الأحد 13 ابريل 2025

تحقيقات

الرئيس السيسي وماكرون في العريش.. خبراء: تطابق الموقف المصري الفرنسي ورسالة شعبية برفض التهجير

  • 8-4-2025 | 16:03

جانب من التأييد الحشد الشعبي في العريش

طباعة
  • أماني محمد

في ثالث أيام زيارته الرسمية لمصر، يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مدينة العريش ومعبر رفح، حيث وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي صباح اليوم إلى مدينة العريش في شمال سيناء، حيث زارا مستشفى العريش العام، للاطمئنان على صحة المصابين الفلسطينيين، حيث أشاد ماكرون، بالجهود المصرية المبذولة لاستقبال المرضى والجرحى الفلسطينيين.

وتزامنت الزيارة مع احتشاد شعبي في مدينتي رفح والعريش رفضًا لكافة المحاولات الرامية لتهجير الفلسطينيين من أراضيه، حيث بدأت هذه الحشود في التحرك من شتى ربوع البلاد، منذ مساء أمس الاثنين، مرددين هتافات رافضة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم المحتلة، ومنددة بجرائم الإبادة  التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأكد خبراء أن زيارة الرئيس السيسي وماكرون للعريش اليوم، تبعث برسائل عديدة للعالم من أهمها الرفض المصري القاطع للتهجير، وكذلك توافق وجهات النظر المصرية والفرنسية بشأن حل القضية الفلسطينية بموجب حل الدولتين وضرورة الإيقاف الفوري للعدوان على غزة. 

 

تطابق وجهات النظر بين مصر وفرنسا

وقال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان أمس عكس التطابق في وجهات النظر المصرية الفرنسية تجاه ما يحدث في غزة، مضيفًا أن الموقف الفرنسي يتفق مع الموقف المصري بشأن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعلى أهمية العودة إلى اتفاق 19 يناير الأخير كأرضية للتهدئة والذي ينص على إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن فرنسا أيضا تتخذ موقف رافضا رفضا قاطعا لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم، مع تأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يقوم على حل الدولتين، مضيفًا أن هذا الموقف الذي تتبناه مصر ويؤكده الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مستمر في مباحثاته مع كافة الأطراف بصفة مستمرة، حيث يؤكد على أنه لا يوجد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحققا دون حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأضاف أن هذا ما يعكس التطابق في وجهات النظر المصرية الفرنسية، لا سيما في ظل دعم باريس الكامل للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي أُقرّت في القمة العربية الأخيرة بالقاهرة يوم 4 مارس 2025، مضيفًا أن فرنسا أعلنت عن استضافة مؤتمر دولي في يونيو المقبل بهدف خلق أفق سياسي ملموس وحقيقي لحل الدولتين، وهو ما يؤكد جدية هذا التقارب المصري الفرنسي في تناول القضية الفلسطينية.

ولفت إلى زيارة الرئيسين للعريش اليوم، مرتبطة بالمواقف الفرنسية المتطابقة مع المواقف المصرية، وتطابق وجهات نظر الرئيسين بشأن ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وكذلك وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يعاني في قطاع غزة، مضيفًا أن الزيارة تؤكد أيضا الدور المصري المحوري الإنساني الكبير الذي تقوم به في إيصال المساعدات الإغاثية عبر معبر رفح إلى قطاع غزة، واستقبال الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها بمدن القناة

ولفت إلى أن دور مصر رائد ويحظى بتقدير إقليمي ودولي واسع، وتعد الزيارة تمثل دعمًا وتقديرا واضحًا للجهود المصرية الدبلوماسية والإنسانية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين وضرورة  إنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني وتضع حدًا لمعاناته المستمرة.".

رسالة مصرية من العريش برفض التهجير

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد مرعي، كبير الباحثين في المركز المصري للدراسات، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش تحمل دلالات ورمزية كبيرة جدًا، موضحًا أنه منذ استئناف إسرائيل عدوانها وعملياتها العسكرية على قطاع غزة في 18 مارس الماضي، وقبلها بأسبوعين حين قررت وقف إدخال جميع المساعدات، يعيش أكثر من 2 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة في ظروف إنسانية صعبة، في ظل استمرار إسرائيل في استخدام سلاح التجويع والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.

وأضاف، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من شمال سيناء، وتحديدًا من مدينة العريش، تنطلق رسالة قوية، حيث تنتظر مئات من شاحنات المساعدات عند معبر رفح دخولها إلى القطاع، في انتظار ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للسماح بإدخالها، مضيفًا أن وجود الرئيس الفرنسي في العريش يعبر عن موقف فرنسي داعم للرؤية المصرية والمواقف العربية بشأن ضرورة وقف إطلاق النار ووقف التصعيد، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأكد مرعي أن فرنسا تمثل الموقف الأوروبي العام الداعم للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، وكذلك دعم خطة "اليوم التالي" التي تطرحها مصر بشأن مستقبل القطاع، موضحًا أن هذه الرسالة من العريش من المؤكد أنها ستصل إلى إسرائيل وإلى الإدارة الأمريكية، التي ينبغي عليها أن تفي بالتزاماتها تجاه تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن تضغط على بنيامين نتنياهو لوقف الحرب وقبول اتفاق وقف إطلاق النار المطروح حاليًا.

وأوضح أن مصر، منذ استئناف هذا العدوان، تتحرك على كافة المستويات ومع جميع الأطراف، لتقريب وجهات النظر وتقديم تصورات لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وباقي الوسطاء، خاصة قطر، ويجري العمل على الوصول إلى اتفاق جديد يتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية وفقًا للبروتوكول المتفق عليه في اتفاق يناير الماضي، والذي كانت الولايات المتحدة جزءًا رئيسيًا من الوصول إليه.

وشدد على أن اصطفاف الشعب المصري اليوم في العريش، بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي، يعكس وحدة الموقف المصري، شعبيًا ورسميًا، مشيرًا إلى أن القوى السياسية والمجتمعية المصرية عبرت مرارًا عن دعمها الكامل لمواقف القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي في الدفاع عن الأمن القومي المصري ورفض مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف مواقف الدولة المصرية منذ بداية هذا الصراع في 7 أكتوبر 2023، تتوافق تمامًا مع تطلعات الشارع المصري، الذي يقف خلف قيادته في مواجهة هذه المخاطر والتحديات، وهو ما تؤكده التظاهرات التي تبعث برسائل واضحة إلى جميع الأطراف بأن الموقف المصري هو موقف موحد وشامل، تمثله القيادة وتدعمه جماهير الأمة المصرية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة