يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، جيبوتي، في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، وهي الزيارة الرسمية الثانية للرئيس السيسي للدولة الشقيق، بعد زيارته التاريخية الأولى في 2021 والتي كانت الأولى لرئيس مصري للبلاد.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي ونظيره الجيبوتي جلسة مباحثات ثنائية، حيث يبحث الرئيسان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وأيضا تطورات الأوضاع الإقليمية في البحر الأحمر، والقرن الإفريقي.
العلاقات المصرية الجيبوتية
وعلى مر العقود، تتمتع مصر وجيبوتي بعلاقات تاريخية واستراتيجية متميزة، فكانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جيبوتي عقب استقلالها عام 1977، حيث فتحت سفارة لها هناك.
كذلك سارعت مصر للترحيب بالاتفاق الإطاري للحوار السياسي الذى تم توقيعه بين الحكومة وائتلاف المعارضة في جيبوتي لإنهاء الخلاف السياسي.
كما ساندت جيبوتي المواقف المصرية في كافة المحافل الدولية، والتي كان آخرها تصويتها ضد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الإفريقي بعد ثورة 30 يونيو.
وتعد جيبوتي ذات موقعًا استراتيجيًا في مدخل البحر الأحمر، والذي يعد البوابة الجنوبية لقناة السويس، كما أنها بوابة مهمة لمنطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، في ظل تمتعها ببنية تحتية وموانئ متطورة.
العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس السيسي
كان عام 2021، محوريًا في تاريخ العلاقات بين البلدين، ففي 27/5/2021 أجرى الرئيس السيسي زيارة تاريخية لجيبوتي، كانت هي الزيارة الأولى لرئيس مصري لجيبوتي، وخلالها عقد الرئيس السيسي مباحثات موسعة مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، شهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
وسبق تلك الزيارة مباحثات هاتفية ولقاءات ثنائية بين الرئيسين في العديد من المناسبات، حيث زار الرئيس الجيبوتي مصر عدة مرات، زيارته في ديسمبر 2016 والتي عكست العلاقات المتميزة بين البلدين، حيث عقد مباحثات ثنائية معمقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، كما تم التطرق إلى الوضع في منطقة القرن الأفريقي، واليمن، وحالة السلم والأمن في أفريقيا وما تشهده من تحديات نتيجة تعدد الأزمات بالقارة وتزايد مخاطر الإرهاب.
وفي تلك الزيارة شهد الرئيس السيسي ونظيره الجيبوتي التوقيع علي سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون بين البلدين في عدد من المجالات والقطاعات
واستقبلت القاهرة رئيس جيبوتي أيضا في 7 /2/2022، حيث عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع نظيره الجيبوتي، في القاهرة، ناقشا خلالها ملف سد النهضة، والأمن في البحر الأحمر، تطرق اللقاء إلى تطورات ملف سد النهضة وتم التأكيد على ما تتحلى به مصر من إرادة للوصول إلى اتفاق ملزم، كما تناول اللقاء الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، إضافة إلى تكثيف التعاون بين مصر وجيبوتي.
وخلال المباحثات أكد الرئيس السيسى التزام مصر بالاستمرار فى دعمها لأشقائها فى جيبوتى، والعمل على توفير التدريب وبناء قدرات الكوادر فى مختلف المجالات، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع مختلف الجهات المصرية.
وخلال الزيارة، تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء آلية تشاور سياسي بين وزارة خارجية مصر العربية وجيبوتي، ومذكرة تفاهم لإنشاء منطقة لوجيستية في جيبوتي، ومذكرة تفاهم في مجال الطاقة والموارد المتجددة.
وشارك الرئيس الجيبوتي في العديد من الفعاليات التي عقدت في القاهرة، منها القمة العربية والقمة العربية الأوروبية الأولى والقمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بالقاهرة.