بعد انتهاء خير الأيام المباركة، التي تظللنا بروحانيتها وقيامها السامية من تراحم وتسامح، يأتي العيد محملا بعبق الفرح والسعادة والمحبة وينشر البهجة في قلوب الجميع، ما بين ماضي وحنين يجتمع الأدباء والمنشدين والفنانين، ليعبروا عن هذه المناسبة وتأثيرها على ابداعهم وتفردهم كيف يعبرون عن هذه المناسبة في إبداعهم، وكيف تعكس أعمالهم روح العيد وفرحه، فهم حلقة الجسر للربط بين التعبير الحقيقي عن بهجه العيد التي سطروا العديد من الكلمات في مؤلفاتهم.
وفي ضوء ذلك تلتقي بوابة دار الهلال مع الكاتب والناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة عن استقباله للعيد والتحديات التى يواجهها النقد الادبي اليوم.
هل هناك أعمال أدبية تناولت رمضان بشكل مميز من وجهة نظرك؟
شهر رمضان له حضور واضح في الأدب خلال أزمنة ممتدة، نجد ذلك في بعض الأبيات وبعض قصائد الشعر العربي القديم، ومنها ما ينتسب مثلا إلى الصاحب ابن عباد والبحتري... وأيضا هناك اهتمام قديم، خارج الشعر، بالكتابة عن بعض الأكلات أو الحلوى التي ارتبطت بشهر رمضان، ومنها ما كتبه جلال الدين السيوطي عن الكنافة والقطايف.. وفي الشعر الحديث تناول بعض الشعراء ما يتصل بشهر رمضان، ومنهم أحمد شوقي ومحمود حسن إسماعيل.. وفي مجال السرد هناك روايات تطرقت إلى مظاهر هذا الشهر، ومنها روايات لنجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس.. ولكن كان هذا التطرق، في هذه الروايات، كان ضمن تجسيد عالم روائي ممتد خارج شهر رمضان.
كيف كنت تستقبل العيد في طفولتك؟
ـ كنت أفرح مثل كل الأطفال، وكان العيد ولا يزال مصدرا للبهجة والفرحة بالنسبة لي.. ولكن ربما تكون طقوس الاحتفال بالعيد قد اختلفت بالطبع في حياتي الراهنة عما كانت عليه في طفولتي.. وهذا طبيعي تماما.
ما هي أبرز الطقوس التي كنت تحرص عليها؟
ـ الخروج للفسحة والنزهة واللعب وغيرها من مصادر البهجة.
ما الذي تغير في طقوس العيد بين الماضي والحاضر؟
ـ تغيرت طرق الاحتفال وكيفياته تبعا لتغير الكثير من مظاهر الحياة.. ومن ضمن هذا التغير كيفيات التهنئة والمعايدة التي أصبحت مرتبطة بوسائط اتصال حديثة، وببرامج تواصل يسهل استخدامها.. وفي حالات كثيرة أصبحت هذه الكيفيات للتهنئة بديلا عن الزيارات الحقيقية التي كانت هي الوسيلة الوحيدة في فترات سابقة..
هل للأدب دور في توثيق مظاهر الاحتفال بالعيد؟
ـ نعم.. وقد قام الأدب بهذا الدور خلال أزمنة تاريخية طويلة.. لكن في عصرنا هذا زاحمت الأدب وسائل جديدة يمكن أن تقوم بمثل هذا التوثيق، منها مثلا الفيديوهات التي يستطيع أن يصورها كل من لديه جهاز موبايل حديث نسبيا..
هل لديك طقوس شخصية تحرص عليها في العيد حتى اليوم؟
هذه الطقوس تراجعت إلى حد ما.. لكن بعض الثوابت فيها ترتبط بالتهنئات وبالرد على التهنئات..
كيف ترى واقع النقد الأدبي في العالم العربي اليوم؟
واقع النقد الأدبي في العربي يواجه بعض المشكلات، منها ما يتصل بعدم المتابعة الكافية للنتاج الأدبي، ومنها قلة المنابر المتاحة للكتابات النقدية إلى حد ما، وعدم إمكان وجود الناقد المتفرغ.. إلخ.. لكن هناك أدوارا نقدية جديدة، يشارك فيها بعض الكتاب والكاتبات من المبدعين بالكتابات النقدية، وأيضا يشارك فيها بعض أصحاب الأقلام الصحفية...
ما أبرز التحديات التي تواجه الناقد الأدبي في العصر الرقمي؟
ـ من أبرز هذه التحديات كثرة ما ينشر من أعمال في مجالات وأنواع أدبية كثيرة، بعدما أصبح النشر متاحا وسهلا وسريعا على وسائط الاتصال المتعددة.. ووفرة ما ينشر تحتاج إلى جهود مضاعفة من النقاد المحترفين ومن القراء غير المحترفين أيضا.. للعمل على تقييم هذا النتاج الوفير المنشور، ولعل هذا سوف يستمر لفترة قادمة، خلالها سوف يبقى من هذا النتاج ما يستحق البقاء..