الثلاثاء 8 ابريل 2025

سيدتي

في اليوم العالمي للرياضة.. عادات إيجابية تعود على طفلك جراء التربية البدنية| خاص

  • 6-4-2025 | 09:27

الرياضة لدى الطفل

طباعة
  • فاطمة الحسيني

نحتفل في 6 أبريل من كل عام، باليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام، للاعتراف بقوة الرياضة في تعزيز التغيير الإيجابي، وجسر الحواجز، وتجاوز الحدود، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع أستاذ متفرغ بكلية التربية الرياضية، أهمية تعليم أبنائنا الممارسات البدنية المختلفة وانعكاس ذلك عليهم.

ومن جهتها تقول الأستاذ الدكتور، كوثر السعيد محمود الموجي الأستاذ المتفرغ بالإدارة الرياضية، ورئيس قسم الإدارة الرياضية الأسبق بكلية علوم الرياضة جامعة حلوان، ورئيس اللجنة العلمية لترقي الأساتذة والأساتذة المساعدين، في تصريح خاص لدار الهلال الإلكترونية، تعد الرياضة أداة قوية ليس فقط لتحسين الصحة البدنية، ولكن أيضًا لبناء عادات إيجابية لدى الأطفال، حيث تحظى بدور محوري في تشكيل شخصية الأبناء، سواء من الناحية النفسية أو البدنية، حيث تحقق لهم ما يلي:

- تساهم في غرس القيم التي يصعب نقلها بالكلمات فقط، إذ تعلمهم الانضباط، التعاون، والانتماء لمجتمع أو فكرة معينة.

-تُعد من الوسائل الفعالة التي تساهم في تنمية شخصية الطفل، بدايةً من تعزيز الثقة بالنفس، مرورًا بتطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي، وصولًا إلى تعليمهم كيفية التعامل مع النصر والهزيمة بروح رياضية.

- إشراك الأطفال في الأنشطة الرياضية يعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية ويُعلمهم الانتماء، سواء في سياق لعبة جماعية أو حتى في عشقهم لفريق رياضي معين.

-الرياضة تساعد الأطفال على التعبير عن طاقاتهم بطريقة صحية، وهو ما يساهم في تقليل السلوكيات العدوانية والتنمر ويعزز من تفاعلهم الاجتماعي.

وأضافت الأستاذ المتفرغ بالإدارة الرياضية، لتشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة، نجد أن البدايات المبكرة تكون ضرورية، فمن الممكن للصغير أن يتعلم السباحة منذ شهوره الأولى، حيث تعود العضلات على الحركة وتُحسن من التنفس وقدرة الجسم على التحمل، كما يُمكن أن يشاركون في الأنشطة الترويحية التي كانت الأمهات في السابق حريصات عليها، مثل اللعب في الحدائق والحد من جلسات الشاشة الطويلة.

وأشارت إن اختيار الرياضة المناسبة للأطفال يتأثر بعدة عوامل، منها الجنس، والقدرات البدنية، والميول الشخصية، على سبيل المثال، قد تفضل الفتيات الألعاب الفردية مثل التنس أو الجمباز، بينما قد يفضل الأولاد الألعاب الجماعية مثل كرة القدم، ولا يتوقف الأمر عند اختيار الرياضة، بل يمتد ليشمل تعليم الصغار كيفية احترام القوانين والأنظمة داخل اللعبة، مما يعزز من مبادئ التعاون والانضباط لديهم.

وأكدت، أن الرياضة تعتبر أكثر من مجرد نشاط بدني، فهي مدرسة تعلم الطفل قيم الحياة، سواء كان يعاني من مشاكل نفسية، اجتماعية، أو حركية، والتربية البدنية توفر بيئة مثالية لتنمية شخصيته، كما تساهم في تعزيز الانتماء سواء على المستوى الاجتماعي أو الرياضي، مما ينعكس إيجابًا على صحة الابن النفسية والجسدية.

واختتمت حديثها قائلة، أن الرياضة كأداة تربوية، لها تأثير على نمو الأطفال وسلوكهم الاجتماعي، وهي ما أثبتته من خلال تجربتها البحثية في هذا المجال، حيث تبين أن للألعاب البدنية تأثير كبير على الصغار، ليس فقط من الناحية الصحية، بل على المستوى النفسي والعقلي، حيث شملت دراستها تأثير الرياضة على الأطفال في الحضانة، ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك الصغار في السجون، وأظهرت أن الذين يمارسون الرياضة في الحضانة لهم خصائص مزاجية ونمائية مختلفة تمامًا عن الذين لا يمارسونها، كما أن من يتمتعون بتدريب رياضي منتظم أظهروا تحسنًا في المهارات الحركية والعقلية، وساعدتهم الممارسات البدنية على تكوين علاقات اجتماعية سليمة، وفي سياق متصل أثبت من خلال بحث أخر في ذات المجال، تم على مجموعة من الفتيات في دور الرعاية، واللاتي ارتكبن جرائم، أنهن أظهرن تغيرًا ملحوظًا بعد مشاركتهن في برامج رياضية ترويحية، فبعد أن كانوا يتشاجرن من بعضهن البعض، تعلموا احترام بعضهن البعض والانضباط، وذلك لأن الرياضة لم تكن مجرد نشاط بدني، بل كانت وسيلة لتعليمهن قوانين السلوك الاجتماعي واحترام القيم المشتركة.