الجمعة 21 مارس 2025

ثقافة

مساجد حول العالم(20 -30)| «مسجد الاستقلال».. منبر الإيمان وصوت الحرية في جاكرتا

  • 20-3-2025 | 23:26

مسجد الاستقلال في إندونيسيا

طباعة
  • همت مصطفى

في كل زاوية من زوايا الأرض، قامت صروح شاهقة تنطق بالجلال، وتعكس نور الإيمان، وتُردد أصداء التكبير والتهليل، إنها المساجد والجوامع، بيوت الله التي جمعت القلوب، ووحدت الصفوف، واحتضنت أرواحًا وجدت فيها السكينة والطمأنينة.

وفي شهر رمضان المبارك، حيث تصفو الأرواح وتسمو النفوس، نأخذكم في رحلة روحانية عبر الزمان والمكان، لنطوف بكم حول أجمل وأعظم الجوامع والمساجد في العالم، من قلب الحرمين الشريفين، والأرض المباركة في فلسطسن، إلى مآذن الأندلس الشامخة، ومن سحر مساجد الشرق العتيقة إلى عبق التاريخ في مساجد المغرب العربي، إلى قارات العالم جميعها، سنعيش معًا حكاياتٍ من الجمال المعماري، والتاريخ العريق، والمواقف الإيمانية الخالدة.

وعبر بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان الكريم، لعام 1664 هجريًا / مارس 2025 ميلادي، نستعرض معكم أحد أشهر المساجد، والجوامع التاريخية في دول العالم الإسلامي، والدول العربية، حيث يجتمع الفن والهندسة والإيمان في لوحات تأسر القلوب، وتروي قصصًا من العظمة والروحانية، في ليالي رمضان المباركة

وفي اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك 1446هـ/ 20 مارس 2025 نذهب في رحلة وجولة مع «مسجد الاستقلال» في إندونيسيا

يعد «مسجد الاستقلال» معلما رئيسيًا من معالم العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ويقع في ساحة مارديكا، وهو المسجد الأكبر في شرق آسيا و ثامن أكبر مسجد على مستوى العالم من حيث المساحة والطاقة الاستيعابية، ولذا يقصد الآلاف مسجد الاستقلال بمدينة جاكرتا في أندونيسيا، يوميًا سواء من أبناء العاصمة الإندونيسية أو غيرهم.

تاريخ بناء المسجد

ويعود تاريخ بناء المسجد إلى أيام الاستقلال عن الاستعمار الهولندي عام 1945 بعد أكثر من 350 عامًا، إذ طمح الإندونيسيون إلى تشييد مسجد يمثل رمزا للحرية والاستقلال وافتخارا لشعبه ويصبح مكانا مقدسا للعبادات.

وأطلق أول وزير ديني في الحكومة الإندونيسية آنذاك العلامة وحيد هاشم و200 من الرموز الإسلامية أخرى -أمثال العلامة أغوس سالم وأنوار تشوكرو أمينوتو- فكرة بناء مسجد يحمل اسم «الاستقلال»، وكان ذلك سنة 1953.

ولاقت فكرةُ بناء مسجد الاستقلال ترحيبًا من الرئيس الإندونيسي آنذاك المهندس «سوكارنو»، وقررت حكومته تمويل المشروع بما قيمته 12 مليون دولار أميركي، كما ترأس سوكارنو لجنة الهندسة واختار مكان البناء على آثار حصون الهولندي، أو ما يعرف بحديقة «ويهلمينا» بجانب كنيسة «كاثيدرال»، وذلك بهدف جعله رمزا للتسامح بين أصحاب الأديان في إندونيسيا.

وبعد إطلاق مؤسسة مسجد الاستقلال مسابقة للتصميم الهندسي للمسجد تحمل المعاني الدينية والتسامح والحرية والاستقلال، شارك فيها 30 متنافسا، وفاجأ الجميع فوز المهندس المسيحي فردريك سيلابان بالتصميم، وتابع بعدها وضع اللبنة الأولى، وتشييد أول الأعمدة في 24 أغسطس1961، تزامنا مع الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم بحضور آلاف المسلمين.

واستمرت عملية بناء مسجد الاستقلال 17 عاما؛ من 1961 في عهد سوكارنو إلى عام 1978 في أيام سوهارتو، تخللت هذه الفترة ظروف سياسية زعزعت البلاد وشهدت خلالها محاولة الثورة الشيوعية عام 1965، حتى تم تدشين المسجد في 22 فبراير 1978.

مساحة بناء المسجد

وبني المسجد على أرض مساحتها 9.5 هكتارات؛ وتضم البناء الأساسي للمسجد بطول 6666 سنتيمترا تمثل عدد الآيات القرآنية، والقاعات والمصليات والمآذن والطبقات والحدائق ومواقف السيارات ونوافير المياه، وتتسع قاعات المسجد الأربع إلى 200 ألف مصل، وتضم القاعة الأساسية 12 عمودا تمثّل تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وتحمل عليها قبة بمساحة 45 مترا تمثل سنة استقلال الدولة 1945، ونقشت على سقفها آية الكرسي وسورة الإخلاص، وكتب على الحائط الأمامي لفظ الجلالة «الله» واسم الرسول «محمد»

ويعد أحد أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا بطرازه المعماري، حيث يتميز بتعدد طوابقه الضخمة وساحاته الخارجية الواسعة.

ويوجد في أعلى المسجد قبتان كبيرتان ومئذنة بطول 90 مترًا، وسقف المسجد فتزينه الزخارف الإسلامية بأشكال وألوان متعددة وفي جدرانه كتبت عبارة لفظ الجلالة الله ومحمد بشكل بارز.

وتحيط بالساحات الخارجية للمسجد بحيرة صناعية ونافورة وأسواق تجارية، ويعج المكان بحركة غير عادية من الزوار حتى من غير المسلمين وهم يحملون هواتفهم المحمولة لالتقاط صور تذكارية مع المسجد.

 

الاكثر قراءة