استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جنازة البابا الفاتيكان فرنسيس، الذي حضرها أيضًا، لعقد لقاء معه، وذلك في خضم محادثات السلام التي تقودها بلاده بين "كييف" و"موسكو"، في ظل الصراع المستمر بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقبل هذا اللقاء بوقت قصير من اليوم السبت، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني لإبرام اتفاقية المعادن النادرة -التي تتيح لبلاده التوصل إلى الموارد الطبيعية في الأراضي الأوكرانية- في أقرب وقت ممكن.
وفي ذات التصريحات، أكد الرئيس الأمريكي أن عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة بين روسيا وأوكرانيا تمضي بسلاسة حتى الآن، مؤكدًا أنه سيواصل العمل على هذه القضية.
ورغم الصورة الإيجابية التي تضع الولايات المتحدة في إطارها المحادثات، فإن من الواضح أن هناك العديد من النقاط الخلافية ما زالت قائمة بين الجانبين، مما يؤكد أنه من الصعب التوصل في المدى القريب إلى اتفاق سلام بينهما.
لقاء الفاتيكان
وفي ضوء ذلك، التقى الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني لمدة 15 دقيقة تقريبًا في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، اليوم السبت، حسب ما أفاد به المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، الذي أشار إلى أن الزعيمين اتفقا على الاجتماع مجددًا في وقت لاحق اليوم لإجراء مزيد من المحادثات.
وأظهرت صور نشرها مكتب الرئيس الأوكراني الزعيمين جالسين مقابل بعضهما البعض في منتصف قاعة رخامية، دون وجود أي من مساعديهما في الجوار، بحسب "رويترز". كما أظهرت صور أخرى الرئيسين واقفين في نفس المكان، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ورغم أنهما لم يتطرقا إلى تفاصيل المباحثات التي تناولها اللقاء، إلا أن الجانبين اتفقا على أن اللقاء كان إيجابيًا بدرجة كبيرة، حيث قال ستيفن تشونج، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، إن الرئيس دونالد ترامب أجري "نقاشًا مثمرًا للغاية" مع الرئيس الأوكراني.
فيما قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن اجتماع الزعيمين في الفاتيكان اليوم السبت كان "بناءً".
وبعد ذلك، قال الرئيس الأوكراني، إن اجتماعه في الفاتيكان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب قد يكون حدثًا تاريخيًا إذا تحقق السلام الذي ناقشوه لإنهاء حرب أوكرانيا مع روسيا.
وكشف الرئيس الأوكراني، أن المواضيع التي تناولها اللقاء شملت "حماية أرواح شعبنا، والتوصل إلى وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار، وإرساء سلام موثوق ودائم يمنع تكرار الحرب".
ويأتي هذا اللقاء في ظل طرح أمريكي للسلام بين روسيا وأوكرانيا من أجل وقف الحرب المستمرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات، يقضي بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم التي استولت عليها في عام 2014، حسب ما أورده أكثر من تقرير إعلامي.
وفي المقابل، رفض الرئيس الأوكراني فكرة تخلي بلاده عن منطقة القرم المطلة على البحر الأسود، لما في ذلك من مخالفة للدستور، وهو ما اعتبره الرئيس دونالد ترامب عائقًا أمام سير مباحثات السلام.
استعادة كورسك
في سياق منفصل، أبلغت رئاسة هيئة الأركان العامة الروسية، اليوم السبت، الرئيس فلاديمير بوتين باستعادة منطقة كورسك كاملة من الجيش الأوكراني، التي كانت "كييف" تريد أن تبادلها مع موسكو مقابل أراضي أوكرانية تسيطر عليها.
وأكد الرئيس الروسي، أن هزيمة القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الحدودية توفر ظروفًا لقوات بلاده لتنفيذ عمليات ناجحة في قطاعات مهمة أخرى من الجبهة وتقرب هزيمة ما أسماه بـ"النظام النازي الجديد".