الإثنين 7 ابريل 2025

ثقافة

العلاقات المصرية الفرنسية.. من فك رموز الحضارة إلى كنوز الفراعنة في باريس

  • 6-4-2025 | 17:36

متحف اللوفر

طباعة
  • بيمن خليل

منذ أن خطت أقدام نابليون بونابرت أرض مصر في نهايات القرن الثامن عشر، لم تكن تلك الحملة العسكرية مجرد حملة سياسية، بل كانت بداية لعلاقة راسخة ومتشابكة بين مصر وفرنسا، علاقة تجاوزت حدود الجغرافيا والسياسة إلى قلب التاريخ نفسه.

لقد أنجبت تلك الحملة ولادة علم المصريات، وأسفرت عن واحدة من أعظم الاكتشافات في العالم، وهو حجر رشيد، الذي مهّد لفك طلاسم اللغة المصرية القديمة، ومنذ تلك اللحظة، أصبحت الحضارة المصرية القديمة محور شغف فرنسي لا ينطفئ، لكن تبقى العلاقات الأثرية بين مصر وفرنسا مجالًا خصبًا للبحث والمراجعة.

إن العلاقات المصرية الفرنسية في مجال الآثار هي سيف ذو حدّين، من جهة كانت فرنسا حليفًا علميًا لا يُستهان به، أسهم في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة، ومن جهة أخرى، تمثل متاحفها تذكيرًا دائمًا بقيمة هذا الاكتشاف.

أولًا: بداية العلاقة الأثرية – حجر رشيد وفك شفرته

بدأت العلاقات الأثرية بين مصر وفرنسا فعليًا مع اكتشاف حجر رشيد عام 1799 على يد ضابط فرنسي خلال الحملة الفرنسية، نُقش الحجر بثلاث لغات: "الهيروغليفية، الديموطيقية، واليونانية" مما سمح للباحث الفرنسي شامبليون بفك رموز اللغة المصرية القديمة عام 1822، مؤسسًا بذلك علم المصريات، رغم أن بريطانيا استولت على الحجر ونقلته إلى المتحف البريطاني، إلا أن الفضل العلمي في قراءته يُنسب إلى فرنسا.

 

ثانيًا: متحف اللوفر – قلب الآثار المصرية في باريس

يُعد متحف اللوفر واحدًا من أهم المتاحف في العالم، ويضم قسمًا ضخمًا للآثار المصرية، يحتوي اللوفر على ما يزيد عن 50,000 قطعة أثرية مصرية، من بينها تماثيل لرمسيس الثاني، وقطع من المقابر، وأدوات جنائزية، ومومياوات، ونقوش جدارية، ويُعد ثاني أكبر مجموعة آثار مصرية خارج مصر بعد المتحف المصري في تورينو بإيطاليا.

 

القطع الأثرية بدأت تتراكم منذ القرن التاسع عشر، عن طريق بعثات أثرية فرنسية، بعضها حصل على القطع بشكل "قانوني" وفقًا لقوانين التنقيب آنذاك، والبعض الآخر تم تهريبه أو الحصول عليه في ظل الاستعمار والجهل الشعبي بقيمة الآثار.

 

ثالثًا: هل هناك تبادل آثار من فرنسا إلى مصر؟

فرنسا لا تُعيد الآثار المصرية، وإنما تُشارك أحيانًا في معارض مؤقتة أو في مشروعات ترميم وحماية داخل مصر، ومن أبرز أشكال التعاون:

- المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO)، الذي يُعد من أقدم المؤسسات البحثية الأجنبية العاملة في مصر.

- مشاركات فرنسا في تمويل ترميم معابد الكرنك، والأقصر، والهرم الأكبر.

- معارض مؤقتة ترسل فيها فرنسا بعض الآثار المصرية المعروضة باللوفر للمشاركة في معارض بالقاهرة، لكنها لا تُعاد بشكل دائم.

ورغم مطالبات مصرية متكررة باسترداد بعض القطع، مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وحجر رشيد من بريطانيا، فإن فرنسا لم تتلقَ ضغطًا مكافئًا بحكم العلاقات الثقافية القوية والمشروعات المشتركة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة