نحتفل في 2 أبريل من كل عام، باليوم العالمي للتوحد، الذي يُسلط الضوء على أهمية فهم ودعم وزيادة الوعي حول المصابين باضطراب طيف التوحد وخاصةً عند الأطفال، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض في السطور التالية أهم التحديات التي قد تواجه مصابي تلك المتلازمة، وبعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأمهات في إدارة هذه العقبات بكفاءة، وفقاً لما نشر على موقع " the bridal box".
أهم التحديات التي قد تواجه مصابي اضطراب طيف التوحد:
التحديات الاجتماعية والجسدية:
الأطفال المصابون بالتوحد يواجهون تحديات اجتماعية وجسدية قد تجعل تفاعلهم مع الآخرين أكثر صعوبة، فهم يفتقرون إلى مهارات اجتماعية أساسية مثل القدرة على فهم الإشارات غير اللفظية، وقد يتجنبون الاتصال البصري أو يبدون منفصلين عن محيطهم الاجتماعي، كما أن استخدامهم للإيماءات والتعبيرات قد يكون غير ملائم للكلمات التي ينطقونها، علاوة على ذلك، قد يواجه هؤلاء صعوبة في فهم الفكاهة أو التهكم، مما يجعل التفاعل مع الآخرين أمراً معقداً.
التحديات الاقتصادية:
إدارة اضطراب طيف التوحد تتطلب استثماراً مالياً كبيراً، سواء من خلال جلسات العلاج المستمرة أو التكاليف المرتبطة بالقبول في المدارس، وفي بعض الحالات، قد يضطر أحد الوالدين إلى التوقف عن العمل أو تقليص ساعات عمله لتلبية احتياجات الابن، هذا الحمل المادي يمكن أن يصبح عبئاً إضافياً على العائلة ويضيف صعوبة أخرى للأم في إدارة تربية صغيرها.
التحديات العاطفية:
يواجه الآباء العديد من التحديات العاطفية بعد تشخيص إصابة طفلهم بالتوحد، فقد يشعرون بالإحباط والعجز بسبب كثرة المتطلبات اليومية التي تتطلب وقتاً وجهداً مضاعفاً، كما يمكن أن يؤدي القلق بشأن مستقبل الابن، وخاصة فيما يتعلق بالتعليم والقدرة على العيش المستقل والحصول على فرص العمل، إلى مزيد من الضغط النفسي.
أهم النصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد:
1- تخصيص وقت لمهارات الحياة اليومية:
من المهم تخصيص بعض الوقت يومياً لمساعدة الطفل على ممارسة المهارات الحياتية التي يتعلمها في جلسات العلاج أو المدرسة، حيث يساعد ذلك الصغير على فهم كيفية تطبيق ما تعلمه في مواقف مختلفة، مما يعزز من قدرته على التكيف. تحديد أوقات ثابتة للأنشطة اليومية مثل الاستيقاظ، والاستحمام، وتناول الوجبات، والنوم، يساعده على الشعور بالأمان ويشجعه على الانضباط.
2- التعزيز الإيجابي:
بدلاً من التركيز على انتقاد الطفل بسبب سلوكياته السلبية، يجب تشجيعه على ما يفعله بشكل صحيح، حيث يمكن أن يكون التعزيز الإيجابي أداة فعالة في تعليم الطفل سلوكيات جديدة، وكلما أظهر الابن سلوكًا جيدًا أو تعلم مهارة جديدة، من المهم تقديم الثناء أو المكافآت المناسبة، مما يعزز من ثقته بنفسه.
3- البحث عن الدعم المناسب:
إن البحث عن دعم من الآخرين يعد من أهم الأمور التي تساعد في إدارة التحديات اليومية، حيث يمكن للأمهات التواصل مع أخريات لديهن أطفال مصابون بالتوحد أو الانضمام إلى مجموعات دعم متخصصة، ومن خلال هذه الشبكات، يحصلون على المساعدة العاطفية والنصائح العملية التي تسهم في تحسين قدرتهم على التعامل مع الأوضاع الصعبة.
4- تخصيص وقت للعب والمرح:
رغم العلاجات المدرسية والعلاجية المستمرة، يجب ألا يُفوت جزء من الطفولة من خلال الأنشطة الترفيهية، إلا انه من المهم تخصيص وقت للعب والمرح داخل الروتين اليومي للطفل، حيث أن الألعاب والأنشطة التي يستمتع بها الصغير توفر فرصة مثالية للترابط بينه وبين أمه، وتساهم في استرخائه وانفتاحه الاجتماعي.
5- تجنب المقارنات:
من غير العدل مقارنة الطفل المصاب بالتوحد بآخرين، حتى وإن كانوا مصابين بنفس الاضطراب، حيث أن مثل هذه المقارنات تؤذي الصغير والأم على حد سواء، وبدلاً من ذلك، يجب التركيز على مواهبه الفريدة والعمل على تطوير نقاط قوته، هذا يساعد في بناء ثقته بالنفس ويشجعه على استكشاف إمكانياته.