الأحد 13 ابريل 2025

تحقيقات

مصر - إندونيسيا.. تاريخ طويل من التعاون والعمل المشترك

  • 12-4-2025 | 10:52

الرئيس السيسي مع الرئيس الإندونيسي أثناء زيارته لمصر في ديسمبر الماضي

طباعة
  • محمود غانم

يجري الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، زيارته الثانية إلى مصر، في أقل من أربعة أشهر، مما يعكس بجدارة عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ومدى حرص القيادة المصرية والإندونيسية على تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات. 

ولا يتوقف التعاون بين البلدين عند حدود التعاون الثنائي فقط، بل يمتد إلى تبادل الآراء ووجهات النظر بين مختلف المستويات السياسية حول القضايا الإقليمية والدولية.

العلاقات المصرية - الإندونيسية

تجمع مصر بإندونيسيا علاقات وثيقة، حيث يهتم البلدان بالتنسيق والتعاون الدائم فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من هذه القضايا، كما تتبادل الدولتان تأييد الترشيحات في إطار المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية.

كذلك، يتعاون البلدان في العديد من المجالات، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري، والتعاون العلمي والتبادل الطلابي، وتنظيم دورات تدريبية، وتعظيم الاستفادة من المنح الدراسية.

وتاريخيًا، كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا في عام 1945، وتطورت العلاقة بين البلدين منذ ذلك الحين في العديد من مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

كما أن مصر كانت أول دولة تبرم اتفاقية صداقة مع إندونيسيا في عام 1947، وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر البلدان من الدول المؤسسة لمنظمة عدم الانحياز، ومجموعة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الإسلامي.

تعزيز التعاون

وجرى التوافق مؤخرًا على تعزيز التعاون بين البلدين، خلال الفترة القادمة، في ضوء علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بينهما.

وينعكس ذلك من خلال رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي سلمها وزير الخارجية السابق، سامح شكري، في عام 2022، حيث تناولت مجمل موضوعات التعاون الثنائي وأُطر التعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيزهما بما يتناسب مع تطلعاتهما.

وخلال لقائه مع الزعيم الإندونيسي، أكد وزير الخارجية السابق تطلع مصر لإعطاء المزيد من الزخم لجميع أوجه العلاقات بين البلدين، وكذلك أهمية مواصلة التشاور بينهما في ضوء الرغبة في تنسيق المواقف بما يتناسب مع تطلعات الشعبين الصديقين، وحجم المصالح المشتركة بين مصر وإندونيسيا.

كما أن ذلك ينعكس من خلال زيارة الرئيس الإندونيسي إلى مصر، ديسمبر الماضي، حيث عقد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وفي اللقاء، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيدًا بتطلعات مصر نحو تعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

وشدد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار، والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى أمن الغذاء والطاقة المتجددة، معربًا عن استعداد الدولة لتقديم كافة التسهيلات التي تضمن نجاح أعمال الشركات والمستثمرين الإندونيسيين في مصر.

من جانبه، أعرب الرئيس الإندونيسي عن تقديره للجهود التي بذلت في مصر لإنشاء بنية تحتية قوية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أهمية زيادة الاستثمارات الإندونيسية في مصر، فضلًا عن إمكانية النظر في إقامة شراكات لتوطين بعض الصناعات.

وأكدا الزعيمين على أهمية مواصلة الجهود للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بدون أي قيود.

كما شددا على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً للقرارات الشرعية الدولية، وعبرا عن أهمية عودة الاستقرار إلى كل من سوريا ولبنان، وضرورة احترام سيادتهما ووحدة وسلامة أراضيهما.

وفي هذا الصعيد، تحرص إندونيسيا على التعرف على وجهات النظر المصرية في القضايا الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بما فيها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث يتضح ذلك من خلال الاتصالات التي تجرى على مستوى وزراء الخارجية والسفراء بين البلدين. 

وباندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، حرص البلدان على التنسيق في تقديم كافة أشكال الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. 

وفي هذا الإطار، ساعدت الحكومة المصرية إندونيسيا في إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر مطار العريش، في إطار مواصلة مسار التعاون بين البلدين. 

وتؤكد على أنها تعول على الدور الهام الذي تلعبه مصر كعنصر رئيسي للاستقرار في المنطقة، وتعرب عن أملها في استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

الاكثر قراءة