شهد تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء البارزين الذين قدموا إسهامات كبيرة في مجالات معرفية متنوعة مثل: العلوم التطبيقية، الدينية، اللغوية، الفلسفية، الطبية، والاجتماعية، وقد أسس هؤلاء العلماء قواعد ومناهج علمية راسخة في أبرز العلوم التي استفاد منها الإنسان على مر العصور وحتى يومنا هذا.
وفي سلسلة خاصة تقدمها بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان المبارك، سنستعرض يوميا أحد هؤلاء العلماء المسلمين المبدعين ونلقي الضوء على إسهاماتهم العظيمة في مختلف ميادين المعرفة.
نبدأ في حلقتنا الأولى بالتعرف على أبرز علماء اللغة العربية والأدب، الذين قدموا أعمالاً قيمة أثرت هذا المجال وأسهمت في تقدمه.
ابن دريد
أبو بكر محمد بن الحسن "ابن دريد" بن عتاهية الأزدي البصري الدوسي الزهراني، (223 - 321هـ / 837 - 933 م)، هو أديب وشاعر من أعظم شعراء العرب وعالم لغوي ونحوي، وأحد نحاة البصرة الرائدين، وقيل عنه أنه باحث بارع، والفقيه الأقدر وأول شعراء عصره (العصر العباسي).
يعرف عن ابن دريد اليوم خصوصا كمعجمي وبصفته مؤلف الكتاب المعروف الجمهرة في علم اللغة)، ويحل هذا القاموس الشامل للغة العربية في المرتبة الثانية من حيث الشهرة، ولا يسبقه سوى معجم العين للفراهيدي.
يقال أن ابن دريد كان قد ألف أكثر من خمسين كتابًا في اللغة والأدب، وذلك بصفته شاعرًا، كان تعدد مواهبه واتساع نطاقه يضرب به المثل، كما أن إنتاجه وصف بالمذهل.
تتلمذ على يديه كثير من العلماء والأدباء الكبار أمثال: أبو الفرج الأصفهاني صاحب الكتاب الشهير "الأغاني" وأبو الحسن المسعودي مؤلف "مروج الذهب" وأبو عبيد الله المرزباني مؤلف "معجم الشعراء" وأبو علي القالي مؤلف كتاب "الأمالي" والنهرواني مؤلف "الجليس الصالح"، وأخذ هو عن أبي حاتم السجستاني.