اختتمت اللجنة العلمية بمهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة برئاسة الدكتورة غادة جبارة، أعمالها بالأمسية الثالثة والتي أقيمت في قاعة ثروت عكاشة بمناسبة إصدار أحدث كتب المهرجان عن الراحل الدكتور علاء عبد العزيز أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وأدار الأمسية المخرج السكندري أحمد صالح والذي نعى الدكتور علاء بحضور أسرته ووالدته الحاجة عفاف وقال إن المسرح مكان للتواضع والاندماج مع المجتمع وهو ما كان يقدمه دكتور علاء ابن الإسكندرية والذي نشأ في مسرح الجامعة بكلية تجارة إلى ان وصل للتدريس في أكاديمية الفنون.
ثم تحدثت دكتورة رشا أحمد خيري، زوجة دكتور علاء وقالت:« أنا في لحظة فاصلة بين الموت والحياة واندهاش من رحيله وفقدان الأمان، لكني أتأمل في أثره وقيمته المرتبطة بعمله.
وأضافت علاء كان يقف دائما مع الحق بسلطته الإدارية والعاطفية، حتى لو كان الموقف ضد مصلحته الشخصية ولديه إيثار حتى مع ناس غريبة عنه».
وتلى ذلك كلمة للمؤلف الشاب يوسف فؤاد والذي شارك في تحرير الكتاب وذكر ان اللجنة العلمية قررت جمع ذكريات دكتور علاء مع الناس من سيرته الحياتية و شهادات من مسرح الجامعة في اسكندرية وتجربة سفره لإنجلترا للتحضير للدكتوراة.
وأضاف فؤاد ان دكتور علاء كره الوقار الأكاديمي الذي يوصف به أي أستاذ جامعي وهو ما يعكس نقده الساخر وافيهات اللحظية، ورغم ان أعماله الفنية قليلة لكنها هامة وقد وضعنا بعض المقالات النقدية التي نشرت عنها داخل الكتاب أيضًا.
قصيدة بعنوان «مجرد كلمتين»
وأشار فؤاد إلى ان المخرج الشاب أحمد حتحوت ترجم جزء من رسالة الدكتوراة الخاصة بدكتور علاء ووضعنها في الكتاب مع جزء من قصيدة بعنوان «مجرد كلمتين» كبداية ومقدمة للكتاب.
مئويتي ميخائيل رومان والفنان فؤاد المهندس
وفي الجزء الثاني من الأمسية دار الحديث عن مئوية كلا من الكاتب ميخائيل رومان والفنان فؤاد المهندس، حيث تحدث الكاتب الشاب جمال عبد الناصر عن رومان الذي لم يدرس المسرح لكن لديه أسلوب مميز في الكتابة وقربه من الطبقة البرجوازية وإتقانه للغة الإنجليزية سمح له بترجمة مجموعة كبيرة من الأعمال خاصة للكاتب الأمريكي آرثر ميلر.
وأضاف عبد الناصر ان مسرحيات رومان تنوعت بين: الواقعية الطبيعية وبين التعبيرية التجريبية وبين فكرة المسرح داخل المسرح مثل عرض «الليلة نضحك»، وأعمال أخرى شهيرة مثل الدخان والتي جمعت بين الواقعية والرمزية من خلال كتباتها بالعامية البسيطة.
ومن خلال فيديو مسجل عبر الشاعر وليد الخشاب من جامعة يورك في كندا عن حبه للفنان فؤاد المهندس واستعرض جزء من كتابه بعنوان مهندس البهجة ولا وعي السينما» ونظرة عن أفلام الخمسينات والستينات والسبعينات وتطرق إلى بعض أعماله في المسرح والتلفزيون، وتحدث عن أفلامه خاصة التي جمعت فكرة الازدواجية والاقتباس أثناء فترة التحرر الوطني بين الجاسوس واللص الشرير والشخصية الطيبة البريئة.
وفي الجزء الثالث من الأمسية استعرضت الكاتبة ايمان سمير ورقة بحثية عن العودة الى البدائية وتجربتها مع المخرج جاك نيكول من ورشة المهرجان التجريبي وفكرة شاعرية الجسد حيث كان لديه مفهوم مختلف عن السينوغرافيا المعتادة وان الرياضة تعطي الجسد وضع وايقاع ومشاعر وشاعرية ومنها أسس لاتجاه جديد يؤكد فيه ان الجسم يسبق العقل وان النص يكون متفرد غير مكتوب لكل ممثل والديكور يخضع لطريقة تفاعل الممثل مع الفراغ المحيط به بناء على مبدأ الخيال بقطعة قماش يمكن ان تكون بحرا، ومبدأ الحب من خلال تخيل نقطة محددة كشخص والتعبير لها عن مشاعرك.
