نظم الجامع الأزهر بعد صلاة الظهر مباشرة، بالظلة العثمانية، ملتقى "رياض الصائمين"، تحت عنوان " صلة الأرحام"، وحاضر فيه الشيخ علي مبروك عاشور، واعظ باللغات الأجنبية بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد الكريم إبراهيم علي، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.
ناقش الملتقى، أهمية صلة الرحم كقيمة أساسية في الإسلام، مؤكدًا أن صلة الأرحام درعٌ يحمي المجتمع، مستعرضًا الفوائد العديدة التي تعود على الأفراد والمجتمع، مثل تعزيز التراحم والتكافل الاجتماعي، ونشر المحبة وتقوية الروابط الأسرية، كما تناول الملتقى أمثلة متعددة لصلة الرحم في حياة الصحابة والسلف الصالح، إضافة إلى مظاهر تطبيقها في الواقع المعاصر، ولم يقتصر النقاش على الجوانب الإيجابية فقط، بل تطرق أيضًا إلى مظاهر ضعف صلة الرحم، مثل التفكك الأسري، والانشغال بالحياة المادية، وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية.
وفي ختام الملتقى، وجّه المحاضرون دعوة لتعميق الاهتمام بصلة الرحم، خاصة في زمن غلبت فيه القطيعة والخصام والمشكلات بين الناس ، وحثّوا الحضور على إحيائها عمليًا من خلال الزيارات، والتواصل المستمر، ونشر ثقافة الود والتراحم بين أفراد المجتمع.
واستكمالًا لدروس التوعية الخاصة بقضايا المرأة، عقد الجامع الأزهر ظهرًا ملتقى " رمضانيات نسائية"، حاضرت فيه منى صلاح، مدرس الحديث بجامعة الأزهر الشريف، نجاح محمود عبد الحميد، واعظة بمجمع البحوث الإسلامية، حياة حسين العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
وتناول الملتقى أهمية شهر رمضان في إصلاح القلوب، حيث يعد فرصة عظيمة للإنسان للتخلي عن الذنوب والتحلي بالأعمال الصالحة، فهو شهر النفحات والمغفرة.
وأكدت المحاضِرات أن الصيام وسيلة للتقوى ونقاء القلوب، وأن العبادة الحقيقية تكمن في الصلاة، الصيام، الصبر، الصدقة، وصلة الرحم، كما تم تسليط الضوء على الأثر الروحي والطبي للصيام، ودوره في تعزيز الإخلاص، إضافةً إلى أهمية الصدقة، حيث وصفها النبي ﷺ بأنها برهان على الإيمان.
ونبّه الملتقى إلى دور صلاة الليل وصلة الأرحام في نشر التكافل الاجتماعي وجلب الرحمة، كما شدد الملتقى على أهمية القرآن الكريم كوسيلة لإصلاح القلوب، فهو شفاء للشبهات والشهوات، ودعا الحضور للاستعانة بالله، والمداومة على الذكر، والابتعاد عن رفقاء السوء، لتحقيق سلامة القلب، التي لا يُقبِل العبد على الله إلا بها، كما جاء في قوله تعالى: "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
وحرص ملتقى "باب الريان"، المنعقد عصرًا بالجامع الأزهر، بعنوان: "حديث القرآن عن العلاقة بالآخر" على إيصال رسالة سلام للعالم كله مفادها أن التعارف والتآلف والوحدة والتكافل هي الأسس التي تبني المجتمعات البشرية وتحقق التقدم والازدهار.
وأكد الملتقى أن الله - سبحانه وتعالى - قد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين، ولينشر رسالته في احترام الآخر والتعايش بسلام، حيث كانت شرائع الإسلام أساسًا للسلام والتعاون بين الناس. وأكد الملتقى أن الإسلام يدعو إلى احترام الآخر وعدم بغضه أو قتله، بل يأمر بالتعاون والتآلف لبناء مجتمع متماسك، كما أن الإسلام يحترم خصوصية الآخر، وينبذ كل ما يتعدى على حقوق الغير، مثل الزنا والقتل، وهي محرمات صريحة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ووجه الملتقى دعوة - للجميع - بضرورة الالتزام بهذه المبادئ النبيلة، من خلال العيش بسلام، واحترام حقوق الآخرين، والسعي لبناء مجتمع تسوده المحبة والتعاون.
ويواصل الجامع الأزهر، مسيرته المباركة في تعليم تجويد وترتيل القرآن الكريم من خلال مقارئه المتخصصة، التي تتيح الفرصة للسيدات والرجال والوافدين لتعلم القرآن الكريم مباشرة وأونلاين، وفق أعلى معايير الإتقان، وعلى يد نخبة متخصصة من علماء وحفاظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وتشمل المقارئ: مقارئ صباحية ومسائية برواية حفص عن عاصم، وهي الأكثر انتشارًا بين المسلمين، ومقرأة القراءات، والوافدين، التي تشمل القراءات العشر، لمن يسعون إلى تعلم القراءات المتواترة بإتقان، وتهدف مقارئ القرآن بالأزهر الشريف، إلى تعليم القرآن الكريم برواياته المتواترة، مع إتقان التجويد والتلاوة، وإتاحة الفرصة للرجال والنساء والوافدين لتعلم القرآن في بيئة تعليمية متخصصة، وتقديم التعليم عن بُعد لضمان وصول العلم القرآني للجميع، وتخريج طلاب على دراية عميقة بأحكام التلاوة، ونشر ثقافة إتقان القراءة وفق الروايات المختلفة، حيث القرآن يُتلى كما أُنزل، وحيث يُصقل الصوت بنور التجويد والإتقان.