في إطار العلاقات المصرية الفرنسية الوثيقة، وعلى هامش الزيارة الرسمية الهامة لفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، إلى مصر، عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، لقاءً موسعًا مع السيد إريك لومبار، وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي النقل والصناعة، بحضور قيادات الوزارتين.
وأكد الفريق كامل الوزير في مستهل اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين القاهرة وباريس، والتعاون المثمر القائم بين الجانبين في تنفيذ مشروعات حيوية تخدم التنمية الشاملة في مصر، مشيرًا إلى تطلع الحكومة المصرية إلى توسيع آفاق الشراكة مع فرنسا في المجالات ذات الأولوية، خاصة الصناعة والنقل.
تعزيز التعاون الصناعي
وفي قطاع الصناعة، أوضح الوزير أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع الجانب الفرنسي في إنشاء مصانع لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية، ومصانع توليد الكهرباء من طاقة الرياح، فضلًا عن إنتاج بطاريات تخزين الطاقة ومهمات ومكونات الكهرباء، ومعدات رفع المياه وتحلية المياه، مؤكدًا أهمية هذه المشروعات في دعم استراتيجية الدولة لتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية.
وأشار إلى توافر المقومات والموارد اللازمة بمصر لإقامة مصانع في قطاعات الأغذية والجلود والملابس، بما يلبي احتياجات السوق المحلي ويعزز القدرة التصديرية للمنتجات المصرية.
شراكات استراتيجية في النقل
وفيما يخص قطاع النقل، أكد الوزير اهتمام الدولة المصرية بتعزيز التعاون مع فرنسا، لا سيما في مجالي النقل البحري والنقل السككي. واستعرض جهود تطوير الموانئ المصرية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات، مشيدًا بالتعاون مع شركة CMA CGM الفرنسية في إدارة وتشغيل محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية، وكذلك الشراكة في أحد مشروعات ميناء السخنة.
كما أشار الوزير إلى فرص التعاون في مشروع خط السكة الحديد الممتد بين مينائي طابا والعريش بطول 350 كم، كجزء من الممر اللوجستي شرق البلاد، داعيًا الشركات الفرنسية للتحالف مع نظيراتها المصرية لتنفيذ المشروع، على أن تتولى الشركات المصرية أعمال الإنشاء، فيما تنفذ الشركات الفرنسية أنظمة الاتصالات والوحدات المتحركة.
لومبار: زيارة ماكرون ترمز لشراكة استراتيجية متجددة
من جانبه، أعرب الوزير الفرنسي إريك لومبار عن تقديره للعلاقات القوية بين البلدين، مؤكدًا أن زيارة الرئيس ماكرون إلى مصر تمثل رمزًا واضحًا لشراكة استراتيجية متجددة، وتفتح آفاقًا واسعة لجذب الاستثمارات الفرنسية إلى السوق المصري، لا سيما في مجالات النقل والطاقة.
وأشار إلى أن هناك ملفات عديدة تستدعي تكثيف التعاون بين البلدين، مؤكدًا أهمية التقدم في مشروع المونوريل الذي يجري بالتعاون مع شركة "ألستوم"، وكذلك مشروع الخط السادس لمترو الأنفاق، معتبرًا إياها خطوات مهمة نحو تطوير النقل الحضري بمصر.
وشدد لومبار على أهمية مشروع خط طابا–العريش، لافتًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد دعوة الشركات الفرنسية لضخ استثمارات جديدة في قطاعات الطاقة النظيفة والصناعات المرتبطة بها، بما يعزز من الشراكة الاقتصادية بين مصر وفرنسا ويخدم الأهداف التنموية للبلدين.