الإثنين 14 ابريل 2025

ثقافة

مساجد حول العالم (13-30) | مسجد «سادات قريش».. أول بيوت الله في مصر وإفريقيا

  • 13-3-2025 | 22:11

مسجد سادات قريش

طباعة
  • همت مصطفى

في كل زاوية من زوايا الأرض، قامت صروح شاهقة تنطق بالجلال، وتعكس نور الإيمان، وتُردد أصداء التكبير والتهليل، إنها المساجد والجوامع، بيوت الله التي جمعت القلوب، ووحدت الصفوف، واحتضنت أرواحًا وجدت فيها السكينة والطمأنينة.

وفي شهر رمضان المبارك، حيث تصفو الأرواح وتسمو النفوس، نأخذكم في رحلة روحانية عبر الزمان والمكان، لنطوف بكم حول أجمل وأعظم الجوامع والمساجد في العالم، من قلب الحرمين الشريفين، إلى مآذن الأندلس الشامخة، ومن سحر مساجد إسطنبول العتيقة إلى عبق التاريخ في مساجد المغرب العربي، سنعيش معًا حكاياتٍ من الجمال المعماري، والتاريخ العريق، والمواقف الإيمانية الخالدة.

وعبر بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان الكريم، لعام 1664 هجريًا / مارس 2025 ميلادي، نستعرض معكم أحد أشهر المساجد، والجوامع التاريخية في دول العالم الإسلامي، والدول العربية، حيث يجتمع الفن والهندسة والإيمان في لوحات تأسر القلوب، وتروي قصصًا من العظمة والروحانية، في ليالي رمضان المباركة.

وفي اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك 1446هـ/ 13 مارس 2025 نذهب في رحلة وجولة  مع  مسجد «سادات قريش»  بمحافظة الشرقية

يعد جامع «سادات قريش» أحد أبرز المعالم الإسلامية، وأقدم الجوامع بمصر، وهو مسجد تاريخي، ويقع في شارع بورسعيد بمدينة بلبيس، بمحافظة الشرقية بمصر، ويذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بني في مصر، وتأسس قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ويرجح أن يكون أول أو ثاني أقدم مسجد في إفريقيا.

تاريخ بناء المسجد

تأسس، وبني المسجد «سادات قريش» على يد عمرو بن العاص سنة 18 هجرية أثناء الفتح الإسلامي لمصر، وبذلك يعد الجامع هو أول مسجد بُني في مصر، بل في إفريقيا أيضًا، وذلك تبعًا لما يؤكده بعض من المؤرخين والباحثين، أنه بني قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ومسجد الرحمة في الإسكندرية، ومنهم الباحثة الدكتورة سعاد ماهر، والبروفيسور فرانسوا ألبرت المتخصص في التاريخ العربي والإسلامي بجامعة السوربون.

أصل التسمية المسجد

وجاءت الجامع تسميته بـ «سادات قريش»، تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله عند فتحهم لمصر، في معركتهم ضد الرومان في بلبيس، حيث استشهد من جيش المسلمين نحو 120 جندياً ممن ينتسبون إلى قبيلة قريش التي ولد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنوا فيه.

وهناك بعض المصادر تشير أن جامع «سادات قريش» ثاني أقدم مسجد في إفريقيا بعد «مسجد النجاشي» في الحبشة والذي أسسه الصحابة عند هجرتهم إلى الحبشة عام 613 ميلادي، وأن السيدة زينب ابنة علي بن أبي طالب بعد هزيمة كربلاء رأت رؤية وهي بالمدينة أن رسول الله يأمرها بأخذ آل البيت إلى مصر، فاستقبلها أهل بلبيس خير استقبال، وأقامت بالمسجد شهرًا كاملًا، ويذكر أنه في العشرين مسجد الأوائل في تاريخ الدين الإسلامي، فهو قد يحمل رقم 13، أو 15 في الدين الإسلامي.

ترميم المسجد في عهد «المأمون»

وكان الخليفة العباسي المأمون،  أمر بترميم المسجد، بعد أن أقام فيه 40 يوماً حينما نزل مصر ليعيد النظام إليها، بعد أن ثار المصريون من العرب الفاتحين والأقباط السكان الأصليين على تعسف الوالي العباسي عيسى بن منصور، ومن ذلك أطلق على المسجد فترة من الزمن «جامع المأمون» وتم تجديده في عهد الأمير مصطفى الكاشف سنة 1002 هجرية.

تصميم مسجد «سادات قريش»

و مسجد سادات قريش، شكله مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلاف متر مربع وتم تجديد هذا المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة، تبلغ مساحة المسجد نحو 3 آلاف متر مربع، ويحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخامية، ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة.

مئذنة المسجد 

مئذنة مسجد «سادات قريش» مسجلة ضمن الآثار الإسلامية بالقرار الوزاري رقم 10357 لسنة 1951 بالشرقية، وقد تم التعدي عليها والبناء حولها وهي ناقصة بدون قمة ونهايتها متهدمة، وفي السبعينيات تم فك جزء آخر منها ملقى بجانبها.

الاكثر قراءة