في خطوة تؤكد مجددا تراجع اهتمام الاستثمارات العالمية بالسوق الإسرائيلي، أوقف صندوق الاستثمار التابع لشركة الإعلام الأمريكية هيرست كورب، "هيرست فنتشرز"، أنشطته في إسرائيل، على أن يغادر الشريك المحلي المسؤول عن العمليات، غيل كنعاني، منصبه في أغسطس المقبل، وفقا لما كشفته صحيفة "جلوبس" الاقتصادية العبرية اليوم.
وتدير هيرست فنتشرز الأمريكية استثمارات استراتيجية في شركات تُعنى بمجالات الإعلام والمعلومات والتكنولوجيا.
ويأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه السوق الإسرائيلي تحديات اقتصادية واستثمارية متزايدة، وهو ما دفع بعدد من الصناديق الدولية إلى تقليص وجودها هناك.
ولفتت الصحيفة ، إلى أن ذلك يأتي رغم أن مكتب الشركة في الصين لا يزال يعمل حتى الآن رغم توترات التجارة بين البلدين.
وكانت "هيرست فنتشرز" قد بدأت نشاطها في إسرائيل قبل سنوات، حيث استثمرت في شركات ناشئة مثل أوتونومو، فيا، وسيمبلي،وسنابي، دون أن تحقق أي تخارجات كبيرة تذكر .
واعتبر مراقبون قرار الشركة الأمريكية مؤشرًا واضحًا على إعادة تقييم الصناديق الأجنبية لمخاطر السوق في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية.
وسبق هيرست في هذا الانسحاب كل من سامسونج نكست وفيرايزون فنتشرز، اللتين أغلقتا مكاتبها في إسرائيل أيضًا.
و يعكس ذلك انقسامًا حول مستقبل الاستثمار في هذا البلد المضطرب في ظل استمرار صناديق اخرى.
ووفقًا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، فإن الاقتصاد الإسرائيلي سجل نموًا ضعيفًا بلغ 0.9% عام 2024، وهو أقل من التقديرات الأولية البالغة 1%.
وذكرت دائرة الإحصاء أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 0.4% على أساس نصيب الفرد عام 2024، مما يعكس ضعف الأداء الاقتصادي العام.
وأثرت الحرب التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة وما تبعها من تصعيد عسكري مع حزب الله بالجنوب اللبناني على الاقتصاد الإسرائيلي ، مما أدى إلى زيادة النفقات العسكرية والتكاليف الأمنية، ووجود حالة من عدم اليقين الاقتصادي.
ولا تزال التحديات قائمة، خاصةً مع انخفاض ثقة المستثمرين، وتباطؤ التجارة الخارجية، واستمرار الضغط على قطاع الأعمال، مما قد يجعل تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة مما تتوقعه الحكومة.