الأحد 13 ابريل 2025

تحقيقات

زيارة ماكرون في الصحف الفرنسية والعالمية.. تحذير من التهجير مع دعم إعادة إعمار غزة

  • 8-4-2025 | 18:41

الرئيس المصري والفرنسي في خان الخليلي

طباعة
  • إسلام علي

تزامنت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة مع ظروف إقليمية وأزمات إنسانية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها تطورات الحرب في غزة، وقد لاقت هذه الزيارة اهتمامًا واسعًا في الصحف والمواقع الفرنسية والعالمية، التي سلّطت الضوء على أبعادها السياسية والاقتصادية والإنسانية.

ومن خلال تتبع تغطية هذه الوسائل، يظهر أن الزيارة لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي بين زعيمين، بل جاءت في توقيت حاسم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا ومصر، ومناقشة ملفات إقليمية كبرى تتجاوز حدود العلاقات الثنائية، لتشمل مستقبل القضية الفلسطينية، ودور مصر في المنطقة، والموقف الأوروبي تجاه السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

وتعددت الرؤى الصحفية ما بين الإشادة بالتعاون الاقتصادي، وتأكيد الرفض المشترك لتهجير الفلسطينيين، والدعوة إلى إعادة إعمار غزة، ما يعكس أهمية الزيارة وتنوع دلالاتها السياسية والدبلوماسية.

 

كيف تناولت الصحف الفرنسية زيارة ماكرون إلى الرئيس السيسي؟

صحيفة Les Échos  

ماكرون: الاقتصاد المصري قادر على النمو في المرحلة المقبلة في ظل الاستقرار السياسي

نقلت صحيفة Les Échos  ، أن الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي مع إيمانويل ماكرون، كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، فبالنسبة الجانب السياسي، أثنى على الاستقرار السياسي في الدولة المصرية، فضلا عن إيمانه بقدره الاقتصاد المصري على النمو، وأشاد ماكرون بالشراكة بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية: مثل النقل والطاقة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية، أنه الرئيس الفرنسي أكد على مشروع التعاون الاقتصادي بخط المترو السادس بالقاهرة مع شركة آلستوم الفرنسية، وفي القطاع الصحي، وقع ماكرون على اتفاقية لفتح فرع لمستشفى متخصص في مكافحة السرطان بالقاهرة  

 

موقع France 24

تحالف فرنسي- مصري- أردني يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية

أما على الجانب الأخر، فتحدث موقع France 24، دعا الرئيس ماكرون القطاع الخاص الفرنسي في مصر للاستثمار، وعلى جانب أخر، جدد الرئيس السيسي على دعوته للاستثمار الفرنسي في مصر مشيرًا إلى فرص النمو الكبيرة في المستقبل.

وعلى الجانب الإنساني، فقد اجتمع الرئيس السيسي مع العاهل الاردني والرئيس الفرنسي، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، وخلصوا إلى بيان ثلاثي، يشتمل على عدة نقاط:

_ ضرورة العودة إلى الهدنة بشكل فوري، مع فتح كافة الممرات الإنسانية،

_ ضرورة دعم خطة إعادة إعمار غزة التي أعدتها الدول العربية، وهي التي ترفض نقل السكان الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى.

_ شدد ماكرون على أن حركة حماس لا يجب أن تشارك في إدارة غزة.

 

صحيفة Le Monde

ماكرون يريد التقرب من الدول العربية لمواجهة كلا من ترامب ونتنياهو

هذا وقد نقلت صحيفة Le Monde، هذه الزيارة بقولها "أن إيمانويل ماكرون يسعى للتقارب مع الدول العربية لمواجهة دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو"، وأكملت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والرئيس الفرنسي دعوا إلى استئناف فوري للمساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني واستعادة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فضلا عن حل الدولتين.

هذا، وفي الوقت نفسه الذي كان بنيامين نتنياهو يلتقي ترامب في واشنطن، سعى إيمانويل ماكرون، إلى إسماع صوت مختلف بشأن مصير القطاع الفلسطيني، وذلك خلال زيارة إلى مصر يوم الاثنين 7 أبريل.

وعقب اجتماع الرؤساء الثلاثة، قاموا بالاتصال هاتفيا بدونالد ترامب لعرض مواقفهم، قبيل استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض، وتناولت المناقشة، بحسب الإليزيه، "سبل تأمين وقف إطلاق نار عاجل في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة إعادة الوصول الكامل لإيصال المساعدات".

