أجاب الأزهر الشريف عن مجموعة من الأسئلة الشرعية المتصلة بليلة القدر، حيث تحل علينا اليوم ليلة الـ27 من رمضان، وهي أرجى الليالي بأن تكون ليلة القدر، التي حازت ثواب خير من ألف شهر عند جمهور العلماء.
ما هي علامات ليلة القدر؟
أجاب الأزهر الشريف، أن من علاماتها السكينة في ليلتها، وتشرق الشمس بيضاء في صبيحتها دون شعاع؛ روى الإمام مسلم من حديث أبي بن كعب أن النبي ذكر أن من علاماتها: «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا»، وعند البيهقي من حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «... وَمِنْ أَمَارَتِهَا أَنَّهَا لَيْلَةٌ بَلْجَةٌ صَافِيَةٌ سَاكِنَةٌ لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا، وَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ فِي صَبِيحَتِهَا مُسْتَوِيَةً لَا شُعَاعَ لَهَا».
وأكد أنه لا ينبغي التشاغل عن الأهم بالمهم، وقد أخفاها الله تعالى عنا؛ لنجتهد في تحصيلها، فنحيي عدة ليالٍ لنحصل على أجرها.
كيف نُحيي ليلة القدر؟
قال الأزهر الشريف، إنها تُحيى بجميع أنواع القرب والعبادات والطاعات؛ كالصلاة المفروضة والمسنونة والنوافل، وتلاوة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله تعالى، والصدقة والاعتكاف والدعوة إلى الله تعالى، والإكثار من الدعاء والتضرع إليه تعالى.
وأضاف الأزهر مستشهدًا بما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَدْعُو؟ قَالَ: «تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
وبيّن أن الحكمة من إحيائها بالعبادة هي تذكّر نعمة الله علينا بإنزال القرآن فيها هدىً للناس، وقد احتفل الله بها وكرمها؛ فمن واجبنا أن نعرف قدرها، ونحرص على إحيائها والتقرب إلى الله فيها بالتوبة، وغير ذلك من أعمال الطاعة، وبخاصة أعمال القلوب.
ما فضل ليلة القدر؟
ويوضح الأزهر، أن ليلة القدر هو الشرف العظيم، والدليل على تعظيم شأن هذه الليلة:
- نزول القرآن الكريم فيها؛ قال تعالى:"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ"(الدخان: 3).
- أخبرنا ربنا - تعالى - أنها ليلة خير من ألف شهر، فمن أحياها بالعبادة والطاعة كان له أجر عبادة ألف شهر، ليس فيها ليلة قدر، قال تعالى:"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"(القدر: 3).
- فيها تُقدَّر مقادير الخلائق على مدار العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والسعداء والأشقياء، وكل ما أراده الله في تلك السنة؛ قال تعالى:"فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"(الدخان: 4).
- نزول الملائكة والروح، سيدنا جبريل، قال تعالى:"تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" (القدر:4)، بكل أمر من الخير والبركة.
- ليلة القدر سلام إلى مطلع الفجر؛ قال تعالى:"سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"(القدر: 5) سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى.
- من أقام ليلها إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"... وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَيُوَافِقُهَا -أَرَاهُ قَالَ- إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ"-
-وروى الإمام ابن ماجة عن أنس بن مالك، أنه قال: "دَخَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ".
ما سبب إبهام ليلة القدر؟
يُجيب الأزهر، بأن الحكمة في ذلك أن يجتهد المسلم في طلبها بإحياء في كل ليالي رمضان، أو إحياء العشر الأواخر منه؛ بإحياء كل ليالي رمضان، أو إحياء العشر الأواخر منه؛ فينال ثواب إحياء ليلة القدر، وثواب إحياء ليالٍ أخرى معها، كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات، واسمه الأعظم بين أسمائه الحسنى، وساعة الإجابة في كل ساعة من ساعات يوم الجمعة، كما أخفى رضاه في الطاعات؛ ليرغبوا فيها كلها، وأخفى غضبه في المعاصي؛ ليحذروها كلها، وأخفى وليه في المسلمين؛ ليعظموهم كلهم.