروبيون إلى فرض المزيد.