يتساءل العديد من المسلمون عن الكيفية التي كان يقرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، وحول هذا السياق أوضح الداعية مصطفى حسني عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" 6 صفات تميز قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم، وجاءت كالآتي:-
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن الكريم بترتيل وتدبر، امتثالا لقول الله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4] ، وهذا يعني القراءة بهدوء وتأنٍ، وليس بسرعة أو استعجال.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمتع بصوت حسن وكان يحسن قراءته للقرآن الكريم ويجملها به ، وقد حث على ذلك بقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" ، وكان الصحابة الكرام يصفون صوته أثناء القراءة بالجمال والتأثير، حتى أنهم كانوا يقولون: "كان بصوته صدى كأنه يقرؤه ويُسمِعه" .
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاعل مع القرآن الكريم بقلبه وجوارحه، فكلما مر بآية سجدة سجد مباشرة، مما يدل على عمق تأثره بالقرآن وتجاوزه لمجرد التلاوة إلى التفاعل العملي معه.
- كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم قراءة متأنية ومفسرة، حيث كان يقف عند كل آية ويتدبرها ، وقد وصفت أم سلمة رضي الله عنها قراءته قائلة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ قراءة مفسرة، حرفًا حرفًا" ، ولم يكن وقوفه لمجرد التلاوة، بل كان تفاعلاً حيًا مع المعاني، فكان إذا مر بآية رحمة سأل الله من فضله، وإذا مر بآية عذاب استعاذ به.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي الليل بالقرآن ويطيل فيه القيام إطالة عظيمة ، وقد وصف حذيفة رضي الله عنه إحدى الليالي التي صلى فيها خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قمت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة ثم النساء ثم آل عمران يقرأ مترسلاً" ، ولم يكن طول القيام هو الأمر الوحيد المميز، بل كان تفاعله العميق مع كل آية، فـ "إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ".
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأمل آيات القرآن ويتدبرها بعمق، ومن مظاهر ذلك أنه كان يكرر الآية أحيانًا ليتمكن من استيعاب معناها والتأثر بها ، وقد ثبت عنه أنه كرر قول الله تعالى: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ﴾ [المائدة: 118] وهو يرددها ويبكي خشوعًا وتضرعًا.