الإثنين 7 ابريل 2025

عرب وعالم

"أسوشيتيد برس": إسرائيل تسيطر على أكثر من نصف غزة وتدفع الفلسطينيين نحو مناطق معزولة وصغيرة

  • 7-4-2025 | 13:34

الحرب على غزة

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الإثنين، أن إسرائيل وسّعت بشكل كبير وجودها العسكري في قطاع غزة منذ استئنافها الحرب ضد حركة حماس الشهر الماضي وباتت تسيطر الآن على أكثر من 50 % من أراضي القطاع، مما يدفع الفلسطينيين إلى التكدس في مناطق مجزأة وأصغر حجمًا.


وأفادت الوكالة - في تقرير اليوم، إن أكبر منطقة متصلة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية تقع بالقرب من حدود غزة، حيث دمرت القوات الإسرائيلية منازل الفلسطينيين والأراضي الزراعية والبنية التحتية، لدرجة أصبحت معها غير صالحة للعيش، بحسب ما أفاد به جنود إسرائيليون ومنظمات حقوقية.


وقد تضاعف حجم "المنطقة العازلة" العسكرية خلال الأسابيع الماضية بينما تصور إسرائيل هذا التوسع بأنه إجراء مؤقت للضغط على حماس من أجل الإفراج عن الرهائن المتبقين الذين احتُجزوا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي فجّر الحرب. لكن منظمات حقوقية وخبراء في الشأن "الغزاوي" يحذرون، في مقابلات أجروها مع مراسلي الوكالة، من أن الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل الآن وتشمل ممرًا يفصل شمال القطاع عن جنوبه قد تُستخدم في المستقبل لبسط سيطرة دائمة على غزة.


وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - الأسبوع الماضي - إنه حتى بعد هزيمة حماس، ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية في غزة وستدفع الفلسطينيين إلى الرحيل. وقال خمسة جنود إسرائيليين لـ "أسوشيتد برس" إن عمليات الهدم بالقرب من الحدود الإسرائيلية والتوسع المنهجي للمنطقة العازلة مستمرة منذ بدء الحرب قبل 18 شهرًا.


وقال جندي منتشر مع فرقة دبابات تحرس فرق الهدم: "لقد دمروا كل ما في وسعهم وأطلقوا النار على كل ما يبدو صالحًا للاستخدام. لن يكون لدى الفلسطينيين ما يعودون به، ولن يعودوا أبدًا". وتحدث هو وأربعة جنود آخرين إلى "أسوشيتد برس" بشرط عدم الكشف عن هويتهم.


وصدر صباح اليوم الإثنين تقرير يوثق روايات الجنود الذين كانوا في المنطقة العازلة عن منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة محاربين قدامى مناهضة للاحتلال؛ حيث وصف عدد من الجنود - بمن فيهم بعض الذين تحدثوا أيضًا إلى أسوشيتد برس، كيف شاهدوا جيش الاحتلال يحوّل المنطقة إلى أرض قاحلة شاسعة.


وقالت المنظمة:" إن الجيش الإسرائيلي مهد، من خلال التدمير المتعمد واسع النطاق، الطريق للسيطرة الإسرائيلية المستقبلية على المنطقة". 


وعند سؤاله عن روايات الجنود، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرك لحماية أرضه وخاصةً لتحسين الأمن في التجمعات السكانية الجنوبية التي دمرها هجوم 7 أكتوبر، زاعمًا بأنه لا يسعى لإيذاء المدنيين في غزة وأنه ملتزم بالقانون الدولي.


وأشارت "أسوشيتيد برس" إلى أن إسرائيل أجبرت - في الأيام الأولى للحرب - الفلسطينيين على مغادرة التجمعات السكنية القريبة من الحدود، ودمرت الأراضي لإنشاء منطقة عازلة يزيد عمقها عن كيلومتر واحد (0.62 ميل)، وفقًا لمنظمة "كسر الصمت". كذلك، استولى جيشها على مساحة من الأرض عبر غزة تُعرف باسم ممر نتساريم، الذي عزل شمال القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، عن بقية الشريط الساحلي الضيق، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة.


وعندما استأنفت إسرائيل الحرب الشهر الماضي، ضاعفت مساحة المنطقة العازلة ووسعتها إلى مسافة 3 كيلومترات "أو حوالي 1.8 ميل" داخل غزة في بعض الأماكن، وفقًا لخريطة أصدرها الجيش.


ونقلت الوكالة عن يعقوب غارب، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة بن جوريون والذي يدرس أنماط استخدام الأراضي الإسرائيلية الفلسطينية منذ عقود، قوله: إن المنطقة العازلة وممر نتساريم يشكلان ما لا يقل عن 50% من القطاع.


وفي الأسبوع الماضي، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل تنوي إنشاء ممر آخر يشقّ جنوب غزة، قاطعًا مدينة رفح عن باقي القطاع. لتزداد سيطرة إسرائيل على غزة قوةً مع الأخذ في الاعتبار المناطق التي أمرت فيها مؤخرًا المدنيين بإخلائها قبل الهجمات المخطط لها.


وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين - حسبما أبرزت الوكالة - يعيشون في الأرض التي تُشكّل الآن المنطقة العازلة لإسرائيل، وهي منطقة كانت أساسيةً للإنتاج الزراعي في غزة. 


وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن أحياءً كانت مكتظة سابقًا قد تحولت إلى أنقاض، بالإضافة إلى ما يقرب من اثني عشر موقعًا عسكريًا إسرائيليًا جديدًا منذ انتهاء وقف إطلاق النار.


وتابعت "أسوشيتيد برس": إن القصف الإسرائيلي والهجمات البرية طوال الحرب أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من مدن وبلدات غزة. لكن الجنود قالوا إن تجريف الممتلكات داخل المنطقة العازلة كان أكثر منهجية وشمولاً!. وقال جنود تحدثوا لـ "أسوشيتد برس" إن القوات الإسرائيلية أُمرت بتدمير الأراضي الزراعية وأنابيب الري والمحاصيل والأشجار، بالإضافة إلى آلاف المباني، بما في ذلك مبانٍ سكنية وعامة، بزعم ألا يجد المسلحون ملجأً للاختباء. 


وقال عدد من الجنود إن وحداتهم هدمت مبانٍ أكثر مما يُمكن إحصاؤه، بما في ذلك مجمعات صناعية كبيرة. وسُوّي مصنع صودا بالأرض، مما أدى إلى تناثر شظايا الزجاج والألواح الشمسية على الأرض.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة