قدّم الأزهر الشريف الجواب الشرعي عن جملة من المسائل الفقهية التي تشغل الصائمين في شهر رمضان المبارك، بدءًا من حكم خلع الأسنان واستعمال المعجون لغسلها، وصولًا إلى حكم التداوي بالغرغرة واللبوس وأقراص الأزمات القلبية.
فتاوى الصائمين
في إجابة على هل خلع الأسنان في نهار رمضان يبطل الصوم؟، أوضح الأزهر الشريف، أن خلع الأسنان للصائم جائز، ولا يبطل الصوم بذلك، إذا لم يدخل شيء إلى الجوف، وخروج الدم من خلع الأسنان لا يؤثر في الصوم، ولكن يجب على الصائم أن يتحرز من ابتلاع الدم.
وأشار الأزهر في فتواه، إلى أن المخدر الموضعي الذي يتعاطاه المريض لا يؤثر في صحة الصوم.
ما حكم استعمال معجون الأسنان في نهار رمضان؟
أجاب الأزهر، بأن من المتفق عليه بين الفقهاء أن إدخال الماء إلى الفم في المضمضة لا يفسد الصوم طالما لم يدخل شيء منه إلى جوف الصائم؛ لأن الفم في حكم الظاهر، وكذلك لا يفسده استعمال السواك في نهار رمضان.
وتابع: مثل السواك في ذلك استعمال فرشاة الأسنان، مادام لم يبالغ في ذلك إلى درجة يتسرب معها شيء إلى الجوف، فإن لم يصل شيء إلى الجوف، كان الصوم صحيحًا، والأولى استعماله بعد السحور، وقبل الفجر.
هل التداوي بـ"الغرغرة" يفسد الصوم؟
أوضح الأزهر الشريف، أن الغرغرة هي أن يجعل الإنسان المشروب، سواء كان ماءً أو غيره، في الفم ويرده إلى الحلق ولا يبلعه.
وأكد أن "الغرغرة" بهذه الصورة لا يترتب عليها فساد الصوم، وإلى هذا ذهب مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته العاشرة، بشرط أن لا يصل شيء منها إلى الجوف.
ما حكم استعمال اللبوس في نهار رمضان؟
بيّن الأزهر، أن اللبوس يستخدمه المريض ويضعه في دبره، وهو ليس طعامًا ولا شرابًا ولا يُقصد به التغذية، وإنما هو للتداوي، لذلك فلا يفسد الصيام باستعماله، وذلك لأن ما كان قائمًا مقام الأكل والشرب أُعطي حكم الأكل والشرب، وما ليس كذلك فإنه لا يدخل في الأكل والشرب لفظًا ولا معنى، فلا يثبت له حكم الأكل والشرب.
تناول أقراص الأزمات القلبية في رمضان؛ هل يفطر الصائم بتناول هذه الأقراص أم لا؟
كشف الأزهر، أن هذه الأقراص توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية، وهي تمتص مباشرة ويحملها الدم إلى القلب، فتوقف الأزمة المفاجئة التي أصابت القلب.
وأشار إلى أن بعض أهل العلم، قال: يبدو أن هذه الأقراص غير مفطرة، ولا تفسد الصوم؛ لأنها لم تصل إلى الجوف، وإنما تمتص مباشرة من الفم، ومن ثم فتأخذ حكم الدهانات واللصقات التي توضع على الجلد، ويمتصها عن طريق الشعيرات الدموية إلى الأوردة، فكما أن هذه الدهانات غير مفطرة لأنها لا تصل إلى الجوف من منفذ معتاد، فكذلك هذه.
وتابع في فتواه: لا يقال هنا إنها وصلت إلى الجوف عن طريق الفم، فهذا غير صحيح؛ لأن هذه الأقراص لا تصل إلى الجوف أصلاً، وإنما تمتص من الفم إلى الشرايين مباشرة، فإن وصلت إلى الجوف بأن بلع المريض ريقه أثناء ذوبانها، فسد صومه، لذا عليه أن يمج (يقذف) ما تبقى من أثر الدواء، ولا يبتلعه مع ريقه.