وفي ختام الأمسية و التي حضرها دكتور ياسر علام ودكتورة أسماء حجازي، والفنانة سماء إبراهيم والفنانة سماح السعيد والإعلامي محمد بدر، تجول الدكتور فادي نشأت، في عروض المهرجان بشكل نقدي حيث وجد ان المهرجان شبابي و متنوع الفئات ويعبر عن جيل فقد لغة الحوار وعلق على بعض العروض بانها تحتوي على أفكار مشتتة وتناور حولها نتيجة الثقافة السطحية والنظرة التشاؤمية وفقد التواصل مع باقي الأجيال.
واقترحت اللجنة العلمية عمل توصية لعمل مادة علمية او كتاب اكاديمي للمسرح التشاركي التفاعلي ومسرح الشارع يكون متاح للشباب ليكون لديه القدرة على الوصول لجيل السوشيال ميديا.
فريق وقصة عرض مسرحية «الشك»
وقدم المهرجان أمس 3 عروض، حيث عرض مسرحية «الشك» والتي تدور قصتها في إحدى المدارس الأمريكية داخل الكنيسة وهناك خلاف بين مديرة المدرسة وبين القسيس وتحاول ان تكشف عيوبه وتشك في احدى طالبات الأبرشية وتتهمه بالتحرش بهذه الطالبة لكن بدون دليل مادي وتتطور الأحداث إلى ان تحدث المواجهة بينهما ويظل الشك موجودا.
العرض بطولة: هنادي عبد الخالق، سعيد سلمان، ماري جرجس، نهى عصمت، واضاءة حازم احمد، ملابس وإكسسوارات محمد سعد الدين، مخرج مساعد إبراهيم البيسي، مخرجان منفذان: نادر صلاح ومحمد السعيد، ومن إعداد موسيقي ودراما تورج وإخراج أحمد حتحوت.
قصة وفريق عرض «المفتاح»
وعقب هذا العرض توجه رواد المهرجان إلى مدرسة الفنون لمشاهدة عرض «المفتاح» وهو عرض ديودراما عن قصة شعب يستحق الحياة ودعوة للأمل والتسامح من أجل بناء حياة أفضل بين أفراد المجتمع وهل من الممكن أن يسمو الإنسان فوق عذابه وآلامه ليبدأ من جديد؟
والعرض بطولة: باسم مجدي ونادية نبيل، إعداد حسن نور، ديكور حمدي المحمدي، اضاءة إسلام أبو عرب، منفذ موسيقى حمد رمضان، مساعد مخرج كرم عبد الرازق، مخرج منفذ أمنية طارق، تدقيق لغوي دكتور محمد البدر، تأليف دكتور مثال غازي ومن إخراج محمد طارق.
عرض «جدول الضرب» في خيمة سيرك
وفي خيمة سيرك تم تقديم عرض «جدول الضرب» وهو عن نص «هو الذي يصفع» للمؤلف ليونيد أندرييف، ويتناول فكرة صراع الشخص المثقف مع الإسفاف والابتذال فيهرب من عالم الأدب والفن ويدخل سيرك بريكيت لكي يكتشف الحقيقة التي يبحث عنها ولكن يظل يطارده القدر الذي هرب منه في البداية.
العرض بطولة.. ماجد لطفي، محمد الشرقاوي، تيا الشهاوي، مارتينا رأفت، غادة الطنطاوي، خالد هشام، كرولس هاني، عبد الله اشرف، وديكور محمد طلعت، وملابس وماكياچ نوردين بحر، بامفلت چون رؤوف، وإضاءة عز حلمي، ومهندس صوت أحمد أمين، وأشعار محمد فوزي، واستعراضات محمد بحيري، وتأليف موسيقي وألحان زياد هجرس، و مساعدو الإخراج آدم الشافعي ومحمد الحارس وعبد الله الحارس، وإدارة مسرحية رنا الطرابيلي، ومخرج مساعد أحمد حسونة، و مخرجان منفذان نور الدين زكي وماجد لطفي، العرض كتابة وإخراج محمد فرج.
عروض اليوم
عروض اليوم 14 إبريل ستبدأ الساعة 6 م بعرض حتى لا يطير الدخان على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ثم الساعة 8 م عرض «حلم ليلى» في قاعة سعد أردش بالمبنى نفسه ثم اخر عروض المهرجان ستكون الساعة 10 م بعرض «الزائر» على مسرح نهاد صليحة.
و أعلنت إدارة المهرجان عن تأجيل حفل الختام من الثلاثاء 15 أبريل ليكون يوم الخميس المقبل 17 أبريل الجاري على مسرح سيد درويش.



