السبت 3 مايو 2025

عرب وعالم

انقسامات بين اليمين المتطرف في أوروبا بشأن رسوم ترامب الجمركية

  • 27-4-2025 | 16:35

دونالد ترامب

طباعة
  • دار الهلال

 ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن اليمين المتطرف في أوروبا يشهد انقساما بشأن رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية، حيث دبت خلافات بين قادة حزب "البديل من أجل ألمانيا" وأحزاب قومية أخرى، في ردهم على الحمائية الأمريكية، وذلك بعدما "توددت" أحزاب اليمين الأوروبية إلى حركة "ماجا" (لنجعل أمريكا عظيمة مجددا) التابعة له.


ووصفت أليس فايدل، إحدى قادة حزب البديل من أجل ألمانيا، خطوات الرئيس الأمريكي بأنها "عدوانية للغاية ومُحبطة للذات". وأضافت المحللة السابقة في جولدمان ساكس أن ما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة - التي أوقفها ترامب لمدة 90 يوما بعد انهيار سوق الأسهم ومخاوف من ركود عالمي - "ضارة بشكل أساسي بالتجارة الحرة".


غير أن تينو شروبالا، الرئيس المشارك للحزب مع فايدل، وهو رسام ومصمم ديكور سابق من ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا، وصف نهج ترامب بأنه "مفهوم".


وقال شروبالا: "أحيانا، يتعين عليك تقييد التجارة الحرة لحماية اقتصادك. يريد الرئيس ترامب إجبار الدول الأخرى على التفاوض. إنه يريد تحسين الميزان التجاري الأمريكي وتحفيز الصناعة".


وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم /الأحد/ - أن محللين يرون أن هذا التباين يُشير إلى توتر جوهري في قلب حزب البديل من أجل ألمانيا، والذي يُمكن ملاحظته أيضا في الحركات الشعبوية الأخرى في أوروبا: كيفية شرح سياسة حمائية أمريكية للناخبين من شأنها أن تضر ببلادهم.


ووصفت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني - إحدى القادة الأوروبيين القلائل الذين يُؤيدهم ترامب - تعريفاته الجمركية بأنها "خيار خاطئ"، 


وأعربت عن أملها في إلغائها في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي. وخلال زيارتها للبيت الأبيض هذا الشهر، عرضت ميلوني استضافة اجتماع في روما بين ترامب ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي، وهو اجتماع تجنبه الرئيس الأمريكي حتى الآن.


بينما دافع ماتيو سالفيني، شريك ميلوني في الائتلاف الحاكم وزعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، الشهر الماضي عن تعريفات ترامب الجمركية، وقال إنها قد تُمثل فرصة للشركات الإيطالية. وقد خفف منذ ذلك الحين من موقفه بعد رد فعل عنيف من حزب ميلوني "إخوة إيطاليا".


من جانبه، وصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حليف ترامب القديم وخصم بروكسل، حرب التعريفات الجمركية التي شنها الرئيس الأمريكي بأنها "تكتيكية" ووسيلة لانتزاع المزيد من التنازلات من الاتحاد الأوروبي.


كما انحاز أندريه فينتورا، زعيم حزب تشيجا اليميني المتطرف في البرتغال، إلى ترامب، قائلا إن على بلاده أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتستخدم التعريفات الجمركية "لحماية نفسها" من واردات المنسوجات والمنتجات الزراعية الأرخص من الصين والهند.


لكن في فرنسا، حرص حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على عدم الظهور بمظهر المتحالف مع الحرب التجارية التي تشنها إدارة ترامب على الرغم من تبنيه برنامجا اقتصاديا حمائيا. وقالت مارين لوبان زعيمة الحزب إن فرنسا بحاجة إلى ممارسة "حمائية ذكية" واستعادة السياسة التجارية من بروكسل لمواجهة "نهج ترامب الوحشي".


وأوردت "فاينانشيال تايمز" أنه ربما يكون التوتر بين مختلف فصائل اليمين المتطرف في ألمانيا قد تفاقم في عهد ترامب، لكنه يعود إلى ما قبل رئاسته. وقد تأسس حزب البديل من أجل ألمانيا عام 2013 على يد اقتصاديين عارضوا عمليات إنقاذ منطقة اليورو، ووسع الحزب صفوفه تدريجيا ليشمل مناهضي العولمة الذين يميلون أيضا إلى تبني القومية العرقية.


وأوضحت الصحيفة أن بيتر بوهرينجر، نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا ومستشار أعمال سابق يدعم التجارة الحرة، سعى إلى التقليل من شأن الانقسامات الداخلية بشأن حرب ترامب التجارية.


وأشار بوهرينجر، إلى أن حركة "ماجا" نفسها لم تكن موحدة بشأن هذه القضية: فبينما يدافع بيتر نافارو، مستشار ترامب التجاري، بقوة عن فرض الرسوم الجمركية، فإن إيلون ماسك - أغنى رجل في العالم وقيصر خفض التكاليف في إدارة ترامب - يؤيد التجارة الحرة، وقد وصف نافارو بأنه "أغبى من كيس من الطوب".


وقال بوهرينجر: "أميل إلى وجهة نظر إيلون ماسك". وأضاف: "التجارة الحرة مفيدة للجميع"، لكنه أصر على أن الموضوع "ليس بالأمر الجلل ولا بالغ الحساسية" داخل حزب البديل من أجل ألمانيا.


وبحسب الصحيفة، أثار نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي ازدادت شعبيته في استطلاعات الرأي منذ انتخابات فبراير الماضي، قلقا عميقا لدى الأحزاب الرئيسية، التي واجهت صعوبة في صياغة استراتيجية فعالة لمعارضته.


وسافر وفد من حزب البديل من أجل ألمانيا إلى حفل تنصيب ترامب في واشنطن يناير الماضي. وضم الوفد كريستينا باوم، وهي واحدة من عدة شخصيات في الحزب جادلت بأن أوروبا وحدها هي المسؤولة عن تداعيات خطوة ترامب.

الاكثر قراءة