لم تتردد إيران على كافة المستويات السياسية في رفض عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يمارس عليها سياسة الضغط القصوى للتفاوض بشأن التوصل إلى اتفاق نووي، وذلك على اعتبار أن هذا سيتوظف كوسيلة لكسر إرادة البلاد، التي أنهك اقتصادها بفعل العقوبات الأمريكية.
لا نقبل بالتغطرس
في إشارة إلى طلب ترامب التفاوض بشأن برنامج بلاده النووي، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن إصرار ما أسماه بـ"بعض الحكومات المتغطرسة" على المحادثات، لا يهدف إلى تسوية القضايا، بل من أجل التآمر وفرض توقعاتهم، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل أبدًا بهذا، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية.
ومحاولًا لممة القوة السياسية خلف قيادتها، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده قادرة على تجاوز جميع الأزمات، ولا يمكن لأي قوة تقييد حركة الشعب إذا كان متحدًا.
وشدد الرئيس مسعود بزشكيان، على أن الوحدة، هي العامل الأساسي والمهم، حيث يجب أن يتضامن الإيرانيون لحل مشاكل البلاد.
وتطرق في هذا السياق إلى أن المسؤولين الأمريكيين، ومن ضمنهم الرئيس دونالد ترامب يبنون آمالهم على خلافات البلاد الداخلية، مؤكدًا:"لكن إن اتحدنا سنمضي قدمًا".
بدوره، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، تهدف إلى نزع سلاح إيران تحت مسمى المفاوضات.
وجاءت تصريحات المسؤولين الإيرانيين تلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، إنه بعث رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.
غير أن طهران نفت من طرفها تلقي أي رسائل من الرئيس الأمريكي من أجل التوصل إلى اتفاق نووي، وكان الرد عليه على النحو السالف ذكره.
وفي حديثه في هذا السياق، قال الرئيس الأمريكي، إنه يفضل عقد صفقة مع طهران بشأن برنامجها النووي، قبل أن يحذرها من مغبة عدم التفاوض، مشددًا على أنه لا يمكن السماح لإيران بأن تمتلك أسلحة نووية.
وأكد ترامب، الذي وقع على أمر تنفيذي يعيد إحياء سياسة "الضغط الأقصى على إيران"، أنه غير سعيد بهذا القرار، لكن ينبغي أن "يكون صارمًا مع إيران".
وتهدف هذه السياسة إلى إغلاق صناعة النفط التابعة لإيران، والدفع تجاه انهيار اقتصادها المتعثر بالفعل، بنحو يجعل البلاد مفلسة، بحسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين.
وفي المقابل، أكدت إيران، أنه طالما استمرت سياسة الضغوط القصوى والتهديدات الأمريكية، فلن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وللمفارقة، فإن طهران كان يجمعها بالفعل اتفاق نووي مع واشنطن، إلا أن الرئيس دونالد ترامب انسحب منه في فترة ولايته الأولى، وأعاد في ذات الوقت العمل بالعقوبات المفروضة على طهران.
وعلى أثر ذلك، أوقفت طهران تدريجيًا التزاماتها في الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى بنسب مختلفة تصل إلى 60 بالمائة، إلى جانب نسبتي 5 بالمائة و20 بالمائة، بما يتماشى مع احتياجات البلاد.
وتؤكد طهران في هذا الصدد، أن برنامجها النووي يركز على الأهداف السلمية، وأن نتائجه تعود بالفائدة المباشرة على الشعب الإيراني.
ومن جانبها، تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من نفاد الوقت أمام التوصل إلى اتفاق يكبح جماح البرنامج النووي الإيراني، الذي يشهد تسارعًا في تخصيب اليورانيوم، بدرجة نقاء تقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة، حسب زعمها.