واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة، لليوم السابع على التوالي، منذ استئناف الحرب فجر الثلاثاء الماضي، بعد هدنة استمرت شهرين، حيث استهدف الاحتلال خلال الساعات الماضية أنحاء القطاع بما فيه مجمع ناص الطبي، واغتيال أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس أثناء تلقيه العلاج.
العدوان على غزة
وكثف الاحتلال عدوانه أمس على أنحاء خان يونس وعدد من المناطق، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، واستهدف الاحتلال قسم الجراحة في مستشفى ناصر في خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 2 وإصابة عدد من أفراد الطواقم الطبية بجروح متفاوتة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة، فيما أعلن مجمع ناصر الطبي عن خروج قسم الجراحة عن الخدمة بالكامل إثر الغارة الإسرائيلية.
وأعلنت حركة حماس عن اغتيال القيادي السياسي إسماعيل برهوم، أثناء تلقيه العلاج على سرير العلاج في مجمع ناصر الطبي.
وأكدت الحركة أن "استهداف القائد برهوم، وهو يتلقى العلاج داخل أحد أقسام المستشفى، جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإرهابي الحافل باستباحة المقدسات والأرواح والمرافق الصحية، وتؤكد من جديد استخفافه بكل الأعراف والمواثيق الدولية، ومُضيّه في سياسة القتل الممنهج بحق شعبنا وقياداته".
غارات على أنحاء القطاع
وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 18 مارس الجاري، عن استشهاد نحو 673 شهيدا، و1233 إصابة، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء والمصابين منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 50021 شهيدا، و113274 جريح، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة في غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستُشهاد عدد من المواطنين معظمهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين، إثر تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وقصفه عددا من المناطق في قطاع غزة، حيث استشهد 6 فلسطينيين بينهم أطفال، إثر قصف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة قيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس.
كما استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا في منطقة معن شرقي خان يونس، كما أصيب 6 مواطنين على الأقل إثر قصف استهدف أكثر من 5 مركبات مدنية بمناطق متفرقة من خان يونس، وأصيب آخرون جراء استهداف طائرات الاحتلال خيام النازحين في محيط أبراج طيبة غرب المدينة.
وفي وسط القطاع، استُشهدت مواطنتان على الأقل، وأصيب عدد آخر، في استهداف طيران الاحتلال شقة سكنية بمخيم 5 بالنصيرات، وأصيب مواطن واحد على الأقل جراء قصف استهدف بركسا لصيانة السيارات في محيط مدخل مخيم المغازي وسط القطاع، وأصيب 4 مواطنين إثر قصف جوي استهدف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة السوارحة.
وفي مدينة غزة، استُشهدت طفلة وأصيب آخرون في حي الزيتون جراء إطلاق آليات الاحتلال النار باتجاه منازل المواطنين جنوب شرق حي الزيتون شرق المدينة.
واستُشهد 4 مواطنين بينهم نساء، وعدد من الإصابات، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلين متلاصقين لعائلتي أبو عكر والصيفي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتواصل آليات الاحتلال إطلاق النار في مناطق شمال غرب بيت لاهيا.
العدوان على تل السلطان
فيما حذرت بلدية رفح الفلسطينية، من أن حي تل السلطان في المحافظة يتعرض لإبادة جماعية، مبينة أن آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، محاصرون تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف، دون أي وسيلة للنجاة أو إيصال استغاثاتهم للعالم.
وقالت البلدية، في بيان لها، اليوم الاثنين: إن الاتصالات انقطعت تمامًا عن الحي، والعائلات ما زالت محاصرة بين الأنقاض، دون ماء أو غذاء أو دواء، وسط انهيار تام للخدمات الصحية، موضحة أن الجرحى يُتركون للنزيف حتى الموت، والأطفال يموتون جوعًا وعطشًا تحت الحصار والقصف المتواصل.
وأشارت إلى أن مصير طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا يزال مجهولًا منذ أكثر من 36 ساعة، بعد فقدان الاتصال بهم أثناء توجههم إلى تل السلطان لإنقاذ الجرحى.
تنفيذ عملية برية
فيما أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن عزمه شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، حيث كشفت تقارير إعلامية عبرية عن عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الجديد للأمن القومي، لشن هجوم بري كبير في غزة اعتقادا بأن احتلال أجزاء من الأراضي والسيطرة عليها سيسمح لهم أخيرا بـ"هزيمة حركة حماس" على حد وصفهم.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن الحرب ستتوقف غدا لو تخلت حـماس عن أسلحتها وأفرجت عن المحتجزين، مضيفا أن الاحتلال وافق على مقترح ويتكوف لكن حماس رفضته مرتين ولا تزال تحتفظ بـ 59 محتجزا.
وقال، في تصريحات له اليوم، إنه "لسنا ملزمين بإدخال المساعدات لغزة إذا كانت حماس ستستفيد منها"، وفقا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية.