سلطت صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على الحرب التجارية التي اشتعلت جذوتها في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على صادرات جميع دول العالم للولايات المتحدة، مشيرة إلى رد فعل الصين التي تعهدت بالحرب "حتى النهاية" لمواجهة التهديد الذي تشكله الرسوم الأمريكية الأخيرة على مصالحها.
وأشارت الجارديان - في مقال للكاتبة هيلين دافيدسون - إلى اتهام الصين للجانب الأمريكي بالابتزاز، مضيفة أن الحكومة الصينية أعلنت أنها لن تتخلى عن موقفها المناهض لتلك الرسوم الجمركية خاصة في أعقاب تهديد ترامب بفرض المزيد من الرسوم على الصين كرد فعل انتقامي لموقفها الحالي.
ولفتت الصحيفة إلى اتهام وزارة التجارة الصينية للولايات المتحدة اليوم /الثلاثاء/ بالابتزاز في أعقاب تهديد الرئيس الأمريكي برفع قيمة الرسوم المفروضة على الصين لتصل إلى 50 بالمائة إذا لم تتراجع بكين عن موقفها بفرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية للصين.. وأكدت الوزارة أنها مصممة على اتخاذ خطوات مماثلة إذا استمرت واشنطن في نفس النهج الذي تسير عليه في الوقت الحالي.
وأضاف المقال أن رد الفعل الصيني يأتي في إطار سياسة "المعاملة بالمثل" فيما يخص المعاملات التجارية بين البلدين، موضحة أنه بعد إعلان ترامب الأسبوع الماضي فرض رسوم إضافية على صادرات جميع دول العالم لبلاده ما بين 10-50 بالمائة والتي سوف تدخل حيز التنفيذ غدا الأربعاء، قامت الصين بفرض رسوم إضافية على الواردات الأمريكية بنفس القيمة وهي 34 بالمائة، مما دفع الرئيس الأمريكي إلى التهديد بزيادة نسبة الرسوم على الواردات الصينية إلى 50 بالمائة إذا لم تتراجع بكين عن موقفها.
وأوضح أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة أثارت كذلك العديد من ردود الأفعال على مستوى العالم حيث اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية تصل إلى 25 بالمائة.
وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة - التي تخضع بالفعل لرسوم أمريكية على واردات السيارات والمعادن - تواجهه فرض المزيد من الرسوم الأمريكية تصل إلى 20 بالمائة على سلع أخرى والتي سوف تدخل حيز التنفيذ غدا الأربعاء.
وأشار المقال في الختام إلى تحليل أحد خبراء المركز الصيني الدولي التابع للمجلس الأطلسي والذي يعرب فيه عن اعتقاده أن الصين من خلال تبنيها لهذا الموقف المناهض للإجراءات الأمريكية الأخيرة تبعث برسالة قوية مفادها أنه لا مجال في عالم اليوم لنظام القطب الأوحد وأنها لن تسمح للولايات المتحدة أن تفرض هيمنتها على باقي دول العالم.