يعد جولييلمو ماركوني، أحد أعظم مخترعي القرن العشرين، كان له الفضل في تغيير تاريخ الاتصالات الحديثة للأبد، من خلال اختراعاته التي طوّر فيها تكنولوجيا الراديو، استطاع أن يجسر المسافات بين القارات ويجعل العالم أكثر اتصالًا من أي وقت مضى.
ماركوني لم يكن فقط مخترعًا، بل كان رائدًا في مجاله، حيث جمع بين العلم والابتكار في رحلة علمية مدهشة أحدثت ثورة في الطريقة التي نسمع بها بعضنا البعض عبر المسافات، في هذا الموضوع، سنتناول حياته واختراعاته التي شكلت الأساس للاتصالات اللاسلكية الحديثة، بدءًا من تجاربه الأولى وصولًا إلى إنقاذ الأرواح عبر أمواج الراديو.
وُلد غولييلمو ماركوني في 25 أبريل 1874 بمدينة بولونيا الإيطالية، لأسرة ذات خلفية إيطالية-إيرلندية، منذ صغره، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالفيزياء والكهرباء، ودرس أعمال العلماء مثل جيمس كليرك ماكسويل وهاينريش هيرتز، في عام 1895، بدأ تجاربه في إرسال الإشارات اللاسلكية من أحد أطراف منزله إلى الطرف الآخر، مما شكل الأساس لتطوير التلغراف اللاسلكي.
اختراقات علمية وتاريخية
• في عام 1896، حصل ماركوني على أول براءة اختراع لنظام التلغراف اللاسلكي، مما مهد الطريق لتأسيس شركته الخاصة في لندن عام 1897.
• في 12 ديسمبر 1901، نجح في إرسال أول إشارة لاسلكية عبر المحيط الأطلسي من كورنوال بإنجلترا إلى نيوفاوندلاند بكندا، متحديًا الاعتقاد السائد بأن انحناء الأرض يمنع مثل هذه الاتصالات.
• في عام 1909، نال جائزة نوبل في الفيزياء مناصفةً مع العالم الألماني كارل فرديناند براون، تقديرًا لمساهماتهما في تطوير الاتصالات اللاسلكية.
إنقاذ الأرواح وتوسيع الأفق
لعبت تقنيات ماركوني دورًا حاسمًا في إنقاذ حياة أكثر من 700 شخص خلال كارثة غرق سفينة تايتانيك عام 1912، حيث تم استخدام إشارات الاستغاثة اللاسلكية لأول مرة في البحر.
توفي ماركوني في 20 يوليو 1937، لكن إرثه العلمي لا يزال حيًا، يُعتبر مؤسس الاتصالات اللاسلكية الحديثة، وفتحت اختراعاته المجال لتطورات مثل الرادار والاتصالات عبر الأقمار الصناعية.