 

موقع  Libération

رفض مصري وفرنسي للتهجير.. مع تأكيد أن السلطة الفلسطينية لن تكون بيد حماس

وفي نفس السياق، تحدث موقع  Libération، أن الرئيسان المصري والفرنسي، أعلنوا من القاهرة رفضهم التام لأي تهجير للفلسطينيين في مواجهة طموحات ترامب، لكنهم قدّموا أيضًا تطمينات للولايات المتحدة باعتبار أن الحكم في غزة يجب أن يكون "حصريا" بيد سلطة فلسطينية، وتهدف هذه اللقاءات إلى إظهار تضامن الدبلوماسية الفرنسية مع بلدين مجاورين لقطاع غزة، تأثرا بشدة بمشروع الرئيس الأمريكي.

كما شددوا على أن "الحكم والحفاظ على الأمن والنظام في غزة، وفي جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكون من مسؤولية سلطة فلسطينية معززة، بدعم قوي إقليمي ودولي".

أكملت الصحيفة بخصوص المساعدات الإنسانية، أنه قد دعا الرئيسان المصري والفرنسي بدورهما إلى استئناف المساعدات الإنسانية لـ 2.4 مليون فلسطيني في غزة، والذين تم تهجير معظمهم مرة واحدة على الأقل بسبب القتال في القطاع المحاصر.

وقد أشاد ماكرون بالجهود المضنية التي تبذلها مصر، كوسيط مشارك في الهدنة وتحرير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي تسبب في اندلاع الحرب.

وصرّح ماكرون أن أي تهجير جماعي للسكان أو ضم لقطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 سيكون انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا لأمن المنطقة بأسرها، بما في ذلك إسرائيل.

كما عبّر عن دعم فرنسا للخطة العربية، واصفا إياها بـ"المسار الواقعي لإعادة إعمار غزة"، وقد تم إعداد هذه المبادرة من قبل مصر وتقوم على عدم تهجير سكان غزة.

وترى باريس مع ذلك أن هذه الخطة يجب أن "تُعزَّز أكثر"، خصوصًا في ما يتعلق بـ"الأمن" و"الحكم" في الأراضي الفلسطينية، من أجل طمأنة الأمريكيين المتحفظين، وتُخطط الدول العربية لعودة تدريجية للسلطة الفلسطينية على حساب حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

 

الصحف العالمية   

مونت كارلو الدولية.. ما هو المختلف في زيارة ماكرون لمصر هذه المرة ؟

تحدثت صحيفة مونت كارلو الدولية، عن أن الرئيس الفرنسي قد زار مصر أكثر من مرة، ولكن هذه المرة، ربما الأمر مختلف بسبب التوقيت والظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، اللافت هو أن جدول أعمال هذه الزيارة متنوع ما بين اقتصادي يتمثل في توقيع العديد من اتفاقيات التعاون ما بين مصر وفرنسا في مجالات مختلفة منها التعليم، الصحة، الدفاع، الذكاء الاصطناعي وغيرها.

كما شهدت أيضا الزيارة قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية، أكد بيانها الختامي رفض تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وأكد أيضا ضرورة الدفع باتجاه وقف الحرب على غزة، كما نشرت الصحف السابقة.

من الملاحظ أن جدول أعمال الزيارة متنوع، فهو لم يقتصر على اللقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والمباحثات الرسمية، وتوقيع مذكرات التفاهم في المجالات المختلفة فحسب، لكن شملت الزيارة أيضا أماكن مختلفة تاريخية وثقافية وعلمية، منها مثلا اصطحاب الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي في جولة لمنطقة خان الخليلي التاريخية والأثرية في القاهرة، بالإضافة لزيارة المتحف المصري، وهو بمثابة تمهيد لافتتاح المتحف المصري الكبير في الثالث من يوليو المقبل.

لكن الجديد في هذه الزيارة هو التوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات المصرية الفرنسية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

يتوجه الرئيس الفرنسي اليوم إلى مدينة العريش ما هي دلالة هذه الزيارة؟

وتأتي هذه الزيارة بهدف التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار، لأن ميناء العريش يمثل نقطة ارتكاز جمع المساعدات المقرر إدخالها إلى غزة عبر معبر رفح، وقد اجتمع الرئيس الفرنسي مع فرق تابعة لمنظمات غير حكومية فرنسية ودولية بالإضافة إلى الهلال الأحمر المصري.

