اقترحت مجموعة صناعات دفاعية كبرى في ألمانيا، أن يغتنم الاقتصاد فرصة التحول من السيارات إلى المعدات الدفاعية لتصبح قاطرة النمو الرئيسية في البلاد، باستغلال صناعة السيارات وتطويرها للمساعدة في إنتاج الأسلحة.
وتقول مجلة "ديفينس نيوز" المعنية بالشؤون العسكرية، إن "الاتحاد الفيدرالي للصناعة الأمنية والدفاعية الألمانية" (بي دي إس في)، طرح الفكرة في الأسبوع الماضي، لدى إشادته بتعهد الحكومة بأن تواصل زيادة الموازنة الدفاعية بشكل جذري. وللتغلب على إشكالات نقص الإنتاج الدفاعي، تساءلت المجموعة الدفاعية؛ لماذا لا يتم إعادة صياغة قدرات صناعة السيارات ذات السمعة والشهرة الواسعة، رغم تعثرها الراهن؟.
وأفادت المجلة بأن الفكرة تعد جزءاً من حزمة معايير طورت بواسطة صناعة الدفاع، التي تسعى إلى ضخ نفس النوعية من الإلحاح في التصنيع العسكري، الذي حرك القادة الألمان عندما تعلق الأمر باستبدال الغاز الروسي في مزيج الطاقة في البلاد بعد حرب موسكو ضد كييف.
وأشارت إلى أنه في بروكسل وعواصم الاتحاد الأوروبي، ستتوافر كميات كبيرة من الأموال التي سيتم إنفاقها في الدفاع. وفي الوقت نفسه لم تكن مواقع الإنتاج في القارة تعتزم تكثيف إنتاجها. ولم يكشف الاتحاد الأوروبي من قبل عن خطة حملت عنوان "إعادة تسليح أوروبا"، والتي ستوفر ما يربو على 800 مليار يورو (بما يعادل 868 مليار دولار) للإنفاق الدفاعي في عموم الدول الـ27 الأعضاء في التكتل.
وتتزامن تلك الدفعة القوية مع انهيار ملحوظ للشراكة عبر الأطلنطي مع الولايات المتحدة.
ولطالما اعتمدت ألمانيا وأوروبا على نطاق واسع من واردات الأسلحة من الولايات المتحدة لتلبية احتياجاتها الداخلية، رغم أن القارة تحتضن عدداً مهماً من شركات تصنيع الأسلحة.
وتقول "ديفينس نيوز"، إن إعادة توجيه ألمانيا لقطاع السيارات بها لإنتاج دبابات ودروع وغيرها من العتاد العسكري ليست في حقيقة الأمر فكرة جديدة.
ففي يونيو 2024، وقعت شركة "كونتينتال" العملاقة لتصنيع قطع الغيار، مع "راينميتال" عملاق تصنيع الأسلحة على مذكرة تفاهم لتسهيل عمليات إعادة تدريب العمالة التي تم الاستغناء عنها جراء انكماش صناعة السيارات.
وقال عضو مجلس إدارة شركة "كونتينتال" للموارد البشرية والاستدامة، أريان راينهارت: "التغيرات الحادة في كل الصناعات لا يمكن إنجازها بكفاءة إلا سوياً".
وفي الوقت نفسه.. أعربت شركة "راينميتال" عن سعادتها بالطفرة التي طرأت على قطاع الدفاع- في بيان صحفي مشترك- وسارعت بالإشارة إلى أن الشركة تتوقع ارتفاعاً نسبته 40% في الأرباح في عام 2024، مقارنة بالعام الذي سبقه.
وأبرزت الاتفاقية السبل المتنوعة لشركة "راينميتال"، التي تصنع هي أيضا مركبات وسيارات، لتوظيف العمالة المدربة، بما فيها إقامة فعاليات في مصانع إنتاج السيارات، وعرض وظائف لهم في المصانع الدفاعية التي تقرب بالقرب من المواقع التي أُغلقت فيها مصانعهم أو خُفض إنتاجها.
في الشهر الماضي، أعلنت العملاق الدفاعي الألماني، اعتزامها إعادة توجيه مصنعين في برلين ونيوس، اللذين كانا في السابق يصنعان قطع غيار سيارات، وتحويلهما لإنتاج منتجات وعتاد عسكري أولي بدلاً من ذلك.