نحتفل اليوم بالذكرى ال43 لتحرير سيناء، تلك المناسبة العظيمة، التي لم تكن مجرد معركة عسكرية خاضها الرجال، بل ملحمة وطنية شاركت فيها المرأة المصرية بكل شجاعة وإخلاص، حيث خرجت نساء جسدن معنى الوطنية والفداء، وساهمن بدور فعال في دعم الجيش بكل قوة، وكان لهن أثر مباشر في تحقيق النصر.
وبمناسبة الاحتفال بالذكرى ال43 لتحرير سيناء، تستعرض بوابة "دار الهلال"، أبرز المعلومات عن سيدات المقاومة الشعبية ودورهن في تحقيق العزة والنصر، وإليك التفاصيل:
شيخة المجاهدين" الحاجة فرحانة سلامة":
هي ابنة قبيلة الريشات بشمال سيناء أم ثلاث أبناء، انفصلت عن زوجها واكتفت بتربية أولادها ووطنها، بدأت مشوارها في الكفاح بعد النكسة مباشرة، فانضمت إلى المخابرات الحربية، وقدمت الدعم الكامل للمقاومة، حيث كانت تنقل المعلومات الهامة عن تحركات الجيش الإسرائيلي إلى المخابرات المصرية، تحت ستار عملها في بيع الأقمشة، وقامت بتهريب السلاح والمؤن إلى رجال المقاومة في الجبال، وكانت مهمتها رصد تمركزات العدو الإسرائيلي وإعداد دباباتهم وجنودهم، وزرع القنابل ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة في سيناء، ومن أكبر العمليات الاستخبارية التي قدمتها هي الحصول على خريطة المطار الذي خطط العدو الإسرائيلي لبنائه وصورت وثائق لمعسكراتهم بمنطقة ياميت، ووصلت إلى كامب ديفيد وقامت بتصوير أهم القواعد العسكرية هناك، ورفضت تحت التعذيب أن تفشي بأي سر، وتم اعتقالها أكثر من مرة ولكنها ظلت صامدة، وكرمها الرئيس أنور السادات وأعطاها وسام الشجاعة من الدرجة الأولى، ونوط الجمهورية لدورها الكبير في مساندة القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر ۱۹۷۳، كما تم تكريمها مرة أخرى من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2021، تقديرا لدورها وكفاحها ضد الاحتلال فى فترة الحرب.
الفدائية زينب الكفراوي:
سيدة بورسعيدية انضمت إلى المخابرات المصرية بعد نكسة 1967، قامت بدور محوري في نقل معلومات سرية من بورسعيد إلى القيادة العسكرية في القاهرة، وساهمت في كشف عدد من المخططات الإسرائيلية، كانت تتنكر أحيانًا في زي بائعة جوالة لتخفي هويتها، انضمت للمقاومة الشعبية لصد العدوان الثلاثي على بورسعيد و عمرها 15 عاماً فقط ، والتحقت بصفوف الحرس الوطني وعمرها 13 عاماً ، بدأ نضالها بتوزيع المنشورات لحث المواطنين على مقاومة العدوان، و تجميع الفدائيات للالتحاق بصفوف المقاومة من زميلاتها بالحرس الوطني ، كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال فعاليات مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، الذي عقد بمشاركة 1200 شاب وفتاة، من أبناء محافظات القناة وسيناء، تقديرا لنضالها ولدورها الكبير فى مقاومة الاحتلال.
الست فطوم:
هي ابنة محافظة السويس، أصرت على تقديم يد المعونة والدعم لرجال الجيش والجنود المصريين، خلال فترة حرب الاستنزاف، ولم تكن تملك أي إمدادات غذائية في ظل القصف والأوضاع الصعبة في مدن القناة، فقررت ذبح 10 دجاجات لرجال المقاومة، كما كانت تضمد جراح المقاتلين وتنقل الذخائر رغم القصف المتواصل.
فلاحة فايد:
هي ابنة مدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، تميزت بشجاعتها والقدرة على المخاطرة، حيث كانت تنقل أماكن تمركز الآليات والمجنزرات في منطقة فايد وسرابيوم قبيل حرب أكتوبر، فعندما كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو لتختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقة فايد وسرابيوم، لتنفيذ خطة الاستطلاع المطلوبة منها، واستطاعت بذكائها أن تحمل طفلتها على كتفها لتنفيذ المهمة والتمويه على جنود الاحتلال لكي لا يشك فيها أحد، دون أن تخشي انكشاف أمرها والتعرض لمخاطر القتل أو القبض عليها، لتصبح أيقونة النضال ورمز للبطولة النسائية.
السيدة أمنة دهشان:
هي ابنة مدينة الإسماعيلية، وأول امرأة تستخرج رخصة لحمل السلاح في مصر، بدأت في العمل الفدائي منذ عام 1948، فكان الفدائيون يتواجدون في منطقة القنال لإجراء عمليات فدائية كتفجير كمبات الإنجليز، كانت تأتى لهم بملابس فلاحين ويضعوا التراب على وجوههم ويحملوا الفأس ويقفون فى أرضها، وعند البحث عليهم من قبل العدو كانت "أمنة" تقول لهم أنهم عمال يزرعون ويفلحون أرضها، وقامت بإعداد الطعام لهم من مالها الخاص، وجهزت لهم غرفتين من بيتها لاستقبالهم ومبيتهم فيه وكانت تقوم بخدمتهم حتى نهاية مهمتهم، وعندما اشتدت وتيرة الأحداث بعد 1967، رفضت التهجير هي وأسرتها، وبدأت في حمل السلاح وتخبئته في ملابسها حينا ووسط عربة نقل الخضار الخاصة بها، وتوصيله إلى الفدائيين من قرية نفيشة إلى منطقة المحطة الجديدة وعريشية العبيد لتسلمه لهم، واستقبلت رجال الجيش والجنود المصريين بعد نصر أكتوبر، بالزغاريد وزعف النخل، وقامت بمعالجة الجرحى بالإسعافات الأولية.