فضلا عن اجتماعه مع عناصر امن فرنسيين يخدمون ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي المخصصة لمراقبة الحدود، والتي من المفترض أنها سوف يتم نشرها في معبر رفح، وبالتالي فان زيارة العريش أسهمت في تسليط الضوء على إشكالية أو تعسر إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في ظل التطورات الراهنة.

 

الصحف والمواقع الأمريكية 

الرئيس الفرنسي يدعم خطة إعادة إعمار غزة بالكامل.. وشدد على عدم تهديد حماس لأمن إسرائيل مرة أخرى

أشار موقع MSN الأمريكي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أكد للصحافة أنه يدعم بالكامل خطة إعادة إعمار غزة التي أقرّتها جامعة الدول العربية، لكنه شدّد على أن حماس يجب أن "لا تُشكّل تهديدًا لإسرائيل بعد الآن".

وأدان كلّ من ماكرون والسيسي استئناف إسرائيل للقتال في غزة، وقال الرئيس الفرنسي: "فقط الحل السياسي هو الذي يمكنه ضمان الاستقرار في غزة وفي المنطقة بأسرها"، وأضاف ماكرون أنه "يعارض بشدة تهجير السكان وأي عملية ضم لغزة أو الضفة الغربية"، معتبرًا أن ذلك يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

 

موقع News Break الأمريكي

الزعماء الثلاثة يسعون إلى تسريع جهود إحلال السلام في أوكرانيا بما يتماشى مع القانون الدولي

نقلت موقع News Break الأمريكي،  تفاصيل الاجتماع الثلاثي بين الرئيس الفرنسي والمصري والعاهل الأردني، حيث أكد القادة الثلاثة على "ضرورة خلق ظروف مناسبة لأفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين".

وكان أول وقف لإطلاق النار قد بدأ في 19 يناير وانتهى في 1 مارس، وتضمّن أيضًا الإفراج عن رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين. ومنذ ذلك الحين، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة، مما فاقم أزمة المساعدات الإنسانية.

وأعرب القادة الثلاثة كذلك عن "استعدادهم لتسريع جهود إحلال السلام في أوكرانيا بما يتماشى مع القانون الدولي، والحاجة المشتركة للأمن والاستقرار الدوليين"، وذلك في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2023.

وفي واشنطن، شدد نتنياهو على ضرورة وقف إطلاق النار، وكذلك الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وقال نتنياهو للصحفيين في المكتب البيضاوي: "نحن نعمل الآن على صفقة جديدة ونأمل في أن تنجح، ونحن ملتزمون بإخراج جميع الرهائن"، وأضاف: "الرهائن يتعذبون"، وأشار نتنياهو إلى التزام إسرائيل بـ"السماح لسكان غزة بحرية اتخاذ القرار في الذهاب إلى أي مكان يريدونه".

وقال ترامب بجانب نتنياهو: "أعتقد أن الحرب ستتوقف في وقت ليس ببعيد"، مضيفًا: "لدينا مشكلة الآن تتعلق بالرهائن، نحاول إخراجهم، وقد نجحنا في تحرير عدد منهم، لكن الأمر طويل، ولا ينبغي أن يكون كذلك".

وأكد ترامب أن "هناك الكثير من الدول" التي ستقبل 2.1 مليون فلسطيني، لكنه أشار إلى أن الدول العربية، بما فيها الأردن ومصر، رفضت ذلك.

 

الصحف الإنجليزية

ونقلت bbc، أن القادة الثلاثة، تحدثوا في بيان مشترك عن التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود في مؤتمر يونيو القادم، الذي ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية، من أجل بناء أفق سياسي واضح، لتنفيذ حل الدولتين، معربين عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيُعقد بالقاهرة قريبًا، حسب بيان الرئاسة المصرية.

في الوقت نفسه، ناشد رؤساء ست وكالات تابعة للأمم المتحدة قادة العالم العمل، بشكل عاجل وحاسم، لإعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بعودة الإمدادات الغذائية والطبية، التي تشتد الحاجة إليها.

وأضافوا في بيان مشترك أن سكان غزة محاصرون مجددًا، ويتعرضون للقصف والجوع، بينما تتراكم الأغذية والأدوية والوقود والملاجئ عند المعابر، وتُمنع المعدات الحيوية.

وأكد المسؤولون الأمميون أن التأكيدات بوجود ما يكفي من الغذاء، لإطعام الفلسطينيين، بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض، فالمخزونات منخفضة للغاية، وتابعوا "إننا نشهد أعمال حرب في غزة، تُظهر استهتارًا صارخًا بالحياة البشرية".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة