مع حلول عيد الأم، شهدت الأسواق المصرية حالة من الركود رغم العروض والتخفيضات التي قدمتها المتاجر، حيث أثر تراجع القوة الشرائية للمستهلكين على حجم المبيعات، وسط تركيز الإنفاق على الاحتياجات الأساسية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
ويراهن التجار على عيد الفطر المبارك لإعادة تحريك عجلة المبيعات، حيث يُتوقع أن يشهد السوق انتعاشًا نسبيًا مع توجه المستهلكين لشراء الملابس، الأحذية، والإكسسوارات استعدادًا للعيد.
ضعف الإقبال على الأدوات المنزلية رغم تراجع الأسعار
أكد فتحي الطحاوي، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية والكهربائية بغرفة القاهرة التجارية، أن الأسواق لم تشهد الانتعاش المتوقع خلال موسم عيد الأم، رغم استقرار الأسعار بل وتراجع بعضها. وأرجع ذلك إلى تأثير شهر رمضان على أنماط الاستهلاك، حيث توجهت ميزانيات الأسر نحو شراء السلع الغذائية بدلاً من الأدوات المنزلية والهدايا.
وأضاف الطحاوي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن المحال التجارية كانت تعوّل على هذا الموسم لإنعاش المبيعات، لكن الأوضاع الاقتصادية فرضت واقعًا مختلفًا، حيث لم يكن انخفاض الأسعار كافيًا لتحفيز المستهلكين على الشراء.

الملابس تحتفظ بجاذبيتها كهدية في عيد الأم
من جانبها، أكدت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، أن عيد الأم ساهم في دعم مبيعات الملابس، نظرًا لكونها من الهدايا التي تناسب مختلف الفئات السعرية، خاصة مع انخفاض أسعار بعض المنتجات مقارنة بالسلع الأخرى مرتفعة التكلفة.
وأشارت إلى أن فترة الأوكازيون الشتوي عززت من رواج الأسواق، حيث زادت المبيعات مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وشهدت محال الملابس إقبالًا ملحوظًا على المنتجات الشتوية المخفضة، إضافة إلى الملابس الدينية مثل ملابس الصلاة والقفاطين والعبايات التي ارتفع الطلب عليها خلال شهر رمضان.

الذهب يفقد بريقه كهدية في عيد الأم بسبب الأسعار القياسية
وكشف الدكتور وصفي أمين، الرئيس الأسبق لشعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، عن تراجع حاد في مبيعات الذهب خلال موسم عيد الأم، مع وصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4300 جنيه، مما أدى إلى عزوف شريحة كبيرة من المستهلكين عن الشراء.
وأشار إلى أن العديد من الشركات طرحت أوزانًا خفيفة لجذب المستهلكين، لكن الأسعار المرتفعة جعلت حتى هذه المشغولات عبئًا ماليًا على المواطنين، مما أدى إلى استمرار تراجع الطلب.
وأوضح أمين أن الذهب لم يعد يُشترى كهدايا خلال هذه الفترة، حيث بات يُنظر إليه كأداة للاستثمار أكثر من كونه زينة، متوقعًا استمرار ارتفاع الأسعار في الفترة المقبلة بسبب ضعف القوة الشرائية.

"الشبكة" تواجه خيارات محدودة مع اقتراب عيد الفطر
وفي سياق متصل، أشار رئيس شعبة الذهب الأسبق إلى أن المقبلين على الزواج اضطروا إلى تقليص مشتريات الشبكة، حيث أصبح الحد الأدنى المقبول هو دبلة ذهبية بوزن 2 جرام فقط، والتي يبلغ سعرها حاليًا نحو 9 آلاف جنيه.
وأكد أن هذا الاتجاه يعكس الضغوط الاقتصادية التي يواجهها الشباب، حيث أصبح اختيار شبكة صغيرة أمرًا واقعًا في ظل الارتفاع المتواصل في الأسعار.
تراجع الإقبال على الفضة رغم استقرار أسعارها
أما سوق الفضة، فلم يكن في وضع أفضل، إذ كشف أحمد فؤاد، أحد بائعي الفضة بسوق الصاغة، عن ضعف الإقبال على المشغولات الفضية خلال موسمي عيد الأم وعيد الحب، بسبب تركيز الإنفاق على المستلزمات الأساسية مثل السلع الغذائية مع اقتراب رمضان وعيد الفطر.
وأوضح فؤاد أن أسعار الفضة المشغولة تتراوح حاليًا بين 65 و75 جنيهًا للجرام، بينما تسجل السبائك الفضية نحو 50 جنيهًا للجرام، إلا أن هذه الأسعار لم تحفز حركة الشراء، حيث تظل الأولوية لدى المستهلكين لتلبية الاحتياجات الأساسية.

المنتجات الجلدية في انتظار انتعاشة عيد الفطر
في قطاع المنتجات الجلدية، أكد شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية والمنتجات الجلدية بغرفة القاهرة التجارية، أن تلاحم المواسم المختلفة، مثل رمضان، وعيد الأم، واقتراب عيد الفطر، أدى إلى تراجع المبيعات خلال الفترة الماضية.
وأضاف يحيى، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الأسواق قد تشهد تحسنًا ملحوظًا في المبيعات خلال الأسبوع المقبل، تزامنًا مع استعداد المستهلكين لعيد الفطر، حيث يحرص الكثيرون على شراء الأحذية والحقائب لهذه المناسبة.

وأشار إلى أن غدًا الجمعة 21 مارس هو آخر موعد رسمي للأوكازيون الشتوي، إلا أن العديد من المحال التجارية ستواصل تقديم التخفيضات التي تتراوح بين 10% و40%، في محاولة لتنشيط المبيعات خلال الفترة المقبلة.