أكد المهندس فاضل مرزوق، رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة، أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات الملابس، يشكل فرصة قوية وغير مسبوقة لتعزيز تنافسية الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكي، وذلك في ظل الميزة التفضيلية التي تتيحها اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز)، والتي تضمن دخول المنتجات المصرية إلى الولايات المتحدة دون أية رسوم جمركية.
وأوضح مرزوق، في تصريحات له اليوم، أن هذه الخطوة تمنح مصر أفضلية نسبية مقارنة بدول منافسة مثل الصين والهند وفيتنام وبنجلادش وكمبوديا، والتي ستتأثر سلبًا بالرسوم الجديدة، مؤكدًا أن المنتج المصري يتمتع بمزيج فريد من الجودة والسعر التنافسي، وهو ما يمنحه فرصًا قوية للنمو داخل السوق الأمريكي.
وأشار رئيس المجلس إلى أن الصادرات المصرية للولايات المتحدة سجلت 193 مليون دولار خلال أول شهرين من عام 2025، ما يعكس قوة الطلب ويؤكد إمكانيات التوسع، متوقعًا أن ترتفع نسبة النمو إلى ما بين 25% و30% خلال الفترة المقبلة إذا ما استُثمرت هذه الفرصة بالشكل الأمثل.
وكشف مرزوق أن القطاع التصديري المصري كان قد بدأ مبكرًا في الاستعداد للتحولات العالمية منذ أكثر من تسع سنوات خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي مكّنه من بناء خطط استراتيجية طويلة الأمد لضمان استقرار الصادرات وتعزيز قدرته على مواجهة التغيرات في السياسات التجارية.
وفي هذا السياق، أشار مرزوق إلى طرح فكرة إنشاء مدينة نسيج متكاملة في محافظة المنيا، والتي من المتوقع أن تجذب استثمارات تتجاوز 2 مليار دولار، ما سيسهم في توسيع القاعدة الصناعية وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى دعم الصادرات بشكل مباشر، خاصة إلى الأسواق ذات الرسوم المرتفعة.
وأوضح أن المجلس التصديري للملابس الجاهزة يعمل وفق استراتيجية متكاملة لتعزيز القدرة التنافسية، تشمل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوسيع نطاق الإنتاج المحلي، وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد، مشيرًا إلى أن المهلة الأمريكية البالغة 90 يومًا للتفاوض على الرسوم تمثل فرصة إضافية، لكن مصر ستظل في وضع أفضل حتى حال تخفيض الرسوم لدول أخرى، بفضل استمرار الإعفاء الجمركي.
وأشار إلى أن الدولة تقدم دعمًا ملموسًا لقطاع الملابس الجاهزة، ومن المنتظر أن يتم تدشين مدينة نسيج كبرى على مساحة 5.5 مليون متر مربع خلال الفترة المقبلة، بما يتيح رفع صادرات القطاع إلى 12 مليار دولار بحلول عام 2031.