أكد الدكتور محمد أبو شادي، وزير التموين السابق، أن الدعم العيني يعاني من العديد من العيوب التي شهدها على مدار 40 عامًا، حيث توجد مشكلات في حلقات التداول سواء في شركات الإنتاج أو التوزيع أو لدى البقالين التموينيين، مما يؤدي إلى عدم حصول المواطن على كامل حقوقه من الدعم.
وأشار أبو شادي خلال حديثة لبوابة دار الهلال، إلى أنه من أنصار وضع ضوابط صارمة لضمان كفاءة الدعم، موضحًا أن نجاح أي منظومة يتطلب وجود إدارة متكاملة تتولى متابعة وفرة السلع الأساسية وإتاحتها في الأسواق، بالإضافة إلى ضمان سلاسل الإمداد.
وأضاف أن هناك أكثر من 40 ألف بقال تمويني يقومون بتوزيع السلع المدعمة، مما يستوجب وجود مشروع متكامل بالتعاون بين وزارة التموين والتجارة لضمان توفير السلع وإدارتها بكفاءة.
وأوضح الوزير السابق أن إدارة منظومة الدعم يجب أن تتم بأسلوب يضمن الحفاظ على قيمته في ظل المتغيرات السعرية، مشددًا على ضرورة توفير السلع الأساسية في عبوات تحمل سعر البيع للمستهلك بوضوح لمنع التلاعب في الأسعار.
وأكد أن الرقابة يجب أن تبدأ من الإنتاج، بحيث يتم تحديد الأوزان والأسعار بوضوح على المنتجات مثل السكر والأرز والزيت، بما يضمن حصول المستهلك على احتياجاته بسهولة ويسر.
كما طالب أبو شادي بضرورة إنشاء هيئة مستقلة داخل وزارة التضامن الاجتماعي تتولى مسؤولية إدارة الدعم، على أن يتم تحديد قيمة الدعم بناءً على توافق مجتمعي يراعي مستويات الأسعار المختلفة.
وأشار إلى أن مصر أصبحت جزءًا من الاقتصاد العالمي، حيث يتم تداول السلع وفق الأسعار العالمية، مما يتطلب سياسات متوازنة لمواجهة التضخم وضبط الأسواق، خاصة بعد تحرير التجارة العالمية وإزالة القيود على دخول السلع والخدمات منذ توقيع اتفاقية مراكش عام 1994.
وأكد مشكلة الاقتصاد لم تعد تقتصر على زيادة الدخول وتأثيرها على التضخم، بل أصبحت تتعلق بقدرة الدولة على إدارة الأسواق بكفاءة، بما يضمن تحقيق التوازن بين العرض والطلب في ظل العولمة والانفتاح الاقتصادي.