السبت 29 مارس 2025

تحقيقات

تطورات الإبادة الإسرائيلية في غزة.. استمرار المجازر وسط واقع إنساني مزري

  • 26-3-2025 | 12:17

غزة

طباعة
  • محمود غانم

في خضم المجازر الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة، تبرز معضلة الأزمة الإنسانية هناك، لا سيما فيما يتعلق بمياه الشرب، التي تتعمد السلطات الإسرائيلية إيجادها عبر الحصار الخانق الذي تفرضه على القطاع الفلسطيني، في إطار محاولاتها لجعله بيئة غير صالحة للسكن الآدمي.

العدوان على غزة

ارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ استئنافها في الـ18 من مارس 2025، إلى 792 شهيدًا، إلى جانب 1.664 مصابًا، حسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الثلاثاء.

وبهؤلاء، ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50.144 شهيدًا، فضلًا عن 113.704 مصابًا، وفق المصدر ذاته.

وفي الساعات الأخيرة، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، من التداعيات الخطيرة جراء نقص العديد من الأصناف الدوائية الخاصة بمرضى الرعاية الأولية نفدت بشكل كامل، فضلًا عن أن العديد من الأصناف الأخرى بدأت تقترب من النفاد.

وأكدت الصحة بغزة، أن الإغلاق التام الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة يؤدي إلى حرمان مرضى القطاع من الأدوية والمهام الطبية، خاصة ما يتعلق بأدوية الرعاية الأولية، والتي تقدم خدماتها لجميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الفئات الهشة بالمجتمع كفئة كبار السن والأطفال.

وفي الإطار نفسه، حذرت الصحة من تفشي الأوبئة والأمراض في صفوف تلك الفئات الهشة على إثر استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ونفاد الأدوية.

وكشفت أن إجبار الفلسطينيين على النزوح القسري، أدى إلى مزيد من التراجع في تقديم خدمات الرعاية الأولية، كما شكل ضغطًا كبيرًا على المراكز القليلة المتبقية في ظل تكدس النازحين في المناطق المحيطة فيها.

واقع إنساني مزري

وفي غضون ذلك، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأربعاء، أن السلطات الإسرائيلية تحظر فعليًا الوصول إلى المياه عن طريق قطع الكهرباء والوقود عن قطاع غزة.

وفي الثاني من شهر مارس الجاري، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إمعانًا في إبادة الفلسطينيين هناك.

وقالت "أطباء بلا حدود" عن بولا نافارو، منسقة المياه والصرف الصحي في غزة، إن القوات الإسرائيلية تواصل حرمان سكان القطاع الفلسطيني من المياه عبر إيقاف الكهرباء ومنع دخول الوقود، تزامنًا مع الهجمات الجديدة التي أسفرت عن مئات القتلى في أيام قليلة. 

في ضوء ذلك، حذرت المنظمة من أن نفاد الوقود الموجود في القطاع من شأنه أن يؤدي إلى انهيار نظام المياه المتبقي بشكل كامل ما سيؤدي إلى قطع وصول الناس للمياه.

ومطلع هذا الأسبوع، حذر مكتب الإعلام، من مخاطر سياسة التعطيش التي تنتهجها إسرائيل بغزة عبر تدمير آبار المياه وعرقلة حصول المدنيين على المياه.

وأكد في ذات الوقت، أن القطاع يعاني من أزمة مياه خانقة تهدد حياة الشعب الفلسطيني، في ظل انعدام مصادر المياه الصالحة للشرب وتفشي الأمراض جراء التلوث وانعدام الخدمات الصحية.

وبجانب ذلك، سلط الضوء على أن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة يواجهوان كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والقتل اليومي بحق المدنيين العزل، دون أي رادع من المجتمع الدولي.

كما حذر من زيادة معدلات الجوع وسوء التغذية، وبخاصة بين أكثر من مليون طفل، وكبار السن في القطاع، جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.

في سياق متصل، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بفلسطين، أن الفرق الطبية في غزة منهكة وتحتاج إلى حماية ودعم عاجلين. 

وأضاف أنه تصله تقارير تفيد بتعرض طواقم طبية وسيارات إسعاف ومستشفيات لهجمات، مؤكدًا على أنه لا أحد في مأمن ويجب على العالم ألا يتسامح مطلقًا مع الفظائع.

وفي فجر الـ18 من مارس 2025، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المبرم مع حركة حماس، بواسطة مصرية قطرية أمريكية، حيث أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية هناك تأتي في سياق استكمال مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني، الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.

ومنذ ذلك الحين، خلفت الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة