تسعى الحكومة البريطانية البريطانية إلى تعزيز ريادتها العالمية في توليد الطاقة بالرياح استكمالا لمسيرة مستمرة على مدار العقد الماضي، من خلال برامج جديدة أبرزهنا مشروع ضخم لتوسعة مزرعة "رامبيون" لطاقة الرياح البحرية، في إطار جهود خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني.
وأقرت الحكومة البريطانية خطط تطوير مشروع "رامبيون 2"، وهو مزرعة رياح بحرية جديدة من المتوقع أن تُوفر الطاقة لنحو مليون منزل بريطاني، خلال أبريل الجاري، على أن يشمل التوسع إضافة 90 توربينًا لتوليد 1.2 جيجاواط من الكهرباء، ومن المرتقب أن يُوفر المشروع حوالي 4,000 فرصة عمل خلال مرحلة البناء المقررة في عام 2026، بحسب ما نقلته منصة "إنفيستنج" البريطانية.
ويُطوَّر المشروع من قبل شركة "RWE" المالكة لنسبة 50.1%، وائتلاف أعمال تقوده شركة "ماكواري" بنسبة 25%، وشركة "إنبريدج" بنسبة 24.9%، على أن يتم نقل الطاقة الناتجة عن المزرعة إلى اليابسة عبر كابلات بحرية، ثم يتم توصيلها بمحطة تحويل جديدة في منطقة كووفولد بمقاطعة غرب ساسكس، قبل ربطه بالشبكة الوطنية، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المزرعة في أواخر العقد الحالي.
وقالت دانييل لين، مديرة تطوير طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة وأيرلندا بشركة "RWE": "سعداء بالحصول على أمر الموافقة لتطوير مشروع مزرعة الرياح البحرية رامبيون 2، والتي تعد محطة رئيسية في مسار المشروع، إذ يمكن لهذه المحطة أن تلعب دورا محوريا في تأمين إمدادات الطاقة للمملكة المتحدة من خلال موردنا الوفير من الرياح، ودعم أهداف الحكومة البريطانية لتعزيز الطاقة النظيفة".
بحلول مطلع عام 2025، أصبحت بريطانيا تمتلك أكبر قدرة إنتاجية لطاقة الرياح البحرية في أوروبا، والثانية عالميا بعد الصين، بقدرة تصل إلى 14 جيجاواط.
ووفقًا للبيانات، شكّلت مصادر الطاقة المتجددة نحو 46.4% من إجمالي إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة خلال عام 2023، وساهمت طاقة الرياح بنسبة 61% من هذا الإنتاج، وتُنتج المملكة المتحدة حوالي 39.7% من طاقة الرياح من خلال المشروعات البرية، و60.3% من المشروعات البحرية.
وأنشأت بريطانيا أول مزرعة رياح برية تجارية عام 1991 بقدرة إنتاجية بلغت 1 جيجاواط، وارتفعت القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح في البلاد إلى 30 جيجاواط في عام 2024، وهو ما يعادل ضعف القدرة التي كانت عليها في عام 2017، حيث تضم بريطانيا حاليا 11,906 توربين رياح، منها 9,141 توربينا بريا، و2,765 توربينا بحريا.
ويعمل في قطاع طاقة الرياح البحرية في بريطانيا حوالي 32 ألف شخص، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 120 ألفًا بحلول عام 2030، وتأمل الحكومة في الوصول إلى قدرة إنتاجية من طاقة الرياح تبلغ 60 جيجاواط مع نهاية العقد الحالي، ما قد يُضيف نحو 58.5 مليار دولار إلى الاقتصاد البريطاني.