السبت 26 ابريل 2025

ثقافة

سيناء نشيد الخلود.. «القصيدة» التي كتبها كبار الشعراء على جبين الوطن

  • 24-4-2025 | 16:49

سيناء

طباعة
  • همت مصطفى

 

هي شامخة  كالحياة ،جزء من الأرض  المقدسة، تقف في قلب التاريخ، وفي صفحاته الأولى، تتعانق فيها السماء بالرمال، وتبوح الجبال بأسرار الخلود، تقف سيناء شامخة كأنها قصيدة منقوشة على صفحات الزمن.. هي أرض الفيروز، التي لم تكن مجرد ممر للأنبياء ولا بوابة للمعارك، بل كانت ملهمة الأدباء والشعراء، ومسرحًا لكلمات تحاكي العظمة والجمال والنضال.

وفي أدبنا العربي، نثرًا وشعرًا، بالقصة والرواية تُمثّل سيناء رمزًا للبطولة، للصبر، وللجمال الذي لا يُروى بكلمات.. فمن كتب عنها لم يصف فقط أرضًا، بل روى أسطورة مقدسة تمشي على تراب الوطن؛ إنها الأرض التي اجتمع فيها الوجدان والدين، والتاريخ والفن، لتصبح ملحمة حيّة في كتاب الأدب العربي. أكتب مقدمة أخرى غير تقليدية .

صباح الخير يا سينا .. نشيد خالد للعندليب والأبنودي 

 كتب الخال شاعر العامية المتميز عبدالرحمن الأبنودي كلمات الأغنية الشهيرة  «صباح الخير ياسينا»  و تغنى بها العندليب الأسمر فصارت أغنية  ونشيدًا خالدًا عن هذه الأرض الغالية 

ويقول« الأبنودي في قصيدته «صباح الخير يا سينا مين اللي قال كنتي بعيده عني . إنتي اللي ساكنه في سواد النني مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان.. ورسيت مراسينا على رملة شط سينا

وقلنا يهون علينا.. دا أول الشطآن.. وصباح الخير يا سينا.. رسيتي في مراسينا تعالي في حضننا الدافي.. ضمينا وخدينا يا سينا».

 ديوانًا شعريًا مشتركًا 

وفي منتصف السبعينات، بالقرن العشرين، أصدرت جريدة الجمهورية ديوانا شعريًا مشتركًا تحت إشراف الشاعر الراحل محسن الخياط، الذي كان مشرفا حينذاك على القسم الثقافي في الجريدة، وجاء الديوان تحت عنوان.. «أغنية لسيناء وضم قصائد لمجموعة من الشعراء منهم درويش الأسيوطي، وصلاح اللقاني، وآخرين.

أول جندي يرفع العلم بعيون صلاح عبد الصبور 

ومن أبرز القصائد التي خُلِّدت بعد نصر أكتوبر 1973م، وتغنت بأرض الخلود، كانت تلك التي كتبها صلاح عبد الصبور، حيث أهدى قصيدتين رائعتين: إحداهما لأول جندي يرفع العلم على أرض سيناءتملّيناك، والأخرى لأول مقاتل قبّل ترابها الطاهر.


وفي هذين النصين، لا يكتفي  صلاح عبد الصبور بسرد الحدث، بل ينسج لوحة شعرية تجمع بين جمال الانتصار وقدسية المكان، ممزوجة برؤية فنية عميقة تُحوّل اللحظة إلى أسطورة نابضة بالمجد والفخر.

وكتب الشاعر نسيم مجلي كتب قصيدة «سيناء يا صبية»، ليعبر عن سعادته بالنصر وتحرير سيناء، عبدالرحمن الأبنودي كتب قصيدة «تعيشي يا ضحكة مصر» الشهيرة في فيلم «أغنية على الممر، قصة الفيلم عن مسرحية «أغنية على الممر» للكاتب علي سالم، والأغاني للشاعر عبد الرحمن الأبنودي

قصة فيلم و مسرحية «أغنية على الممر»
وتدور الأحداث حول فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967م وهم يدافعون عن أحد الممرات الاستراتيجية في سيناء ويرفضون التسليم، يتناول الفيلم مشاعر الجنود أثناء الحصار وهي مزيج من إحباطهم وذكرياتهم وطموحاتهم قبل الحرب و أمانيهم إذا ما عادوا من الحصار، أثناء وقت الحصار الطويل يحكي كل جندي عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله.

 سيناء باقية .. نشيد الخلود 

وهكذا تبقى سيناء، أرض الفيروز  ليست مجرد فصل في كتاب الجغرافيا، بل قصيدة مفتوحة على صفحات الأدب العربي، تتنفس بين سطور الشعراء وتنبض في وجدان الكُتّاب.

وهي الرمز، هي الأرض التي كلما كتبوا عنها، كتبوا عن أنفسهم، عن وطن يسكنهم ويقاوم بهم، وفي كل بيت شعر وُلد عنها، وفي كل نص أدبي شُيّد فوق رمالها، تبقى سيناء حاضرة كأمّ، كأرض، وملهمة لا تنضب، تكتبها الأقلام... ويهتف بها القلب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة