الجمعة 2 مايو 2025

تحقيقات

بعد استحداث منصب نائب الرئيس.. خبير: تغييرات هيكلية كبيرة ستحدث في المشهد الفلسطيني| خاص

  • 27-4-2025 | 13:20

الرئيس الفلسطيني إلى جانب نائبه

طباعة
  • محمود غانم

في ظل التحولات الداخلية والإقليمية الفارقة نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يقابله من تصعيد في الضفة الغربية، عُيّن حسن الشيخ نائبًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس في منصب مُستحدث، ليصبح الرجل الثاني بعده، فيما اعتبره خبير خطوة تواجه المساعي الإسرائيلية لتدمير السلطة في البلاد.

وجاء ذلك بعد أن وافق المجلس المركزي الفلسطيني، الخميس الماضي، بالأغلبية الساحقة على استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دولة فلسطين. 

وبموجب هذا القرار، يُعين نائب الرئيس من بين أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بناءً على ترشيح من رئيسها محمود عباس، ومصادقة أعضائها، كما منح القرار الحق لرئيس اللجنة في تكليف نائب الرئيس بمهام معينة، وفي إعفائه من منصبه، وقبول استقالته.

وأفضى ذلك في الأخير إلى تعيين حسن الشيخ، الذي يتمتع بمسيرة سياسية امتدت لعقود في هذا المنصب، وذلك بعد أن رشحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وصادقت عليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ويبدو أن السلطة الفلسطينية بهذا القرار تستجيب للدعوات العربية والإقليمية والدولية التي تطالبها بإجراء إصلاحات سياسية، تشمل منظمة التحرير أيضًا، بهدف مواجهة التحديات المتصاعدة التي تواجه القضية الفلسطينية. 

يواجه المساعي الإسرائيلية لتدمير السلطة 

وتعقيبًا على ذلك، يؤكد الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن استحداث منصب نائب الرئيس ليس جديدًا، حيث تم طرحه سابقًا عدة مرات، غير أن الظروف الحالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية والمناطق الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى نوايا إسرائيل الواضحة لتدمير السلطة، أدت إلى بروز خطر في حال تغيب الرئيس لأي سبب كان.

ويُجيب الدكتور عبد المهدي مطاوع، في حديث لـ"دار الهلال"، عن سؤال يطرحه: ما الذي سيحدث في حال تغيب الرئيس؟ لا يوجد مجلس تشريعي، ولا قدرة على إجراء انتخابات، مما يعني دخول التمثيل الفلسطيني في فوضى، البلاد في غنى عنها في ظل الظروف الراهنة، وبالتالي، فإن تعيين نائب الرئيس يعد ضروريًا لمرور المرحلة الانتقالية في حالة خلو المنصب من جهة، وتجديد دماء منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى.

وعن تجديد دماء منظمة التحرير، يضيف السياسي الفلسطيني، أن المؤسسين لها جزء كبير منهم تغيب، وذلك نظرًا للظروف الصحية أو الوفاة، متابعًا: "آن الأوان لضخ دماء جديدة في عروق منظمة التحرير"، معربًا عن اعتقاده أن حسن الشيخ، الذي جرى تعيينه نائبًا للرئيس محمود عباس، سيقوم بهذا الدور على وجه الأكمل.

تغييرات كبيرة ستحدث

وفي رؤيته المستقبلية، يعتقد "مطاوع"، أن هناك تغييرات هيكلية كبيرة ستحدث في المشهد الفلسطيني بأكمله، خصوصًا أن حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة أدت إلى ظهور عوامل جديدة تستدعي معالجة مختلفة من جميع النواحي. 

وأوضح أن هذه المعالجة المختلفة ستحدث في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وكذلك بين الفصائل الفلسطينية، حيث إن ما حدث في قطاع غزة قد غيّر بشكل جذري كل المفاهيم التي تم تسويقها في السنوات الماضية، حيث أظهر حجم ما أسماه بـ المتاجرة بالقضية الفلسطينية. 

وعليه، يؤكد الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن نتائج الحرب في غزة ستؤثر بشكل واضح على فكرة الفصائل، وكذلك على الشعب نفسه الذي دفع ثمنها.

وعلى صعيد آخر، يشير إلى أن ترتيبات المشهد في العالم، وليس في فلسطين فحسب، أصبحت جديدة، حيث إن المصالح باتت مختلفة، وتتحدث بلغات متنوعة، وأصبح من الضروري التكيف معها، أو على الأقل قراءتها بشكل صحيح، مما يستدعي التغيير في الطريقة والأداء، وهو ما سيشمل كافة المؤسسات. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة