تُعد قصيدة «إِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ» للشاعر قيس بن ذريح، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «قيس بن ذريح» بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر الاموي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «ِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ».
تعتبر قصيدة «إِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 14 بيتًا، تميز شعر قيس بن ذريح بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
إليكم نص القصيدة «إِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ»
إِذا ذُكِرَت لُبنى تَجَلَّتكَ زَفرَةٌ
وَيَثني لَكَ لداعي بِها فَتَفيقُ
شَهِدتُ عَلى نَفسي بِأَنَّكِ غادَةٌ
رَداحٌ وَإِنَّ الوَجهُ مِنكِ عَتيقُ
وَإِنَّكِ لا تَجزينَني بِصَحابَةٍ
وَلا أَنا لِلهِجرانِ مِنكِ مُطيقُ
وَإِنَّكِ قَسَّمتِ الفُؤادَ فَنِصفُهُ
رَهينٌ وَنِصفٌ في الحِبالِ وَثيقُ
صَبوحي إِذا ما ذَرَّتِ الشَمسُ ذِكرَكُم
وَلي ذِكرَكُم عِندَ المَساءِ غَبوقُ
إِذا أَنا عَزَّيتُ الهَوى أَو تَرَكتُهُ
أَتَت عَبَراتٌ بِالدُموعِ تَسوقُ
كَأَنَّ الهَوى بَينَ الحَيازيمِ وَالحَشا
وَبَينَ التَراقي وَاللُهاتَ حَريقُ
فَإِن كُنتِ لَمّا تَعلَمي العِلمَ فَاِسأَلي
فَبَعضٌ لِبَعضٍ في الفِعالِ فَأوقُ
سَلي هَل قَلاني مِن عَشيرٍ صَحِبتُهُ
وَهَل مَلَّ رَحلي في الرِفاقِ رَفيقُ
وَهَل يَجتَوي القَومُ الكِرامُ صَحابَتي
إِذا اِغبَرَّ مَخشيُّ الفَجاجِ عَميقُ
وَأَكتُمُ أَسرارَ الهَوى فَأُميتُها
إِذا باحَ مَزّاحٌ بِهُنَّ بَروقُ
سَعى الدَهرُ وَالواشونَ بَيني وَبَينَها
فَقُطِّعَ هَبلُ الوَصلِ وَهوَ وَثيقُ
هَلِ الصَبرُ إِلّا أَن أَصُدَّ فَلا أَرى
بِأَرضِكَ إِلّا أَن يَكونَ طَريقُ
أُريدُ سُلُوّاً عَنكُمُ فَيَرُدُّني
عَلَيكَ مِنَ النَفسِ الشِعاعُ فَريقُ