ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت أن فرق تفاوض من إيران والولايات المتحدة بدأت في العاصمة العمانية مسقط محادثات عالية المخاطر حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وانعدام ثقة هائل بين الجانبين.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري إن اجتماع عُمان يعد أول لقاء جاد بين إيران والولايات المتحدة منذ عقد ولكن في حين أن المخاطر عالية، فإن التوقعات منخفضة، حيث يقول مسؤولون من كلا الجانبين إن التفاعل سيكون في الغالب بمثابة مؤشر على جدوى المحادثات المستقبلية، بدلاً من تمهيد الطريق لتحقيق تقدم.
ونقلت عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله عقب وصوله إلى عُمان اليوم السبت "نيتنا هي التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف على قدم المساواة. إذا دخل الطرف الآخر بنفس النية، فهناك فرصة للتوصل إلى اتفاق أولي لإيجاد مسار للمفاوضات".
ويرأس فريق التفاوض الأمريكي، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف حيث وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ويتكوف كان موجودًا أيضًا في عُمان صباح اليوم السبت، وهو عضو موثوق به للغاية في الدائرة المقربة لترامب، ويقود بالفعل مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا وجهود لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات تُجرى في ظل انعدام ثقة هائل بين الجانبين خاصة أن ترامب هو من انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والولايات المتحدة، والذي فرض ترامب بعده عقوباتٍ معقدة على إيران. وخلال ولايته الأولى أيضًا، أمر ترامب بشن غارة بطائرة مُسيرة عام 2020، والتي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، الجنرال الإيراني البارز.
واستشهد مسئولون إيرانيون سابقون بهذا الانعدام من الثقة عند توضيحهم لإصرار طهران على أن تكون المحادثات الأولية مع الولايات المتحدة غير مباشرة. وخوفا من أن يشير الاجتماع المباشر إلى تنازل إيراني مُباشر، أكَد المسؤولون الإيرانيون أن عُمان ستلعب دور الوسيط بين الجانبين.
كما أشار كل من المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين إلى توقعات متواضعة بالنجاح قبل اجتماع السبت حيث من المُرجح أن يُنظر إلى استمرار المحادثات على أنها خطوة موفقة، بينما يُتوقع أن يزيد انهيار المفاوضات من احتمالية توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران وذلك بعدما ذكر مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل تخطط لضرب البرنامج النووي الإيراني هذا العام لردع طهران عن تطوير قنبلة نووية.
وليس من الواضح ما الذي تطلبه إدارة ترامب من إيران تحديدا لكبح برنامجها النووي فيما قال مسؤولون إيرانيون إنهم منفتحون على شروط تدعو إلى مزيد من الشفافية وفرض قيود على التخصيب.