الإثنين 28 ابريل 2025

فن

السينما المصرية الفرنسية.. نموذجًا فريدًا للتفاعل الثقافي والإبداعي

  • 6-4-2025 | 19:26

يوسف شاهين

طباعة
  • نوران الرجال

تمثل السينما المصرية الفرنسية نموذجًا فريدًا للتفاعل الثقافي والإبداعي بين مصر وفرنسا، حيث تجمع بين إرث حضاري تم صقله عبر سنوات طويلة وتجربة سينمائية مميزة أثارت اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة.

وتعود جذور هذا النوع السينمائي إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما دخلت صناعة الأفلام إلى مصر على يد الأخوين لوميير،  ومع ذلك، لم تنطلق الشراكة السينمائية الحقيقية بين البلدين إلا في ستينيات القرن العشرين، بدءً من فيلم "عبقرية الجريمة" الذي أُنتج عام 1961 كأول عمل مشترك يعكس التقارب الثقافي بين مصر وفرنسا.

و أثمرت هذه العلاقة العديد من الإنتاجات السينمائية التي حققت نجاحات ملفتة واستحوذت على تقدير عالمي، سواء من حيث استقبال الجمهور أو الفوز بجوائز مرموقة،  وقد ساهمت هذه الأفلام الحديثة في تعزيز مكانة السينما المصرية الفرنسية على المستوى الدولي، مسلطةً الضوء على قوة هذا التعاون الفني في إنتاج أعمال ذات طابع استثنائي.

وأحد أبرز الإنجازات في السنوات الأخيرة يتمثل في فيلم "رفعت عيني للسماء"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا بفوزه بجائزة "العين الذهبية" لأفضل فيلم تسجيلي خلال الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، ليصبح بذلك أول فيلم مصري يحصد هذه الجائزة البارزة، مما عزز من تأثير السينما المصرية الفرنسية على الساحة العالمية.

أما على صعيد الأسماء المؤثرة، فقد كان يوسف شاهين أحد الرواد الذين ساهموا في تطور هذا النوع السينمائي، تعكس أعماله مثل "وادي النيل"، الذي نافس في مهرجان كان عام 1952، رؤيته العميقة وقضاياه الاجتماعية والسياسية التي لامست آفاقًا واسعة داخل وخارج العالم العربي. 

كما برز المخرج عمر الزهيري كوجه معاصر يحمل شعلة الإبداع في هذا المجال، حيث نال فيلمه "ريش" عدة جوائز في مهرجان كان، معززًا الروابط الفنية والثقافية بين البلدين عبر تقديم محتوى يعبر عن رؤية مشتركة تجمع مصر وفرنسا.

وتجسد السينما المصرية الفرنسية اليوم إحدى أبرز أنواع السينما المزدهرة بفضل الإرث الغني والإنجازات البارزة التي تم تحقيقها خلال العقود الماضية،  فهي توازن بين عمق التقاليد الثقافية العريقة للبلدين وتقديم إنتاجات سينمائية تحمل في طياتها جودة إبداعية تُقدر من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء.

اتفاقية المركز القومي للسينما المصرية والفرنسية

وأبرم المركز القومي للسينما التابع لوزارة الثقافة المصرية اتفاقية تعاون مع نظيره الفرنسي، في إطار فعاليات مهرجان «كان» السينمائي.، في عام 2010.

وأوضح الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس المركز القومي للسينما ساعتها، أن الاتفاقية تشمل مجالات الإنتاج المشترك والتمويل وتسهيلات التصوير بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات الأكاديمية والمهنية،  كما تتضمن عقد لقاءات دورية بين صناع السينما وإمداد الأرشيف القومي للسينما المصرية بخبرات فرنسية لدعم خطوات الحفاظ على تاريخ السينما المصرية وتراثها.  

وأشار عبدالجليل في نفس السياق إلى أن مراسم التوقيع عُقدت بحضور نخبة من رموز السينما المصرية، مثل منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما، والمنتجة إسعاد يونس، والفنانة لبلبة، والفنان محمود عبدالعزيز، ونائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي سهير عبدالقادر.  

كما أوضح أن هذه الخطوة جاءت في سياق تفعيل بروتوكول التعاون السينمائي المشترك بين مصر وفرنسا الذي وُقِّع عام 1998، مضيفا  أنه تم إدراج بنود جديدة للتعاون في الاتفاقية، منها تنظيم لقاءات دورية بين الشركات المنتجة الكبرى في كلا البلدين، خاصة في مجال التوزيع والإنتاج المشترك،  وتهدف البنود كذلك إلى بحث الخيارات المتعلقة بتصوير الأفلام وتقديم تسهيلات عملية تُعزّز المشاريع السينمائية المشتركة.  

أخبار الساعة

الاكثر قراءة