السبت 22 مارس 2025

أخبار

مجلس حكماء المسلمين.. 11 عامًا في نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش الإنساني

  • 21-3-2025 | 19:25

مجلس حكماء المسلمين

طباعة
  • دار الهلال

تحل اليوم الذكرى الـ 11 لتأسيس مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وعضوية عدد من علماء الأمة وحكمائها ووجهائها ممَّن يتسمون بالحكمة والعدالة والوسطية والاستقلال، الذي تأسس في 21 رمضان عام 1435 هـ الموافق 19 يوليو 2014، بهدف تعزيز السلم ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني ونصرة قضايا الأمة وتوحيد صفها ولم شملها، وتعزيز دور قادة ورموز الأديان في مواجهة التحديات العالمية.

وأكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين - في بيان اليوم - سعادة المستشار محمد عبد السلام، أن منذ إنشائه قبل 11 عامًا كرَّس جهده للعمل من أجل تعزيز السلم ونشر قيم الإخاء والتعارف الإنساني، وإبراز قيم الإسلام السمحة في التعامل مع الآخر، وتأكيد أهمية الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل، بالإضافة إلى تقوية المناعة الذاتية للأمة وتعزيز الحوار الإسلامي الإسلامي، من أجل وحدة الصف ولمِّ الشمل، معربًا عن تقدير المجلس رئيسًا وأعضاء والعاملين به لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة لدعمها لجهود ومبادرات المجلس الهادفة لترسيخ قيم السلام والتعايش المشترك.

وعلى صعيد نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، عمل المجلس على إطلاق جولات الحوار بين الشرق والغرب، التي شملت كلًّا من فلورنسا وباريس وجنيف والقاهرة وأبوظبي والمنامة، وهدفت إلى تحقيق رؤية المجلس القائمة على تعزيز السِّلم في العالم عبر التعارف والتآلف والتعايش، ودعمًا للحوار بين جميع الأديان والثقافات المختلفة، وقد توجت هذه الجولات بإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في فبراير عام 2019.

كما أطلق المجلس قوافل السلام الدولية إلى مختلف قارات العالم، والبعثات الرمضانية بهدف تعزيز جسور التواصل مع المسلمين ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، وتشجيعهم على الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم، ومواجهة أشكال الكراهية والعنصرية والتطرف والإرهاب والإسلاموفوبيا، كما نظم المجلس العديد من المؤتمرات الدولية التي ناقشت قضايا السلام والمواطنة والتنوع والتعايش، وتعزيز دور قادة الأديان في مواجهة تحدي المناخ، وصناعة محتوى إعلامي هادف.

وعلى صعيد تمكين الشباب باعتبارهم ركيزة أساسية لبناء جيل واع قادر على حمل راية التعايش والسلام، أطلق المجلس العديد من المبادرات؛ منها: منتدى شباب صنَّاع السلام، وبرنامج الحوارات الطلابية العالمية حول الأخوة الإنسانيَّة، وبرنامج زمالة أزادي بباكستان لترسيخ ثقافة الحوار الديني والثقافي ومواجهة التطرف، وزمالة التعليم الأخلاقي للأطفال بهدف غرس القيم الإنسانية في المنظومة التعليمية، ومبادرة الجسور التي تربطنا تعزيز مهارات المشاركين في مجال العمل التطوعي وغرس قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك.

وإيمانًا من المجلس بأهمية الكلمة في نشر ثقافة الحوار والتعايش المشترك، دشن المجلس في عام ٢٠١٩ "الحكماء للنشر" وهي دار نشر متخصِّصة في إصدار الكتب وترجمتها، بما يُسهِم في نشر ثقافة التسامح والتَّعايش، حيث بلغ عدد إصداراتها حتى الآن أكثر من 250 عنوانًا بأكثر من ٧ لغات، كما أسس في عام ٢٠٢٠ مركز الحكماء لبحوث السلام، وهو أول مركز بحثي دولي غير حكومي يمثل بنية للتفكير والخبرة ويخدم رسالة السِّلم في عالم المسلمين.

ومثلت المكاتب الخارجية لمجلس حكماء المسلمين منارات أمل وجسورًا للتواصل والتعايش المشترك؛ حيث أنشأ المجلس عددًا من الفروع والمكاتب الخارجية في عدة دول شملت إندونيسيا وباكستان وماليزيا وكازاخستان وغيرها بهدف ⁠بناء منصات فاعلة للتواصل مع المسلمين حول العالم عدد من البلدان والمناطق حول العالم.

وفيما يتعلق بقضايا المناخ، التي تمثل أبرز التحديات التي تهدد الحياة على سطح الكوكب، قدم مجلس حكماء المسلمين مبادرات استثنائية لحماية كوكب الأرض؛ حيث عقد مؤتمر قادة ورموز الأديان من أجل المناخ في جنوب شرق آسيا، والقمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في أبوظبي، التي توجت بإطلاق وثيقة "نداء الضمير بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ"، بالإضافة إلى تنظيم جناح الأديان لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف في COP28 بدبي، وكذلك المشاركة في تنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في العاصمة الأذربيجانية باكو وتنظيم جناح الأديان في COP29.

وقد عمل مجلس حكماء المسلمين أيضًا على نصرة الأمة والدفاع عن قضاياها والتأسيس لمرحلة جديدة من الحوار الإسلامي الإسلامي، وذلك تلبية لدعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، خلال ملتقى البحرين للحوار، إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة صف الأمة؛ حيث ⁠قام وفد من الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين بزيارة إلى جمهورية العراق، وعقد لقاء مع كافة مكونات الشعب العراقي؛ لمناقشة أبرز التَّحديات الإسلامية المعاصرة وكيفية رَأْب الصدع، وإعلاء روح الأخوَّة الدينية، كما كانت هناك العديد من اللقاءات مع عدد من العلماء والمراجع الدينية من مختلف المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي.

وفي 19 و20 فبراير الماضي استضافت مملكة البحرين النسخة الأولى من مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، الذي انعقد برعاية كريمة من جلالة ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومشاركة أكثر من ٤٠٠ من العلماء والمرجعيات والمفكرين من مختلف المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي، والذي توج بإطلاق ميثاق "نداء أهل القبلة" ليكون وثيقة مبادئ جامعة لتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي.

عام بعد عام يواصل مجلس حكماء المسلمين بث القيم الإنسانية السامية وتأكيد أهمية تعزيز الحوار والتسامح واحترام وقبول الآخر، وعدم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية، وبيان الصورة الحقيقية للإسلام والتصدي لخطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا، وتعزيز التواصل مع المسلمين حول العالم، وذلك بهدف مستقبل أفضل للإنسانية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة