أكد سياسيون وبرلمانيون أن ذكرى تحرير سيناء، التي توافق تاريخ الـ25 من أبريل، تجسد ملحمتنا الوطنية في استرجاع أرضنا، استنادًا إلى دستور مصري أصيل ومبدأ ثابت لا يتزعزع، وهو أنه لا تفريط في ذرة واحدة من تراب الوطن.
وثمّن السياسيون والبرلمانيون، في أحاديث منفصلة لـ"دار الهلال" حول الذكرى الـ43 لتحرير أرض الفيروز، عملية التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة المصرية في شبه جزيرة سيناء، لما في ذلك من حمايتها من قيام أي بؤرة إرهابية جديدة والحيلولة دون تنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين إليها.
وسلطوا الضوء على أهمية الموقع الاستراتيجي الذي تنفرد به هذه الأرض، وما تظفر به من موارد طبيعية، تحتم العمل على تعزيز ربطها بمختلف أجزاء الوطن، وهو المسار الذي تمضي فيه الدولة المصرية قدمًا.
ولفتوا إلى أن سيناء تعد بوابة مصر الشرقية، التي شهدت غزوات واعتداءات منذ مصر القديمة حتى الأمس القريب، غير أنها شهدت في المقابل صمود وتصدي المصريين لجحافل الغزاة، الذين ردوهم على أعقابهم خاسرين.
ملحمة سُطرت بدماء المصريين
إلى ذلك، أكد اللواء سيف الإسلام عبد الباري، رئيس حزب مصر بلدي، أن ذكرى تحرير سيناء تجسد ملحمة وطنية عظيمة سُطرت بدماء المصريين التي بُذلت في حرب أكتوبر المجيدة.
وقال اللواء سيف الإسلام عبد الباري، في حديث لـ"دار الهلال"، إن ذكرى تحرير سيناء، التي توافق تاريخ الـ25 من أبريل من كل عام، تجسد ملحمة وطنية عظيمة استردت فيها مصر أرضها وشرفها بدماء جنودنا الأبطال، وذلك عبر حرب السادس من أكتوبر 1973.
وشدد "عبد الباري"، على أن النصر العظيم الذي تحقق في حرب السادس من أكتوبر، بفضل الجندي المصري والجيش المصري، لم يرفع رأس الدولة المصرية فحسب، بل أيضًا أمتنا العربية، حيث أعيد الفخر لهم مرة أخرى.
وأكد أن دماء الشهداء الطاهرة التي روت أرض سيناء الغالية في سبيل استردادها من الاحتلال الإسرائيلي تجعل من هذه الأرض غالية علينا جميعًا، ولا يمكن أن نفرط فيها.
وأضاف رئيس حزب مصر بلدي، أن ذكرى تحرير سيناء، وهو الأمر الذي نتج عن النتائج المحققة في حرب 1973، تبقى شاهدة على قوة مصر وشعبها وجيشها، وإرادتهم التي حققت المستحيل، في ضوء الإمكانيات والموارد المتاحة.
وفي حديثه، يلفت سيف الإسلام عبد الباري إلى الهجمات الإرهابية التي خرجت من سيناء، وهو أمر لم يهدد مصر فقط، بل العالم بأكمله، حيث إن الإرهاب أصبح لغة عالمية، وفق قوله.
وقال إن الهجمات الإرهابية التي خرجت من سيناء جاءت ضمن مخططات تستهدف الدولة المصرية، وتستهدف كسر شوكتها، موضحًا أن مصر كانت وما زالت مستهدفة، خصوصًا في أعقاب ثورة الـ25 من يناير 2011، حيث دفعت بعض العناصر الإرهابية بغرض إحداث قلاقل تُفضي إلى انفصال سيناء عن مصر، بدعم من جهات خارجية.
وأردف أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة، قضت على الإرهاب، وطهرت سيناء، وأوقفت المخططات الخارجية التي كانت تستهدفها.
وأشار إلى أن الدولة كانت حريصة أيضًا على تنفيذ عملية تنمية شاملة في سيناء، طالت مختلف القطاعات فيها، كالصحة والتعليم والطرق والكباري، موضحًا أن أعمال تنمية أرض الفيروز ما زالت تمضي على قدم وساق.
وسلط الضوء على أن أعمال التنمية في سيناء تأتي ضمن رؤية الدولة المصرية التي تستهدف عبرها غلق باب قيام أي بؤرة إرهابية في سيناء مرة أخرى، حيث إن الوجود الشعبي المصري هناك كافٍ لتحقيق ذلك، وهو ما يتحقق عبر التنمية.
وفي ضوء التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتقدمها قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وما أثير حول تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، يؤكد رئيس حزب مصر بلدي، بدوره، دعمه موقف الدولة المصرية الرافض لتهجير الفلسطينيين، والداعم لصمود هذا الشعب على أرضه، حتى يتسنى له إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأشار في هذا السياق، إلى أن الدولة المصرية تمتلك رؤية استراتيجية تواجه بها هذه المخططات، حيث يظهر ذلك من خلال خطتها لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي قوبلت بعراقيل إسرائيلية، إلا أن مصر قادرة على إنفاذ رغبتها.
وفي ختام حديثه، أكد أن مصر عبر ذلك تحافظ على القضية الفلسطينية، وتغلق الباب أمام محاولات تصفيتها، مشيرًا إلى أن مصر كانت وما زالت الداعم الأكبر لهذه القضية منذ عام 1948، ولم تقصر في دعمها ماديًا ومعنويًا.
التمسك بالتراب الوطني مبدأ ثابت
بدوره، أكد اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن ذكرى تحرير سيناء، التي توافق تاريخ الـ25 من أبريل من كل عام، تجدد الشعور الوطني والارتباط الوثيق بين الشعب المصري وأرضه.
وشدد اللواء يحيى كدواني، في حديث لـ"دار الهلال"، على أن ذكرى تحرير سيناء هي مناسبة غالية عند الشعب المصري، تعبر عن مبدأ ثابت لا يتزعزع، وهو تمسكه بكامل التراب الوطني، وعدم التفريط في ذرة منه، مؤكدًا أن هذا مبدأ ثابت لا يتغير تحت أي ضغط من الضغوط، مدعومًا بإرادة الشعب المصري في التمسك بأرضه، والحفاظ على أمنه القومي.
وأضاف أن مصر بذلت العديد من التضحيات والدماء في سبيل الحفاظ على أرض سيناء الغالية، حيث سقطت دماء الآلاف في سبيل استرداد هذه الأرض وحمايتها والحفاظ عليها.
وأشار إلى أن سيناء، تُعتبر من قبل الدولة المصرية، التي هي جزء أصيل منها، أرضًا غنية بالموارد والثروات والخيرات الاقتصادية، التي تهم الاقتصاد القومي المصري والشعب المصري، ما يعزز الترابط بينها وبين كافة أجزاء الوطن، بشكل يؤكد أنه لا تفريط في ذرة تراب منها.
وثمّن عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، في هذا السياق، الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية في سبيل تنمية سيناء، ما يعزز ترابطها بالتراب الوطني بشكل وثيق.
وقال إن "سيناء في فترة من الفترات كانت مهملة، غير أن هذا الوضع تغير وتبدل في السنوات الأخيرة، حيث طالت المشاريع التنموية مختلف القطاعات بأرض الفيروز"، مؤكدًا أن الدولة المصرية ماضية في هذا التوجه.
وفي ضوء التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتقدمها قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وما أثير حول تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، يؤكد النائب يحيى كدواني، أن موقف الدولة المصرية الرافض لتهجير الفلسطينيين هو بمثابة إنقاذ للقضية الفلسطينية، وحال دون ضياعها.
وفي هذا الإطار، شدد على أن مصر تصدت لما أسماه بـ"الخباثة السياسية" التي تبرر تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، حيث إن هذه الدعوات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإفشال كل محاولات إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني الذي تم احتلاله في عام 1967.
واختتم بالتأكيد أن مصر ماضية في هذا التوجه الذي يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني، استنادًا إلى رغبته ورغبة الشعب المصري، وبما يضمن أيضًا أمن البلاد القومي.
معجزتنا العسكرية
من جانبه، أكد اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ، أن ذكرى تحرير سيناء، التي توافق تاريخ الـ25 من أبريل من كل عام، تذكرنا بمناسبة ليست بالهينة، وهي حين استرجعنا أرضنا مرة أخرى.
وقال اللواء فاروق المقرحي، في حديث لـ"دار الهلال"، إن تسترد أرضك بالكامل بعدما احتلت فهذا ليس بالأمر الهين، وضرب مثلًا على ذلك، قائلًا: "عندما يكون لديك فدان من الأرض، ويأخذه شخص منك، فأنت لن تتوقف حتى تسترده مرة أخرى"، مؤكدًا أن ذكرى تحرير سيناء تذكرنا بإنجازًا حين استرجعنا أرضنا مرة أخرى من المحتل.
وأضاف أن "مصر هوجمت على حين غرة، لكنها استعادت أرضها من جديد، وكان الأمر أشبه بالمعجزة، حيث إن كل من شاهد خط بارليف، وقناة السويس، أخذ يقول: 'أنتم تريدون معجزة'، وكانت إرادة الله معنا، فاسترجعنا الأرض حتى حررنا آخر جزء منها، وهي 'طابة' عبر المفاوضات".
وتابع عضو مجلس الشيوخ، أن "الأرض لطالما تحتل وتستردها، ولو أغمضت عينك قليلًا لن تجدها، لكنها تعود إليك مرة أخرى".
وفي حديثه، يلفت إلى الضريبة الباهظة التي دفعتها الدولة المصرية من دماء أبنائها للقضاء على الإرهاب في سيناء، وذلك لكثرة "الخونة" الذين استعانوا بجهات خارجية، مشددًا على أن الأرض التي بُذل فيها دماء تكون أغلى من غيرها.
وأشار إلى أن الدولة المصرية لما نجحت في إحكام سيطرتها على سيناء عبر القضاء على الإرهاب، بدأت في تعمير أرضها، لأن الأرض المعمَّرة من المستحيل أن تُحتل.
وعن استهداف سيناء، يؤكد المقرحي، أنه كان هناك رغبة لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، ولكننا رفضنا ذلك ووقفنا ضده.
وخلاصة الأمر -وفقًا له- أن عملية الإعمار التي تُنفذ على أرض سيناء تحميها من الإرهاب، وفي ذات الوقت تحول دون تنفيذ مخططات التهجير.
مصر اختارت الطريق الأصوب
من جهته، قال خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، إن ذكرى تحرير سيناء الموافق الـ25 أبريل من كل عام، تمثل تتويجًا لنجاح مصر الراسخ وشهادة على صواب وسلامة سياستها وجهود أبطالها البواسل، موضحًا أن مسيرة استعادة الأرض المصرية المقدسة بدأت بالحروب الشريفة التي خاضتها مصر، وتكللت بمفاوضات ثم بانتهاج خيار السلام الاستراتيجي ثم لجوء مصر للتحكيم الدولي آنذاك أثبت صواب رؤيتها بأحقيتها في أرض طابا آخر شبر من الأراضي المصرية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الجميع اليوم يدرك أن مصر اختارت الطريق الأصوب منذ البداية، وهو "سلام الصقور" الذي يعزز القوة ويحمي الحقوق، مضيفًا أن "25 أبريل 1982 لم يكن انتصارًا لمصر وحدها، بل كان علامة فارقة للشرق الأوسط بأكمله، ليصبح أيقونة للسلام ونبراسًا يُحتذى به للدول".
وأكد أن الدول العربية كافة تقدر اليوم حكمة الاختيار المصري الذي أثمر استقرارًا إقليميًا، موضحًا أن القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقود عهدًا جديدًا للنمو والتنمية غير المسبوقة في شتى ربوع الوطن.
وأشاد بالمشروعات القومية العملاقة التي تحقق التنمية المستدامة وتنتقل بمصر إلى آفاق جديدة من التطور والازدهار وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وكذلك على المستوى السياسي من خلال الدور المحوري الذي يلعبه الحوار الوطني الدائم والشامل بمشاركة كافة الأحزاب السياسية في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
وأكد رئيس حزب الشعب الديمقراطي أن الرئيس السيسي استطاع بحكمته استثمار السلام في بناء قوة مصر الشاملة، وتعزيز قدرات القوات المسلحة وتنويع مصادر تسليحها لحماية حدود الوطن ومستقبل الأجيال القادمة، بالإضافة إلى استعادة مكانة مصر الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وشدد خالد فؤاد على أن مصر، بعد تحقيق السلام وتحرير أراضيها، حافظت على هذا السلام ولم تسمح لأي قوى إقليمية بتهديد أمنها واستقرارها، محققة بذلك معادلة صعبة في منطقة تشهد تحديات جمة، مضيفًا أن مصر امتلكت درعًا وسيفًا قوامُهما المعرفة والتنمية.
وأشار إلى أن الدولة نجحت في معركة أخرى خاضتها قوى الشر والإرهاب التي استهدفت استقرارها، وحققت انتصارًا حاسمًا في هذه المعركة الشرسة بفضل تضحيات القوات المسلحة والشرطة الباسلة وتعاون شيوخ وعواقل سيناء، لتصبح أرض سيناء خالية من الإرهاب وتشهد عهدًا جديدًا من التنمية والعمران.
وأكد أن القيادة الحكيمة للرئيس السيسي نجحت في بسط نفوذ الدولة على كامل سيناء، لتنعم بالأمن والاستقرار وطرد الإرهاب، وتشهد حاليًا مشروعات تنموية ضخمة في مختلف القطاعات، بما في ذلك ميناء العريش، وخطوط السكك الحديدية، والجسور والأنفاق في قناة السويس، والمدن الجديدة، والمشروعات السياحية، والجامعات، وغيرها من مظاهر التنمية المستدامة والحياة الكريمة التي تغطي كل ربوع سيناء.
وشدد على أن هذا التطور هو ثمرة الانتصار العظيم الذي بدأ في عام 1973، وأن حرب الإرهاب كانت إحدى حروب الجيل الجديد التي انتصرت فيها مصر بفضل صمودها ووحدتها.
رمز لصمود الشعب المصري
وفي الموضوع نفسه، قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن ذكرى تحرير سيناء غالية على مصر وفي هذا اليوم نهنئ الشعب المصري وقيادته السياسية والقوات المسلحة الباسلة، مؤكدًا أن هذا اليوم ليس فقط مناسبة لاستعادة الأرض، بل هو أيضًا رمز لصمود الشعب المصري وإرادته التي لا تعرف المستحيل.
وأوضح عبد العزيز في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الدولة المصرية نجحت، خلال السنوات الأخيرة، في خوض معركة من نوع آخر على أرض سيناء، وهي معركة مواجهة الإرهاب وتطهير الأرض من العناصر المتطرفة التي سعت للنيل من أمن الوطن واستقراره، مشيدًا ببطولات القوات المسلحة والشرطة في هذا المسار، ودور أبناء سيناء الشرفاء في دعم جهود الدولة وتحقيق الاستقرار.
وأضاف أن ما تحقق في سيناء من إنجازات تنموية يعكس رؤية استراتيجية متكاملة وضعتها القيادة السياسية لتحويل سيناء من ساحة صراع إلى ساحة تنمية وبناء، موضحا أنه شهدت سيناء في السنوات الماضية طفرة غير مسبوقة في مجالات البنية التحتية، والطرق، والإسكان، والتعليم، والصحة، والاستثمار الزراعي والصناعي، وهو ما يعيد تشكيل الخريطة التنموية للمنطقة ويعزز ارتباطها بالوطن كله.
وأكد أن سيناء ستظل عنوانًا للبطولة والتحدي، وأن مشروعات التنمية فيها تمثل ضمانة حقيقية لحماية الأمن القومي المصري على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن الحزب يدعم بكل قوة استمرار جهود الدولة في تنمية شبه الجزيرة وتعزيز حضورها السكاني والخدمي، باعتبار ذلك أحد أهم إنجازات الجمهورية الجديدة.