في ذكرى العاشر من رمضان| دور بطولي للشرطة المصرية.. ملحمة من الفداء والتضحية

لم تكن حرب أكتوبر 1973 مجرد مواجهة عسكرية بين الجيشين المصري والإسرائيلي، بل كانت ملحمة وطنية شارك فيها جميع أبناء الشعب المصري، وفي مقدمتهم رجال الشرطة الذين سجلوا بطولات خالدة في الدفاع عن الجبهة الداخلية وتأمين المدن الاستراتيجية، وخاصة مدن القناة.

خطة أمنية شاملة واستعدادات مكثفة

قبل اندلاع المعركة، وضعت وزارة الداخلية، بقيادة اللواء ممدوح سالم، خطة تأمين شاملة للحفاظ على الأمن الداخلي والتصدي لأي تهديدات محتملة. تضمنت الخطة رفع درجات الاستعداد، وتنفيذ تدريبات قتالية مكثفة لقوات الأمن المركزي، شملت أساليب الكمين والإغارة ومواجهة الطيران المعادي، كما عقدت اجتماعات مكثفة مع قيادات الأمن في مختلف المحافظات، خاصة في مدن القناة، لوضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع التطورات الميدانية.

ملحمة السويس.. صمود حتى النصر

في مدينة السويس، عندما حاولت القوات الإسرائيلية اقتحام المدينة بعد وقف إطلاق النار، تصدى لها رجال الشرطة بالتعاون مع المقاومة الشعبية. قاد اللواء محي خفاجه، مدير الأمن آنذاك، عمليات الدفاع عن المدينة، حيث تم تسليح الأهالي وتنظيم صفوفهم لمواجهة العدو، مما أدى إلى إحباط محاولات الاقتحام وتكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، فيما عُرف بـ"معركة 24 أكتوبر المجيدة".

الإسماعيلية.. حماية المنشآت وإحباط مخططات العدو

أما في الإسماعيلية، فقد لعبت الشرطة دورًا حاسمًا في تأمين المنشآت الحيوية ومواقع الرادار الحربية التي حاولت إسرائيل تعطيلها، كما شارك العديد من رجال الشرطة في العمليات العسكرية، إلى جانب قوات الجيش، وساهموا في تأمين الطرق الاستراتيجية ونقل الإمدادات، مما عزز صمود القوات المسلحة في المعركة.

بطولات بورسعيد.. التصدي للغارات وحماية المدنيين

وفي بورسعيد، قدمت الشرطة نموذجًا فريدًا في التضحية، حيث تصدت لغارات الطيران الإسرائيلي، وقامت قوات الحماية المدنية بإطفاء الحرائق الناجمة عن القصف، كما أقامت قوات الأمن المركزي كمائن ليلية لإحباط أي محاولات للإنزال البحري أو الجوي.

تكريم وتقدير لدور الشرطة في الحرب

حظى رجال الشرطة بتقدير كبير من القيادات العسكرية، حيث تم تكريم العديد منهم بوسام الشجاعة، تقديرًا لدورهم البطولي في المعركة، كما وثّقت شهادات إسرائيلية مدى كفاءة القوات المصرية، سواء في الجيش أو الشرطة، وقدرتهم على التنظيم والصمود أمام التحديات.

تاريخ لا يُنسى

تبقى حرب أكتوبر 1973 شاهدة على مدى تلاحم مؤسسات الدولة المصرية في مواجهة العدوان، حيث لم يقتصر النصر على الجيش فحسب