بعد أن سلط مسلسل "قلبي ومفتاحه" الضوء على معاناة العديد من النساء اللاتي يجدن أنفسهن في منطقة وسطى بين خيارين صعبين، إما البقاء في حياة زوجية مليئة بالمشكلات حفاظًا على أبنائهن، أو اتخاذ قرار الطلاق والبعد وتحمل تبعاته القانونية والاجتماعية، نستعرض مع أستاذ علم نفس أسباب وراء تحمل الزوجة ذلك، وطرق للتصرف بشكل عقلاني ومتوازن.
ومن جهتها قالت الدكتور رحاب العوضي، أستاء علم النفس السلوكي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الكثير من الزوجات يجدن أنفسهن في منطقة رمادية بين الطلاق والبقاء من أجل الأبناء، وهي معاناة نفسية واجتماعية معقدة، حيث أن هذه الحالة تصاحبها مشاعر متناقضة من الخوف، المسؤولية، الحزن، وربما حتى الشعور بالذنب، خاصة إذا كان القرار سيؤثر على استقرار الأطفال ومستقبلهم، والمرأة التي تعيش في هذه الظروف، تعاني ولا تستطيع اتخاذ قرار الانفصال بسهولة، نظرًا لمجموعة من العوامل الضاغطة، أبرزها:

-نظرة المجتمع السلبية للمطلقة، مما يجعلها تتردد في ترك منزل الزوجية.
-المماطلة في دفع نفقة الأبناء، حيث قد تستمر القضايا لسنوات، مما يضع الأم تحت ضغط مالي ونفسي هائل.
-تلاعب بعض الأزواج بمصادر دخلهم للهروب من التزاماتهم القانونية.
-التعرض للعنف اللفظي والتشهير، الذي قد يتفاقم إلى العنف الجسدي في بعض الحالات.
وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أنه في ظل هذه الظروف، تعيش المرأة حالة دائمة من عدم الأمان، مما يؤثر سلبًا على صحتها النفسية واستقرارها العاطفي، وينعكس بالتبعية على أطفالها وسعادتهم، ولهذا ينبغي للزوج أن يعرف أن ٩٠٪ من الزوجات لا تطلب الطلاق حبا في الانفصال، ولكن كلهن يسعين الي حياه مستقرة لهن ولأبنائهن، ومن هنا وجب على كل أسرة ضرورة تعليم بناتهن جيدا والاستثمار في مهارتهم، كي يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم ويكون لديهم القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية دون خوف أو تردد.