الاتحاد الإفريقي: مستقبل القارة مرتبط بكرامة وتمكين العمال ودعم حقوقهم

أكدت مفوضية الاتحاد الإفريقي أهمية دور العمال في مسيرة التنمية والتحول الاقتصادي في القارة، مشيرة إلى أن كرامة العمل هي جوهر كرامة وتقدم إفريقيا.

وفي بيانها، دعت السفيرة أما أدوما توم-أمواه، مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، إلى إعادة إحياء روح التضامن مع العمال والاعتراف بنضالهم المستمر من أجل الأجور العادلة وظروف العمل الآمنة والعدالة الاجتماعية.

وأكدت أن اليوم الدولي للعمال، الذي يتزامن مع انطلاق "شهر إفريقيا" خلال مايو؛ يعد فرصة للاحتفال بإسهامات العمال الأفارقة في بناء اقتصادات ومجتمعات القارة، والتذكير بتاريخ طويل من النضال العمالي الذي ساهم في ترسيخ الحقوق الأساسية للعمال منذ القرن العشرين.

وشددت المفوضة الإفريقية، على أن العامل الإفريقي ليس مجرد عنصر إنتاج، بل هو المحرك الحقيقي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، داعية إلى تعزيز قوانين العمل والحماية الاجتماعية، وضمان بيئة عمل تصون كرامة الإنسان؛ بما يشمل العمال في القطاعات غير الرسمية والعمال المهاجرين.

وأوضحت أن الاتحاد الإفريقي يولي اهتماماً خاصاً بتيسير حركة العمالة عبر الحدود وتعزيز التعاون الإقليمي من أجل تحقيق رؤية "إفريقيا التي نريدها"، مؤكدة أن دور العمال المهاجرين لا غنى عنه في نجاح منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، خاصة من حيث تحويلاتهم المالية ونقل المهارات.

وتزامناً مع رئاسة جنوب إفريقيا الحالية لمجموعة العشرين، وتحت شعار "التضامن، المساواة، الاستدامة"، اعتبرت توم-أواه أن هذه المناسبة توفر فرصة لإيصال صوت العمال الأفارقة إلى المنصات العالمية، والمطالبة بانتقال عادل في مواجهة تغير المناخ والتقدم التكنولوجي، وتعزيز العمل اللائق والحماية الاجتماعية والمساواة في الأجور.

وأعربت السفيرة أما أدوما عن قلق الاتحاد الإفريقي من استمرار التحديات التي يواجهها ملايين العمال في إفريقيا، مثل انعدام الاستقرار الوظيفي، وضعف شبكات الأمان الاجتماعي، وارتفاع معدلات بطالة الشباب، والانتهاكات المستمرة لحقوق العمل، لافتة إلى أن القطاع غير الرسمي، رغم أهميته، لا يزال يفتقر إلى الحماية القانونية.

وفي ختام البيان، جدّدت مفوضة الاتحاد الإفريقي التزام القارة بحقوق الإنسان، داعية إلى تنفيذ التشريعات التي تحارب الاتجار بالبشر والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتوفير بيئة عمل خالية من التمييز والانتهاكات.

وأكدت أن الاحتفال بيوم العمال لهذا العام يمثل دعوة صريحة للدول الإفريقية للانتقال من الأقوال إلى الأفعال، وترسيخ مبادئ كرامة العمل، والعدالة الاجتماعية، وتمكين جميع العمال كشرط أساسي لتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للقارة.