تشعر كثير من النساء بالشبع المبكر فور البدء بتناول الطعام، وقد تكتفي بعضهن بلقمة أو اثنتين فقط قبل أن يفقدن الرغبة في الاستمرار، ولذلك نستعرض مع خبيرة تغذية كل ما يتعلق بمتلازمة الشبع السريع عند المرأة وتأثيرها عليها وطرق لعلاج تلك الحالة.
ومن جهتها تقول الدكتورة سامية عبد المطلب خبيرة الاقتصاد المنزلي والتغذية العلاجية، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن "متلازمة الشبع المبكر"، تعد من الحالات التي يصعب تشخيصها بسهولة لأنها تتداخل بين الأسباب العضوية والنفسية، مما يجعل التعامل معها يتطلب دقة ووعي، وتبدأ أعراضها بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، يتبعها شعور بالتخمة، وأحيانًا الانزعاج من مجرد النظر إلى الطعام، وهذا النمط الغذائي قد يؤدي إلى فقدان ملحوظ في الوزن، ويصحبه أحيانًا أعراض أخرى مثل شحوب الوجه، تساقط الشعر، تكسر الأظافر، والإصابة بالأنيميا بسبب نقص العناصر الغذائية، وتشعر تقول العديد من النساء إنهن بمجرد أن يتناولن صنفًا معينًا مفضلًا لديهن كالطماطم أو السلطة، بالشبع السريع، مما يؤدي إلى إهمال باقي مكونات الوجبة، وبالتالي حدوث نقص غذائي مع مرور الوقت.
وأضافت خبيرة التغذية العلاجية، أن هناك أسباب لإصابة النساء بمتلازمة الشبع المبكر، منها ما يلي:
-أسباب عضوية وتشمل:
أمراض المعدة مثل التهابات المعدة أو اضطرابات الهضم، التي تجعل الشخص يتألم من أقل كمية طعام.
أمراض القولون خاصةً إذا كان هناك انسداد أو أورام، وقد يُخطئ البعض في التشخيص باعتباره "قولون عصبي"، بينما قد تكون هناك مشكلة عضوية خطيرة لا تُكتشف إلا بالفحوصات الدقيقة.
الارتجاع المريئي، خاصة عند تناول أطعمة حارة أو شرب الماء البارد بكثرة، مما يؤدي إلى التهابات في المريء تقلل الرغبة في الأكل.
أمراض المريء أو الجهاز الهضمي العلوي، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على قدرة المرأة على تناول الطعام بشكل طبيعي.
-أسباب نفسية وتشمل:
التوتر العصبي والضغوط اليومية والتي قد تلعب دورًا كبيرًا في قلة الشهية، خاصة لدى النساء اللاتي يعانين من ضغط العمل أو مشاكل نفسية، فتجد الواحدة منهن تشبع سريعًا ولا تتناول إلا كميات ضئيلة.
وأشارت أن هذه الحالة تؤدي في معظم الأحيان إلى فقدان شديد في الوزن، والذي قد ينظر إليه في البداية كأمر إيجابي، لكنه في الحقيقة قد يكون مؤشرًا على خلل صحي أو غذائي، خاصة إذا رافق معه علامات ضعف عام، سقوط الشعر، وتدهور في الصحة العامة.
وقدمت مجموعة من النصائح، للتعامل مع مشكلة الشبع السريع، وأجملتها في النقاط الاتية:
-من المهم جدًا التوجه للطبيب المختص في الجهاز الهضمي وإجراء فحوصات شاملة مثل المناظير، والأشعة الدقيقة على القولون، وليس الاكتفاء بالكشف الظاهري أو الموجات الصوتية.
-إذا ثبت عدم وجود أسباب عضوية، يجب مراجعة طبيب نفسي متخصص، لأن العلاج السلوكي المعرفي أو الأدوية قد تساعد في فتح الشهية والتعامل مع التوتر والقلق.
-ينصح بتقسيم الطعام على عدة وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم، تحتوي كل منها على كميات معتدلة من البروتينات، النشويات، والدهون الصحية، بدلًا من تناول وجبات غير متوازنة تفتقر إلى عناصر معينة، ولا يجب أن تكون إحدى الوجبات مكونة فقط من سلطة أو فواكه دون باقي المجموعات الغذائية.
-من الضروري إجراء تحاليل دورية لمتابعة مستويات الفيتامينات والمعادن بالجسم، وتناول المكملات الغذائية عند الحاجة بإشراف الطبيب.
-تلعب الرياضة دورًا مهمًا في تحسين الشهية، وتحفيز الجسم على حرق السعرات وبناء العضلات، مما يدفع الجسم تلقائيًا لطلب الغذاء، وهي أيضًا وسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية.