ظهرت الفترة الأخيرة العديد من الأعمال الدرامية الغير مناسبة لأفكار المجتمع وثقافته، ولذلك اتخذت الدولة قرارات بشأن مراجعة صناعة الفن والإعلام لتواكب التغيرات وتحقق التوازن بين الأهداف الثقافية والاجتماعية.
في نفس السياق، جاء تصريح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية، حيث تناول موضوع تحول الدراما من صناعة إلى تجارة، وما يرتبط بذلك من تأثيرات على الذوق العام والمجتمع بشكل عام في هذا التقرير، نعرض أبرز ما تم تناوله في كلمة الرئيس حول ضرورة إعادة تنظيم صناعة الفن والإعلام بما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على القيم المجتمعية.
تحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مراجعة الدولة لصناعة الفن في ظل التغيرات التي شهدها مجال الدراما و الفن خلال الفترة الأخيرة وذلك في إطار لقاء المرأة المصرية والأم المثالية، وأشار السيد الرئيس السيسي أن الدراما كانت في الماضي صناعة حقيقية، ولكنها تحولت اليوم إلى تجارة، حيث كان دور الدولة بارزًا في هذا المجال من خلال الإنتاج التلفزيوني الذي كان يهدف الى بناء المجتمع على أسس صحيحة علمية وضعها متخصصون في الإعلام وعلم النفس والاجتماع.
وأضاف الرئيس السيسي أن تطورات السنوات الأربعين الماضية أدت إلى زيادة الأعباء على التلفزيون الحكومي، مما جعله غير قادر على أداء دوره كما كان في السابق، وهو مما أدى إلى تحول الدراما من عمل هادف يثقف و يأثر في الجمهور إلى تجارة
وأشار إلى أن هناك إمكانية لتحقيق توازن بين تحقيق أرباح كبيرة من العمل الفني وبين الحفاظ على جودته، ولكنه عبر عن مخاوفه من تأثير ذلك على الذوق العام في المجتمع قائلا: «أنا خايف على الذوق العام بتاعنا».
كما أكد السيد الرئيس السيسي على أهمية الإعلام في تشكيل وعي المجتمع، مشيرًا إلى أن تأثير الإعلام لا يقل أهمية عن تأثير المسجد والكنيسة والمدرسة والجامعة والأسرة
وأوضح أن هناك تداخلًا بين هذه المؤسسات، فإذا كانت هناك مظاهر تطرف في الإعلام والفن، فإن ذلك سينعكس سلبًا على المجتمع كله.
وفيما يتعلق بتكلفة صناعة الدراما، أشار الرئيس السيسي إلى أن تلك الصناعة قد تصل تكلفتها إلى نحو 30 مليار جنيه، فإن تأثيرها على المجتمع يبلغ أرقامًا كبيرة للغاية تنفقها الدولة في أشياء أخرى"، قائلًا: "مجتش في 30 مليارعشان نعمل توازن في الصناعة ونرجعها لدورها تاني."
وأكد السيد الرئيس السيسي أن هذه المراجعة لا تعني بالضرورة منع الأعمال الفنية، بل هي دعوة لإعادة تريب وتنظيم الصناعة بما يتناسب مع الواقع الحالي
وأشار إلى أن هذه الدعوة تعتمد على قياسات رأي ودراسات أظهرت توجهًا تصاعديًا حول أهمية مراجعة الوضع الحالي لصناعة الفن والإعلام في مصر.
وفي رسالة طمأنة للعاملين في القطاع الفني، أكد الرئيس السيسي أن هذه التوجهات لن تؤثر سلبًا على العاملين في هذا القطاع، بل تهدف إلى تنظيم الأمور بشكل أفضل بما يخدم مصلحة الجميع وأوضح أن المخرجين والكتاب والممثلين هم من سيواصلون العمل في المستقبل، لكن سيتم تنظيم القطاع بشكل أكثر كفاءة من الوضع الحالي قائلا: «لما نطرح موضوع ميخوفش حد، لأن اللي بيعمل ده دلوقتي هما اللي هيعملوا بعدين، هنجيب منين، هم دول الفريق اللي موجود سواء المخرجين والكتاب والممثلين، بس إحنا بنقول هننظم الموضوع بشكل أكبر من الشكل اللي إحنا ماشيين به».