الإثنين 7 ابريل 2025

ثقافة

علماء المسلمين| ابن باجة.. رائد الفلسفة العقلية في العالم الإسلامي (30- 8)

  • 8-3-2025 | 17:58

ابن باجة

طباعة
  • بيمن خليل

شهد تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء البارزين الذين قدموا إسهامات كبيرة في مجالات معرفية متنوعة مثل: العلوم التطبيقية، الدينية، اللغوية، الفلسفية، الطبية، والاجتماعية، وقد أسس هؤلاء العلماء قواعد ومناهج علمية راسخة في أبرز العلوم التي استفاد منها الإنسان على مر العصور وحتى يومنا هذا.

وفي سلسلة خاصة تقدمها بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان المبارك، سنستعرض يوميا أحد هؤلاء العلماء المسلمين المبدعين ونلقي الضوء على إسهاماتهم العظيمة في مختلف ميادين المعرفة.

نبدأ في حلقتنا الأولى بالتعرف على أبرز علماء اللغة العربية والأدب، الذين قدموا أعمالاً قيمة أثرت هذا المجال وأسهمت في تقدمه.

ابن باجة

يعد  العالم والفيلسوف الإسلامي  أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ بن باجة التجيبي ( 487 - 533 هـ / 1095 - 1138 ) والمعروف بـ " ابن باجة"،من أبرز الفلاسفة المسلمين، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى، وكان أحد وزراء وقضاة الدولة المرابطية.

وبنى ابن باجة الفلسفة العقلية على أسس الرياضيات والطبيعيات فنزع عن الفلسفة الإسلامية سيطرة الجدل، وخلع عليها لباس العلم.

ويعد ابن باجة  أول فيلسوف في الإسلام فصل بين الدين والفلسفة في البحث، وانصرف إلى العقل ولهذا اتهم بالإلحاد والخروج عن تعاليم الدين، وقد لام أبو حامد الغزالي لميله إلى التصوف.

ومن أقوال ابن باجة: " إن الإنسان يستطيع بلوغ السعادة عن طريق العلم والتفكير لا بإماتة الحواس وتجسيم الخيال، كما يفعل المتصوفون، وقد رأى أن الغزالي خدع نفسه، وخدع الناس حين قال في كتابه «المنقذ من الضلال» إنه بالخلوة ينكشف العالم للإنسان"

وكتب ابن باجة "رسالة الوداع" والتي أهداها لأحد أصحابه المقربين وهو على أهبة السفر طويل خشي ألا يراه بعده، ورسالة "الاتصال"، وكتاب "النفس" وكتاب "الكون والفساد".

ومن مؤلفاته في الطب: "كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس"، و"التجربتين على أدوية ابن وافد"، و"اختصار الحاوي للرازي"، و"كلام في المزاج بما هو طب".

 ويذكر أن أصول كتب ابن باجة العربية،  فُقدت ولم ينقل إلينا منها إلا ما ترجم حينها إلى اللاتينية وما نقله من جاء بعده من الفلاسفة كابن رشد وابن ميمون، ومن أشهر هذه الترجمات، "تدبير الموحد"، ويتضمن هذا الكتاب تخيل بن باجة لمدينة لا يشغل أهلها غير تدبير واحد أو غاية واحدة طريقها العقل، فتتحقق لها ولهم السعادة، ويقسم بن باجة غايات الإنسان إلى جسدية وروحانية وعقلية وهذه الأخيرة هي أرقاها.

الاكثر قراءة