الثلاثاء 6 مايو 2025

عرب وعالم

فاينانشيال تايمز": مزارع أسماك الصين في البحر الأصفر تثير غضب كوريا الجنوبية

  • 22-4-2025 | 20:44

الصين

طباعة
  • دار الهلال

 أثار توسع الصين في إنشاء مزارع أسماك في المياه العميقة بالبحر الأصفر حالة من الغضب في الأوساط السياسية والتشريعية داخل كوريا الجنوبية، التي اعتبرت أن بكين تفتح جبهة جديدة لتكتيكات "المنطقة الرمادية" في المياه الإقليمية المتاخمة للبلدان المجاورة.


"البحر الأصفر يقع بين الأراضي الصينية وكوريا الجنوبية"


وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن مشرعين في كوريا الجنوبية عقدوا، جلسة استماع برلمانية نادرة، محايدة حزبياً، لإدانة الهياكل المعدنية التي شيدتها شركات صينية في البحر الأصفر الفاصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية، مشيرة إلى أن بكين "تصر على أن الهياكل المقامة بغرض مصايد أسماك، لكن مسؤولين وخبراء في كوريا الجنوبية اعتبروها نموذجا حديثاً لتكتيكات "المنطقة الرمادية" الصينية"، التي يرى نقاد أن بكين تستخدمها لـ "التنمر" على بلدان مجاورة، من بينها الفلبين وفيتنام وتايوان، في مياهها الإقليمية.


واتهم البرلماني في الحزب المحافظ الحاكم "قوة الشعب"، نا كيونج- وون، باستخدام الصين لتكتيكات تستهدف "منع دول أخرى من الوصول بالقوة" من جنوب وشرق البحار الصينية.. وأكد ضرورة وجود رد صارم وحاسم للتصدي للمحاولات غير العادلة للصين لتغيير الأمر الواقع.


من جانبها، سعت الصين إلى التقليل من شأن التوترات، ودافعت السفارة الصينية لدى سول الأسبوع الماضي عن الهياكل المعدنية المُشيَدة باعتبارها "استخداماً معقولاً بالنسبة للمياه البحرية" وبما يتماشى مع القانون المحلي والدولي، ولا ينتهك اتفاق الصيد الثنائي بين البلدين". 


وفي الشهر الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينيج، إن الوضع في البحر الأصفر كان "مستقراً"، ولفت إلى أن الجانبين يواصلان اتصالاتهما عبر آلية حوار هادئ بشأن الشؤون البحرية وبين وكالات إنفاذ القانون البحري في كلا الدولتين، وفق الصحيفة البريطانية.


واعتباراً من 2016، بدأت الشركات الصنية في بناء مزارع أسماك في المياه العميقة واسعة النطاق لمصلحة شركات نرويجية، بهدف تربية أسماك السالمون في المحيط الأطلنطي.. وبدأت عمليات تشييد أول هيكل معدني بحرية في البحر الأصفر، "شينلان1" في 2018، في "منطقة التدابير المؤقتة"، وهي منطقة متنازع عليها في البحر الأصفر نظراً لتداخل المناطق الاقتصادية الحصرية لكل من الصين وكوريا الجنوبية. 


وكانت وزارة الخارجية الكورية أكدت، في بيان، لها "أن حقوقنا المبررة والمشروعة في البحر الأصفر لا يمكن انتهاكها"، وتابعت أنها "سترد بسرعة في المستقبل." 


ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن توترات مصائد الأسماك في البحر الأصفر بين الدولتين تأتي في وقت تسعى فيه الصين إلى تحسن روابطها مع كوريا الجنوبية واليابان، في وقت يترنح فيه حلفاء الولايات المتحدة من وطأة سياسات دونالد ترامب التجارية العدائية، من بينها فرضه 25% رسوماً جمركية على السيارات.


وكانت الدول الآسيوية عقدت، الشهر الماضي، أولى اجتماعاتها الثنائية منذ ستة أعوام، إذ سعى مسؤولون صينيون لإقناع نظرائهم في كوريا الجنوبية واليابان لمناقشة اتخاذ ردود فعل مشتركة حيال رسوم ترامب الشاملة التي أطلق عليها "يوم الاستقلال"، غير أن تلك المساعي لم يحالفها التوفيق، حسبما أكد مصدران وثيقا الصلة بتلك المفاوضات للصحيفة البريطانية.


ومن المقرر أن تبدأ كوريا الجنوبية مفاوضات تجارية مع إدارة ترامب بعد غد /الخميس/.. وقبيل انطلاق تلك المحادثات، قال القائم بأعمال الرئيس الكوري، هان دوك- سو، في تصريحات خاصة لـ"فاينانشيال تايمز" إن سول لن تعود "إلى القتال مجدداً"، وهي منفتحة على التفاوض بشأن القيود غير الجمركية، مستشهداً بالديون التاريخية للدولة لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.


من جانبها، بدأت اليابان محادثات ثنائية مع إدارة ترامب في الأسبوع الماضي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة